الوقت - قالت وكالة رويترز الانكليزية، إن ايران واحدة من ثلاث دول يعدها داعش هدفا رئيسيا لهجماته، ولكنها تمكنت من تفادي مخاطر هذا التنظيم لاتباعها سياسات معقدة اتجاه الإرهاب.
وتطرقت رويترز الى مخاطر داعش في المنطقة قائلة: داعش الى الآن قوي. ربما أضاع التنظيم هذا العام العديد من الأراضي التي كانت تحت سيطرته في الشرق الأوسط، ولكنه تمكن من خلال تكثيف عملياته على كامل الحدود التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، من تنفيذ عملية إرهابية كل 84 ساعة منذ شهر يوليو.
وبحسب الوكالة استطاع التنظيم الارهابي استهداف هدفين من ثلاثة، وهما فرانسا وأمريكا. بينما لم يوفّق داعش حتى الآن من تحقيق هدفه الثالث، المتمثل بايران.
وتابعت الوكالة هذا التقرير تحت عنوان "الدولة التي حَمت نفسها مقابل تهديد داعش"، حيث وضّحت السياسات الناجحة لايران في مكافحة الارهاب.
وأشارت رويترز الى السبب الرئيسي في عدم تمكن داعش من مهاجمة ايران، معتبرة أنه ليس بسبب ضعف التنظيم، وإنما لأن ايران فعالة في معركتها ضد داعش، ومساعي طهران لمكافحة الإرهاب كانت موفقة، في حين أنها لم تكن ناجحة في دول أخرى.
ولفتت الوكالة الانكليزية الى أن ايران اعتمدت سياسة مزدوجة لمواجهة داعش الارهابي، تمثلت في إضعاف التوسع الايديولوجي للتنظيم من جهة، والسعي من أجل منع تقدم قوات التنظيم الارهابي نحو أراضي ايران من جهة اخرى.
وأضافت رويترز: مساعي ايران في العراق وسوريا البلدين الجارين لها، أعطت نتائجها رويدا رويدا، حتى بدأت تتقلص الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي.
وتابعت الوكالة: مساعي داعش من أجل شنّ هجمات إرهابية على ايران كان يجب أن تنجح، إلا أن جهاز الأمن الايراني احتوى هذه التهديدات حتى الآن.
ولفتت الوكالة الانكليزية الى تحولات السياسة الايرانية لمكافحة الارهاب بعد الثورة الاسلامية، قائلة: إن وظيفة مواجهة الإرهاب في ايران وضعت على عاتق العديد من المنظمات الأساسية، من قبيل قوات الشرطة، ووزارة الدولة والجيش وجهاز المخابرات وقوات حرس الثورة الاسلامية.
وقالت رويترز في هذا التقرير: تكتيكات ايران لمواجهة الارهاب في الغرب غير معلومة في الوقت الراهن. وإن مشاركة طهران بشكل مباشر في الحرب ضد داعش في سوريا والعراق، جاء لدرء مخاطر التنظيم الارهابي في التقدم باتجاه بلادها بحسب اعتقادها.
وكتبت رويترز في نهاية هذا التقرير: سواء أراد الغرب أو لم يرد، ايران دخلت اللعبة. وهي تواجه تحديات مشابهة للّتي يواجهها الغرب في محاربة داعش. ولكن من الواضح حتى الآن أن سياسة ايران المعقدة في مواجهة الإرهاب، احتوت تنظيم داعش الارهابي.
الإرهاب الداعشي يرتد على الغرب
من جهة أخرى يتوقع المسؤولون في الدول الاوروبية بأنه من المحتمل عودة آلاف الإرهابيين الدواعش الى الدول الغربية، وذلك بسبب الهزائم التي تعرض لها التنظيم في العراق وسوريا.
وكانت قد نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا أعده كيم سينغوبتا، حول المخاطر الناجمة عن عودة المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش إلى بلادهم.
ويقول الكاتب: إن السلطات الأمنية البريطانية تهيئ نفسها لعودة أعداد كبيرة من البريطانيين، في الوقت الذي يخسر فيه التنظيم مناطقه بوتيرة مستمرة، مشيرا إلى أن مسؤولي الأمن والاستخبارات يقومون بدراسة خطط للتعامل مع آلاف الإرهابيين الغربيين، ممن سيحاولون العودة إلى أوروبا، بعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق.
وتذكر الصحيفة أن الإرهابيين، الذين تلقوا تدريبا، وتعرضوا للتثقيف الحركي الإرهابي، سيمثلون بلا شك تهديدا في المستقبل القريب أو قنبلة موقوتة، بحسب ما يقوله المسؤولون الأمنيون، الذين يدعون إلى سياسة شاملة لمواجهة الأزمة المتطورة.
ويورد التقرير أنه يعتقد أن هناك 1500 طفل يقاتلون في صفوف التنظيم الارهابي، غالبيتهم سوريون وعراقيون، مع وجود يمنيين ومغاربة، مشيرا إلى أنه يوجد 50 طفلا بريطانيا، وعدد قليل من الأطفال الفرنسيين والأستراليين، بالإضافة إلى آخرين من دول غربية أخرى.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمني بريطاني بارز، تعليقه قائلا: علينا التفكير بما يجب عمله مع هؤلاء الأطفال، ويضيف المسؤول: بعض هؤلاء أجبروا على ارتكاب أفعال إجرامية وهم تحت سن التكليف ونعرف أن هناك أطفالا من الغرب.
حوالي 27 ألف أجنبي انضموا إلى تنظيم داعش الارهابي
ويفيد التقرير بأنه يعتقد أن حوالي 27 ألف أجنبي انضموا إلى تنظيم داعش الارهابي منذ بداية الحرب قبل خمسة أعوام، بينهم ما بين خمسة إلى سبعة آلاف من دول أوروبية، ويبلغ عدد الذين سافروا من بريطانيا 800 شخص، منوها إلى أن من أهم أسباب عدم عودة الأوروبيين إلى دولهم، هو الخوف من مواجهة المحاكمة؛ نظرا لوجود قوانين تحاكم من انضم لجماعات إرهابية، باستثناء الدانمارك، التي لديها برنامج لإعادة تأهيل الارهابيين العائدين.
وتختم "الإندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن نصف المتطوعين البريطانيين، ويقدر عددهم بحوالي 400، عادوا إلى بريطانيا، وتمت إدانة 55 منهم؛ بتهمة القتال في صفوف تنظيم إرهابي أو تقديم المساعدة له.
من جانبه أكد الخبير الأمني التشيكي يوزيف كراوس، أن الانتصارات التي تحققها سوريا والعراق في مواجهة الإرهاب جعلت تنظيم داعش يزيد من إرسال إرهابييه إلى أوروبا إضافة إلى ليبيا التي تغرق في الفوضى.
وتوقع الخبير الأمني التشيكي أن يزيد تنظيم داعش الإرهابي من عمليات إعادة إرهابييه إلى بلدانهم الأصلية لتنفيذ جرائمهم فيها، بعد الهزائم المتتالية والخسائر الفادحة التي تكبدها في سوريا والعراق.
يذكر أن فرنسا وعددا من دول أوروبا شهدت في الآونة الأخيرة سلسلة اعتداءات إرهابية نتيجة ارتداد الإرهاب الذي دعمته بعض هذه الدول في سوريا والمنطقة متجاهلة التحذيرات المتكررة بهذا الخصوص.