الوقت- في اطار المساعي لتعزيزالعلاقات بين الجانبين بدأ نائب الرئيس الايراني اسحق جهانغيري ،امس الاثنين ، زيارة الى بغداد تستغرق 3 ايام يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري.
وتتناول المباحثات اهم القضايا التي تهم البلدين خاصة الامن الاقليمي وسبل مكافحة الارهاب وإمكانية التعاون بين كافة دول المنطقة بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرارفي هذه المنطقة.
زيارة جهانغيري الى بغداد التي يرافقه فيها وفد رفيع يضم خمسة وزراء ومجموعة من المسؤولين الحكوميين والمعنيين في القطاع الخاص الايراني تكتسب اهمية كبيرة لأنها تأتي في وقت حساس يتطلب من البلدين التنسيق الكامل في كافة المجالات لمواجهة جميع التحديات لاسيما الامنية التي نجمت عن احتلال تنظيم داعش الارهابي للاراضي العراقية.
وخلال لقائه بالمسؤولين العراقيين اكد جهانغيري ان علاقات طهران وبغداد استراتيجية وهي تهدف الى خدمة مصالح الشعبين الايراني والعراقي والمنطقة والعالم الاسلامي برمته.
واضاف انه يسعي خلال هذه الزيارة الي تطوير العلاقات الاقتصادية لترقي الي مستوي العلاقات السياسية بين البلدين ، مشيراً الى ان حجم التبادل التجاري بينهما يبلغ نحو 12 مليار دولار في الوقت الحاضر ويسعي الجانبان الي رفعه الى 20 مليار دولار.
كما اكد جهانغيري عزم ايران علي تعزيز دورها في عملية اعادة الاعمار في العراق ، منوهاً الي ان العلاقات بين الشعبين الايراني والعراقي جيدة علي كافة الاصعدة الدينية والثقافية والاقتصادية.
واضاف ان المنطقة تواجه تحديات كبيرة تتمثل بالإرهاب وعدم الاستقرار وهذا يتطلب تعاون كافة دولها لمواجهة هذه التحديات. مؤكداً أن إيران لن تدخر جهداً في المساهمة بانسجام ووحدة العراق ، وهي على استعداد تام لتقديم خبراتها لدعم أمنه واستقراره.
واكد نائب الرئيس الايراني ان حفظ وحدة الشعب العراقي وسلامة اراضيه هي من السياسات الأساسية للجمهورية الاسلامية الايرانية ، مشددا على ضرورة إستمرار عملية تطهير أراضي العراق من الجماعات الإرهابية ، مشيرا الى النجاحات التي حققها الشعب العراقي وقواته المسلحة في هذا المجال . واعرب عن أمله بـاستمرار هذه النجاحات ، لافتا في الوقت نفسه الى ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين حققت نمواً جيداً، وهي تمضي قدما في التعاون في مجال الربط السككي ومدّ انابيب النفط وكل ما يخدم مصالح الشعبين الجارين . وجدد رغبة الشركات الايرانية في المساهمة في مجالات الطاقة والاعمار والاسكان والزراعة والصحة والادوية والمعدات الطبية في العراق.
وقال جهانغيري ان العراق وسوريا يمثلان الخط الامامي لمكافحة الارهاب ، موكداً على ان الذين كانوا يدعمون تنظيم "داعش الارهابي" باتوا يعانون اليوم من إرهابه.
من جانبهم أكد المسؤولون العراقيون خلال استقبالهم جهانغيري على ضرورة استمرار التواصل ومتابعة الاتفاقيات السابقة بين البلدين ، وشددوا على اهمية التطلع لتوسيع آفاق التعاون بين الجانبين في مجالات التجارة والنفط والغاز والكهرباء والزراعة والاسكان والنقل الى جانب التعاون المالي والمصرفي.
وخلال الزيارة وقعت ايران والعراق ۷ وثائق ومذكرات تفاهم للتعاون في مختلف المجالات.
وتتضمن زيارة جهانغيري الى العراق التشرف بزيارة العتبات المقدسة في مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ولقاء مراجع الدين وعدد من الشخصيات السياسية والدينية العراقية بينها السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلي الاسلامي العراقي وابراهيم الجعفري وزير الخارجية ورئيس التحالف الوطني العراقي.
كما تتضمن الزيارة ايضاً مشاركة جهانغيري في اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين ايران والعراق وزيارة المعرض الخاص للجمهورية الاسلامية الايرانية في بغداد.
وتجدر الاشارة الى أن ايران سارعت منذ اليوم الاول الى مساعدة الشعب العراقي وقدمت له كل اشكال الدعم العسكري واللوجستي والانساني لمواجهة تهديد الجماعات الارهابية لاسيما تنظيم داعش . وقد اثنى المسؤولون والمواطنون العراقيون على هذا الدور المتميز في الدفاع عن العراق واهله ومقدساته وحفظ وحدته وتماسكه امام التوغل البربري الذي تنفذه العناصر الارهابية.
ومن خلال قراءة دلالات زيارة نائب الرئيس الايراني الى بغداد يتبين بوضوح مدى الاهتمام الذي توليه الجمهورية الاسلامية في ايران لوحدة واستقرار العراق وسعيها الدؤوب لتمكينه من دحر العصابات الارهابية واستعدادها الدائم لتقديم خبراتها له في كافة المجالات لاستعادة دوره المهم والمتميز على جميع الاصعدة في المنطقة والعالم.