الوقت- بعد مضي أكثر من خمس سنوات على الأًزمة في سوريا بات واضحاً وجلياً وجود جماعات إرهابية تكفيرية عدة تعيث في الأرض السورية قتلاً وذبحاً وتكفيرياً من جبهة النصرة إلى تنظيم "داعش" الإرهابي وغيرها من الفصائل التي تقاتل إلى جانب هذان الفصيلان والتي تتلقى الدعم المادي والعسكري والسياسي من أمریکا والدول الخليجية فما هو الموقف الروسي والامريكي من هكذا جماعات.
الجماعات الإرهابية في سوريا والدعم السياسي الأمريكي
لقد تعدى الدعم الغربي والأوروبي للجماعات الإرهابية في سورية جميع الاوصاف، فقد باتت هذه الجماعات اليوم تحظى بحماية سياسية أمريكية كيف لا وأمريكا تراوغ روسيا التي ما فتئت تطلب من واشنطن بالكف عن تسمية هذه الجماعات ب "المعارضة المعتدلة" فقد استغلت هذه المعارضة المعتدلة الهدنة في سوريا لتعيد تجميع صفوفها وتوجه ضربات موجعة للمدنيين والأهالي العزل في الاراضي السورية وسط رفض أمريكي وتأكيد انها ليست سوى "معارضة معتدلة" لتأكد هذه المعارضة أنها تقاتل في سوريا تحت راية جبهة النصرة ،هذه الجبهة التي تم تصنيفها في مجلس الامم المتحدة ضمن الجماعات الارهابية المسلحة التي تقاتل في الشرق الاوسط.
إنتهاء المهلة الروسية يعني شن عملية عسكرية جوية واسعة النطاق على الارهاب في حلب
يتساءل مراقبون هل يأتي إعلان وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" انتهاء المهلة الروسية الممنوحة للمجموعات المسلحة في سوريا كي تنفصل عن "جبهة النصرة" الإرهابية هو بمثابة إعلان روسي واضح وعلني لنية روسيا بشن عملية اكبر عملية عسكرية جوية روسية ضد الارهاب في حلب سعياً لتطهير حلب بالكامل من رجس الجماعات الارهابية المسلحة التي تتلقى دعمها من واشطن تحت مسمى "معارضة معتدلة"؟
بعد التصريحات الأخيرة لسيرغي لافروف يوم الجمعة والتي قال من خلالها "قامت أمریکا بالطلب من روسيا عدم استهداف جبهة النصرة فرع القاعدة في بلاد الشام وذلك لان امريكا تخشى ان يتم استهداف ما یسمی ب"المعارضة المعتدلة" التي تتواجد في اماكن تواجد جبهة النصرة".
ويتساءل مراقبون عن طبيعة هذه المعارضة المعتدلة التي أظهرت أمريكا خشيتها عليها فيؤكد المراقبون بأن"حركة احرار الشام" التي تنتمي ل "جيش الفتح" التي تتحدث عنها أمريكا و تسمیها بالمعارضة المعتدلة، اعلنت عن مسؤوليتها عن التفجيرات الإنتحارية الأخيرة التي ضربت الساحل السوري وراح ضحيتها العشرات من المدنيين.
دعم أمريكي للإرهاب وتصميم روسي بالقضاء عليه
إن الدعم والحماية الأمريكية لتنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات ذات الطبيعة السلفية التكفيرية بات أمرا واضحا وليس بالخفاء، أما الموقف الروسي فأشد وضوحاً اليوم اثر إنتشار التقارير التي تشير الى تحضير روسي لشن حملة استهداف واسعة لتنظيم القاعدة الارهابي في سورية وبشكل أخص في حلب.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية الإسبوع الفائت ان جبهة النصرة أصبحت موجودة وبشكل كبير للغاية في محافظتي حلب وإدلب في الوقت التي لا تزال أمريكا تماطل وتراوغ مؤكدة انه لا يجب ان يتم استهداف "المعارضة المعتدلة" فها هي اليوم موسكو تضيق ذرعاً من هذه المراوغات العبثية لتعلن على لسان وزير الخارجية ان هذا الإسبوع هو الإسبوع الأخير أمام ما تسميهن أمريكا ب"معارضة معتدلة "وتقاتل في صفوف النصرة لكي تنفصل عن جبهة النصرة وتنضم الى الهدنة".
كيري مؤكدا للافروف المعارضة المعتدلة ليسو سوى "اخيار" ولا يجوز استهدافهم
أشار لافروف إلى أنه "خلال إحدى مكالماته الهاتفية الأخيرة مع نظيره الأمريكي جون كيري توجه اليه بسؤال وهو أنه لماذا توقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عملياً عن استهداف الإرهابيين في سورية؟ ولماذا يقف مكتوف اليدين ولا يفعل شيئا لإيقاف تدفقات النفط المهرب إلى تركيا؟” كاشفاً أن كيري كرر له المبررات العادية انطلاقا من منطق غريب مفاده بأن مواقع الإرهابيين مختلطة بمواقع من يسمونهم "الأخيار" وانه لا يجوز استهدافهم".
وكان موقع غلوبال ريسيرش الكندي كشف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي اي ايه" لا تزال ترسل آلاف الأطنان من الأسلحة الإضافية إلى تنظيم القاعدة الإرهابي وتنظيمات إرهابية أخرى في سورية آخرها شحنتان تضمان ثلاثة آلاف طن من الأسلحة.
وقال الموقع إن مجموعة "اي.اتش.اس.جاينز" الإستشارية البريطانية المتخصصة في شؤون الدفاع وجدت طلبين على موقع"فيديرال بيزنس اوبورتشنتيز" التابع للحكومة الأمريكية خلال الشهور الأخيرة تبحث فيهما عن شركات شحن لنقل مواد متفجرة من أوروبا الشرقية إلى ميناء العقبة الأردني نيابة عن قيادة النقل البحري العسكري التابعة للأسطول الأمريكي".
ويشير موقع "غلوبال ريسيرتش" إلى أن الولايات المتحدة تزود من تدعوهم "بالمعارضة المعتدلة" بملايين البنادق والأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون فضلا عن آلاف الأسلحة الخفيفة والثقيلة الجديدة ومئات الصواريخ المضادة للدبابات والتي يذهب نصفها مباشرة إلى تنظيم "القاعدة" الإرهابي.