الوقت- واصلت القوات العراقية المشتركة تقدمها في مدينة الفلوجة، محررة مزيد من المناطق من قبضة الارهاب، في وقت أكد فيه الأمين العام لمنظمة بدر "هادي العامري"، الأحد، أن قوات الحشد الشعبي لا تفصلها عن الفلوجة سوى مئات الأمتار، وفيما رجح أخذ "استراحة مقاتل" لإتاحة الفرصة للعوائل الخروج من المدينة، أشار إلى استعداد الحشد لاقتحام الفلوجة وتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش".
وقال "العامري" في حديث لـ السومرية نيوز، إن "مدينة الفلوجة لا تفصلنا عنها سوى مئات الأمتار، وإن المرحلة الثالثة ستبدأ باقتحامها وتطهيرها من عصابة داعش الماكرة"، مبينا أنه "تم الاتفاق على عدم دخول المدينة إلا عند إخلائها من المدنيين".
وأشار العامري إلى "أننا لا نريد خلق كارثة إنسانية، ومهمتنا الأساسية هي تطويق الفلوجة بشكل كامل"، مضيفا "قد نأخذ استراحة مقاتل من اجل إتاحة الفرصة للأهالي إخلاء المدينة، وعند ذلك سنكون مهيئين للاقتحام واستئصال الغدة السرطانية التي أصابت هذه المدينة العزيزة".
وشدد العامري على اتخاذ إجراءات "صارمة" لمنع حدوث أية مخالفات خلال عملية تحرير مدينة الفلوجة، مهددا بتقديم مرتكبي تلك المخالفات إلى القضاء العراقي، مضيفاً "إننا نتابع بجدية الأخطاء التي قد تحدث هنا أو هناك خلال المعارك الجارية لتحرير الفلوجة"، متعهدا بـ"تقديم مرتكبي تلك الأخطاء إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وأضاف العامري "أنا لا أدعي عدم وجود أخطاء، ووضعنا مجموعة من الإجراءات الصارمة"، معتبرا أن "الدليل على الانضباط العالي هو أن الحشد الشعبي دخل إلى الكرمة في أقل من 24 ساعة، في حين أنه لم يدخل إلى الصقلاوية".
العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 400 عسكري في الصقلاوية
الى ذلك أكدت القوى الأمنية العراقية العثور على رفات نحو 400 عسكري في مقبرة جماعية في منطقة حي الشهداء بناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، وتحدثت وسائل اعلامية محلية عن وجود رفات الـ 400 عسكري كانوا منتسبين في الفرقة العاشرة اللواء 53 الفوج الأول بالجيش العراقي، مشيرة الى أن هناك عدة مقابر جماعية موجودة داخل عدد من المنازل، لافتا الى وجود آثار إطلاقات نارية على بعض الجثث، فيما تم قتل البعض بواسطة عجلات مفخخة.
وفي سياق متصل كشفت مصادر في وزارة الداخلية العراقية، عن امتلاكها معلومات استخبارية تفيد بقيام تنظيم داعش بتفخيخ معظم الدوائر والمقار الحكومية داخل الفلوجة، وأضافت المصادر ان "معلومات مؤكدة تشير الى تفخيخ التنظيم قائمقامية الفلوجة، ومحطات توزيع الطاقة، وابراج النقل، وانابيب ناقلة لمياه الشرب والصرف الصحي"، موضحة ان "التنظيم قد يخلي الفلوجة من عناصره بعد ان يخرب كل البنى التحتية"، وتابعت المصادر ان "التنظيم يهدف بذلك الى تعطيل عودة الاهالي الى ديارهم، لزيادة الضغط على الحكومة العراقية”، موضحا ان “جهاز مكافحة الارهاب تمكن من السيطرة على مقر تابع لقائمقامية الفلوجة في حي الشهداء، لكنه لم يكن مفخخا".
المهندس يعلن انتهاء المرحلة الثانية من معركة تحرير الفلوجة
بدوره اكد القيادي في الحشد الشعبي "ابو مهدي المهندس"، في مؤتمر صحافي، انتهاء المرحلة الثانية لمعركة تحرير الفلوجة، وقال المهندس: ان "الحشد الشعبي" انهى المهمة التي أوكلت له و هي تحرير الكرمة و الصقلاوية و البو شجل.
واضاف "المهندس" ان العملية تمت بالتعاون مع قوات الرد السريع و الشرطة الاتحادية و طيران الجيش العراقي، واشار المهندس الى ان عمليات تحرير مركز الفلوجة اوكلت للقوات الامنية وجهاز مكافحة الارهاب، مؤكدا ان الفلوجة اصبحت محاصرة بالكامل بإستثناء الجهة المحاذية لنهر الفرات، وشدد "أبو مهدي المهندس" على أن قوات الحشد الشعبي لم ولن تطلب إسنادا من قوات التحالف الدولي "ولا نشعر بحاجة لهذه القوات في معركة تحرير الأراضي العراقية".
الشيخ خالد الملا يشكر قيادة الحشد الشعبي على تعاملها الانساني مع أهالي الفلوجة
كما استقبل "المهندس" في مقرعمليات الفلوجة الشيخ "خالد الملا" رئيس علماء المسلمين في العراق مع وفد من شيوخ وعلماء محافظة الانبار وكان من بين الحاضرين الشيخ "أكرم الكعبي" أمين عام حركة النجباء حيث تطرق الجانبان الى القضايا التي تتعلق بتحرير المدن من عصابات داعش الارهابي وكانت من أهمها توفير الملاذ الامن للعوائل التي نزحت بسبب الارهاب وتوفير لهم كل الاحتياجات الانسانية، من جانبه شكر الشيخ خالد الملا قيادة الحشد الشعبي على تعاملهم الانساني مع هذه العوائل وعكس الصورة المشرقة لابناء القوات الامنية وقوات الحشد التي أرادت تشويهها بعض وسائل الاعلام المغرضة والغير وطنية التي تمثل اجندات خارجية. وكانت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة أعلنت، أمس السبت، عن اقتحام جهاز مكافحة الإرهاب مدينة الفلوجة من الجهة الجنوبية.