الوقت- جاءت نتائج الإنتخابات البلدية في طرابلس كالصاعقة على القوى و الكتل المتحالفة و التي شكلت لائحة موحدة في وجه لائحة أخرى دعمها وزير العدل المستقيل "أشرف ريفي"، و التي رجحت في كفّتها للائحة الأخيرة أي المدعومة من "ريفي"، و اعتُبر هذا الاستحقاق الشمالي نقطة تحول في مستقبل المدينة و الأوزان السياسية التي تمثل هذه المدينة برلمانية و وزارياً، كما وصفها البعض بثورة الشارع الطرابلسي على الصورة التقليدية للبيوت السياسية في هذه المنطقة، و ان هذه النتائج قد تكون بوابة فرز جديد للقوى و لمستقبل المدينة الإنمائي أيضاً، فما هي أبعاد هذه النتائج؟ و ما أسباب خسارة تكتل قوى سياسية بهذا الحجم؟ و هل يكون الشمال بداية تغيير صورة الطبقة السياسية الحالية باتجاه انتاج طبقة جديدة؟ هذه المواضيع و غيرها حول انتخابات طرابلس البلدية ناقشناها مع الكاتب الصحفي اللبناني الاستاذ "جورج علم" بالشكل التالي:
الوقت: برأيكم ما هي أسباب فوز الوزير "أشرف ريفي" في الانتخابات البلدية في طرابلس في مواجهة حلف كبير من الأحزاب و القوى السياسية الطرابلسية؟
الاستاذ جورج علم: "هذا الانتصار يشكل علامة رفض كبيرة من مدينة طرابلس ضد القيادات التي مثلًتها طويلاً سواء في الحكومة او المجلس النيابي، علينا أيضاً أن نأخذ بعين الإعتبار أن هذا التحالف كان يضم رئيسين سابقين للحكومة هما "سعد الحريري" و "نجيب ميقاتي"، و ثلاثة وزراء سابقين هم محمد الصفدي، فيصل كرامي و أحمد كرامي اضافة لمجموعة من رجال الأعمال، الذين وعدوا المواطنين بالكثير من المشاريع الإنمائية و بقيت الوعود حبراً على ورق، فكانت هذه الانتخابات البلدية لتقول باسم طرابلس "لا" لهذه القيادات و لنهجها، و لذلك صوتت للوزير المستقيل أشرف ريفي لأنه وعد بحال حصوله على المجلس البلدي بإنجاز الكثير من المشاريع و لذلك باعتقادي أن هذا الفوز الذي حققه إنما هو طبعاً من ألوان المستقبل و رهن تنفيذ ما وعد به."
الوقت: هل لهذا الفوز دلالات مستقبلية في مدينة طرابلس؟ و هل من الممكن أن يبنى عليه للإنتخابات النيابية؟
الاستاذ جورج: " اذا تمكن أشرف ريفي أن يفّعل المجلس البلدي فوراً و البدء في تنفيذ المشاريع التي سبق و أن أشبعت درساً و تخطيطاً، على الأقل سيصبح الزعيم الأول في عاصمة الشمال، لذلك ان المستقبل القريب هو بمثابة امتحان لتنفيذ ما وعد به و بدء هذه المشاريع التي وعد بها، فإذا كان صادقاً فبإعتقادي إن هذا سيجعله زعيماً طرابلسياً و ربما الأقوى بين مجموعة القوى الفاعلة في المدنية الشمالية."
الوقت: البعض يصف الوزير ريفي بالرديكالي الأصولي أو من الذين يميلون لها، هل يمكن القول و استناداً لهوى الناخب الطرابلسي اليوم أن الشارع الطرابلسي بات بعيداً عن العلمانية الحريرية لصالح الردكالية الريفية؟
الاستاذ جورج: "باعتقادي أن هذا و لحد ما صحيح، فالوزير ريفي ينتسب سياسياً إلى مجتمع أكثر أوصلية من المجتمعات السنيّة الأخرى في لبنان، لكن هذا ليس مؤشراً بالنسبة للشارع الطرابلسي على الإطلاق، فيجب الإلتفات إلى أن طرابلس هي أفقر مدينة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي يحكمها أناس أصحاب ثروات ضخمة و تقدر بمليارات من الدولارات، أضف الى ذلك أن الماضي السياسي لهذه القيادات بقيت و كما أشرت بقيت مبنية على الوعود، و هذه الوعود لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ، و أنا لا أدري إذا كانت هناك قوى سنية بدأ أشرف ريفي التحالف معها، و أنا أكرر و أقول الشارع لم يتنخب ريفي بسبب هذه الأسباب إنما بسبب وعوده الإنمائية التي وعد بها و بالتالي ستكون هذه الوعود هي رهان مستقبلي له ليكرس زعامته، لذا فما تريده طرابلس ليس تيارات رديكالية إنما انجازات انمائية."