الوقت - امتعض بعض البريطانیین مما اعتبروه تدخلاً أمريكياً بشؤونهم الداخلية بعد اعتبار اوباما ان وجود بريطانيا في الاتحاد الاوروبي يعزز من مكانتها بين دول العالم وتأكيده على ان "الاتحاد الأوروبي لا ينقص من النفوذ البريطاني، بل يعززه. وأوروبا قوية لا تشكل تهديداً لدور بريطانيا في العالم، بل تزيد من دور بريطانيا في العالم", وإشارته الى ان مسألة بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد مهمة بالنسبة لأمريكا.
كلام أوباما هذا كان في مقال نشره في صحيفة الديلي تلغراف الصادرة في بريطانيا التي يزورها لهدف على مايبدو هو التأثير في مسألة بقاء بريطانيا بالاتحاد الاوروبي والتي ترغب امريكا ببقائها فيه وبشدة.
لكن بنفس الوقت حاول اوباما إضفاء صفة الصداقة العميقة والخاصة على زيارته حيث التحقت به زوجته ميشيل من واشنطن لمعايدة الملكة اليزابيث الثانية التي أتمت عامها التسعين وأقامت علاقة ود مع الزوجين أوباما منذ اللقاء الأول بهما عام 2009.
هذه الملكة التي تذكراوباما بجدته مادلين دانهام البيضاء التي كانت في البداية رافضة لزواج ابنتها من والد اوباما الكيني المسلم لكنها سرعان ما قبلت بالأمر وأحبت حفيدها اوباما الذي يخالف لون بشرتها وساعدته بكل ماتملك ليكمل تعليمه.
من جهة ثانية نستطيع القول ان الطابع السياسي غلب على هذه الزيارة بشكل واضح عندما اكد اوباما على ان وجود بريطانيا في الاتحاد يساعد على بقاء امريكا قريبة من الاوروبيين وان امريكا تريد وتدعم وجود بريطانيا قوية في اتحاد اوروبي قوي.
ومما جاء في مقال اوباما: "أننا صديقان لا يخشيان بعضهما البعض. من هذه الخلفية، وكصديق أقول، إن نتائج قراركم مسألة شديدة الأهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة. إن عشرات آلاف الأمریكيين الراقدين في مقابر أوروبا يعطون شهادة صامتة على تداخل رخائنا المشترك وأمننا. والمسار الذي تختارونه سيتردد كذلك في مصير أجيال من الأميركيين".
لكن هذا الموقف الامريكي على لسان اوباما لم يكن مرغوبا فيه من قبل انصار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي والذين اكدوا على انه لا علاقة له بالامر واعتبروا حديثه تدخلا بالشؤون الداخلية لبريطانيا.
وجاء الرد على لسان رئيس بلدية لندن بوريس جونسون في مقال كتبه في "الصن" اشار فيه الى ان اوباما يحتقر بريطانيا بسبب ماضيها الاستعماري على اعتباره "نصف كيني".
وللتذكير فإن الاستفتاء حول مسألة بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الاوروبي من عدمه مقرر في 23 من حزيران القادم.