الوقت - عملت الشركات والمؤسسات التجارية بمختلف أشكالها على الإبداع والتطوير لجذب المزيد من الزبائن وتحقيق أرباح أكثر، وكذلك تعمل على طرح أفكار مبتكرة وغريبة، فكلنا شهدنا تطور خدمة التوصيل المجاني للزبائن بالدراجات النارية والهوائية أو السيارات، ولكن يبدو أن زحمة السير الخانقة التي تلحق الضرر بمصالح المؤسسات بتضييع الوقت الثمين لها دفعتهم لتجربة فريدة وغريبة ومبتكرة ستنتقل بعالم خدمة الزبائن الى مرحلة جديدة ونوعية في المرحلة المقبلة ألا وهي طائرات بدون طيار!
التطور والتكنولوجيا يفرضان الابتكار
من المعروف أن خدمة الزبائن الدليفري هي من اهم مميزات المؤسسات التجارية والترفيهية باختلاف انواعها، والمنافسة الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع خاصة في السنوات الأخيرة من تقدم تكنولوجي وما تبعه من تسوق على الانترنت والتطبيقات التي ملأت أجهزة الهواتف الذكية، أجبرت البائع والمسوّق على رفع مستوى خدمة الزبائن وتوصيل البضاعة وبات لسرعة التوصيل وسلامة البضاعة المرسلة حيّز مهم أيضاً في المنافسة، كما أصبحت هذه الأمور تعتبر امتيازاً تتفاخر به المؤسسات والشركات في اعلاناتها ودعاياتها.
فكانت العوائق الطبيعية مثل امكانية فساد البضاعة أو المشتريات، وحساسيتها، وزحمة السير الخانقة ومخاطر الطرقات على العامل البشري من حوادث وغيرها، إضافة للتكلفة المادية والمعنوية العالية وغيرها من العوامل باتت تشكل تحدياً كبيراً للتجاريين والمتنافسين، وباعتبار التكنولوجيا والتقنيات الحديثة عاملاً محفزاً وجذاباً للمشتري والبائع عملت شركات عالمية كبرى على تطوير خدمة الزبائن أو العملاء لتواكب التطور وكان آخر أشكالها طائرات بدون طيار توصل المشتريات للزبائن.
طائرات بدون طيار لتوصيل الطلبيات إلى المنازل
في إطار ما ذكرناه اعلاه من تطوير خدمة الزبائن والمنافسة القائمة ذُكر في تقرير لوكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية أن طائرة بدون طيار أرسلت في أول رحلة لها من قبل شركة فلريتي" في ولاية نيفادا الأمريكية، محملة بحزمة تحوي مياه معبأة في زجاجات ومواد غذائية وإسعافات أولية طارئة.
وأوضحت الوكالة أنه أُعلن عن نجاح التجربة يوم الجمعة الماضي، وأنه تم إجراء أول عملية تسليم بواسطة طائرة بلا طيار بسلامة وسرعة، وهذا يُعد إنجازاً عظيماً، يجعلنا أقرب إلى اليوم الذي تقوم فيه طائرات بلا طيار بتوصيل الطلبيات إلى المنازل، وتوفر الكثير على البائع والمستهلك.
كما أشارت إلى أن هذه الرحلة التجريبية أجريت في 10 آذار عندما حلقت طائرة بلا طيار من فئة "درون" لمسافة نصف ميل على طول الطريق الذي يصل إلى مقر "هورثورن" جنوب غرب رينو، لتسليم حزمة من المواد، وذلك بالشراكة مع جامعة "نيفادا" في رينو، مفيدةً أن التجربة أظهرت أن أنظمة الطائرات بلا طيار يمكن أن تسمح للمركبات الجوية بالتنقل بأمان حول المباني كما باستطاعتها توصيل الطرود بدقة إلى الأماكن المأهولة بالسكان، وبإمكانها توفير الوقت وإبعاد المخاطر وتسهيل عملية البيع والشراء في المستقبل.