الوقت- قالت منظمة "أوكسفام" البريطانية لمكافحة الفقر أن هناك 50 شركة عملاقة من أمريكا مثل “آبل” و”وول مارت” و”جنرال إليكتريك”، تخفي 1.4 تريليون دولار في الملاذات الضريبية.
وذكرت المنظمة في تقرير نقلته صحيفة الغارديان البريطانية اليوم الخميس أن هذه الشرك تمارس هذه السياسات غير القانونية رغم تلقيها تريليونات الدولارات من دعم دافعي الضرائب، ما يؤكد مزيدا من “التعدي الممنهج وواسع النطاق” على النظام الضريبي العالمي.
وأوضحت المنظمة أن هذا المبلغ أكبر من الناتج الاقتصادي لروسيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا ومحفوظ في “شبكة مبهمة وسرية” من ألف و608 شركات تابعة موجودة خارج البلاد.
وأضافت المنظمة أن التقرير يوضح وتصدرت “آبل” عملاق التكنولوجيا وثاني أكبر شركة في العالم جدولا أعدته (أوكسفام) بهذه الشركات، بحوالي 181 تريليون دولار خارج البلاد في ثلاث شركات تابعة.
وتأتي شركة “جنرال إليكتريك” ومقرها بوسطن – التي تتلقى دعما يقدر بنحو 28 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب – في المركز الثاني بنحو 119 مليار دولار محتفظ بها في 118 شركة تابعة بالملاذات الضريبية.
وتحتل شركة مايكروسوفت لأجهزة الحاسب المركز الثالث بإخفاء 108 مليارات دولار، من بين الشركات العشرة الأولى التي شملت أيضا شركة “فايزر” العملاقة للأدوية و”ألفابت” الشركة الأم لجوجل و”إكسون موبيل” التي تعد أكبر شركة نفط خاصة ليست مملوكة لإحدى الدولة المنتجة للنفط، وفقا لما أوردته المنظمة البريطانية.
من جانبه، قال كبير مستشارى الشؤون الضريبية لدى منظمة أوكسفام، روبي سيلفرمان، في بيان: “لدينا أدلة على إساءة استخدام منهجية واسعة النطاق للنظام الضريبي العالمي، ونحن لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الوضع في الوقت الذي لا يدفع الأغنياء نصيبهم العادل من الضرائب، وهو ما يجعل بقيتنا يتحمل دفع فاتورة الضرائب بدلاً منهما، ويجب على الحكومات في جميع أنحاء العالم العمل معا الآن لإنهاء حقبة الملاذات الضريبية”.
وأضاف سيلفرمان قائلاً: “إن نفس الحيل والآليات المستخدمة من قبل شركات متعددة الجنسيات بهدف التهرب الضريبي في أمريكا هي ذاتها التي تستخدمها نظيرتها في جميع أنحاء العالم، والأمر ينذر بعواقب وخيمة بالنسبة للبلدان الفقيرة، إذ إنها تخسر ما يقدر بحوالي 100 مليار دولار سنويًا بفضل تهرب الشركات من دفع ضرائبها، وهذا المبلغ يعد كفيلاً لتوفير المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي إلى أكثر من 2.2 مليار نسمة”.
ويأتي تحليل (أوكسفام) للشئون المالية للشركات الأمريكية الكبرى وسط تدقيق شديد للملاذات الضريبية في أعقاب تسريب ما عرف إعلاميا بوثائق بنما.