الوقت- يقول الخبراء السياسيون والعسكريون ان أنجح الحروب هي الحروب التي تجلب الانتصار لأحد الطرفين قبل نشوبها، و ربما هذا ما يخطط له الامين العام لحزب الله السيد "حسن نصرالله" حينما يرسم معادلات الردع امام الكيان الاسرائيلي ويذكر هذا الكيان بعجزه عن مواجهة السيناريوهات التي يرسمها حزب الله ويظهر حجم الحماقة التي يمكن ان يرتكبها الاسرائيليون اذا قرروا شن عدوان على لبنان.
ان الكيان الاسرائيلي كان يظن بأن تواجد حزب الله في الحرب السورية قد استنزف الحزب ولذلك كان هذا الكيان يشن في بعض الاحيان اعتداءات على لبنان بذريعة منع وصول اسلحة استراتيجية من سوريا الى لبنان لكن كيان الاحتلال ادرك مؤخرا ان هذه الاعتداءات يمكن ان تقود المنطقة الى حرب شاملة فحزب الله لم يستنزف بل زاد من خبراته بعد دخوله الحرب السورية.
وربما يظن القادة الاسرائيليون ان تهديداتهم بتدمير لبنان سيمنع حزب الله من الرد على اعتداءاتهم لكن المعادلة الجديدة التي طرحها السيد "نصرالله" جعل الاسرائيليين يترددون في ارتكاب الحماقة وهكذا انهى حزب الله الحرب التي لم تبدأ لصالحه و اوجد صدمة في داخل كيان الاحتلال لم يكن تأثيره المدمر اقل من تأثير ودمار حرب شاملة.
ان حزب الله طرح في البداية موضوع الهجوم على خزانات الأمونيا في حيفا ومن بعد ذلك هدد السيد نصرالله بقصف المنشآت النووية الاسرائيلية بالصواريخ، ويعلم الاسرائيليون جيدا ان هذه التهديدات مستمرة في التصاعد وان كيانهم لايملك العمق الاستراتيجي الكافي لإبعاد منشآته الحساسة عن مرمى صواريخ حزب الله، كما جرب الاسرائيليون كلهم صدق الوعود التي قطعها السيد نصرالله في السابق والان يدرك هؤلاء ان ترسانتهم غير التقليدية باتت تحت رحمة صواريخ حزب الله التقليدية و ان الاسلحة التي كانوا قد اعدوها لتفتك بالآخرين ستفتك بهم انفسهم.
هل المقاومة قادرة على تدمير المنشآت النووية والكيميائية في الكيان الاسرائيلي؟
يقول محلل شؤون الشرق الاوسط في القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي "إيهود يعري" إن ما يقوله السيد "نصرالله" فعلًا هو أن لدى الكيان الاسرائيلي حاويات أمونيا قرب حيفا ومصانع بتروكيميائية تستخدم الأمونيا، إضافة الى أكثر من منشأة نووية ومخازن أسلحة نووية ومنشآت لتخزين نفايات نووية ومستودعات تخزّن فيها رؤوس حربية نووية"، وتابع "(السيد) "نصر الله" يقول إن غالبية هذه المنشآت تقع قرب مدن، وأعطى مثلًا أن إحداها على مسافة 10 - 15 كيلومترًا من أشدود، كما أنه يقول في حال اندلاع حرب "لدينا لائحة أهداف كاملة من هذا النوع وسنضربها بالصواريخ الأكثر دقة التي نملكها". وأشار يعري إلى أن الكيان الاسرائيلي سيدفع أيضًا ثمنًا باهظًا جدًا في حال وقوع حرب.
وفي هذا الإطار ايضا، جاء كلام وزير الحرب الاسرائيلي السابق "عمير بيريتس" حيث رأى أن "السيد نصر الله هو شخصية يتم تحليلها بشكل عميق جداً من كل النواحي في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويجب أخذ ما قاله بالحسبان ومتابعة التطورات".
وعن قدرة السيد "نصر الله" على تنفيذ تهديداته أوضح "بيرتس" أن "القدرة على الوصول إلى حيفا موجودة لديه، فعندما نتحدث عن المنشآت البتروكيميائية فإنه أمر بالتأكيد نأخذه بالحسبان"، مشيراً في السياق إلى القلق الذي انتاب الإسرائيليين في حرب تموز الثانية فيما يتعلق بخزان الأمونيا ما دفعه كوزير لجودة البيئة إلى تحضير خطة لنقل الخزان ووقف عمله كمكان للتخزين.
من جانبه أعلن العميد في الاحتياط "عوزي عيلام" المدير العام السابق للجنة الطاقة النووية أن "حزب الله يمتلك صاروخ فاتح 110 من الطراز الرابع من الصواريخ وأضاف اليه جهاز توجيه وهو أكثر دقة ويصل مداه اليوم الى 300 كلم تقريبا ما يخوله الوصول إلى ديمونا".
وتابع "عيلام": "على الرغم من أننا نتقدم في تطوير قدرتنا الدفاعية، لكن هذا لا يعني أن صلية من الصواريخ على شمال "إسرائيل" لا يمكن أن تلحق بنا ضررًا".
من جانبه قال مدير عام ومؤسس معهد السياسات "الإسرائيلية" ضد الإرهاب البروفيسور "بوعاز غنور" انه "عندما أدرس كلّ تهديدٍ وتحديدا تهديدًا كهذا من قبل "نصرالله" أطرح على نفسي سؤالين "هل لديه القدرة لتنفيذ تهديد كهذا؟ وهل سيكون لديه حافز لتنفيذ هذا التهديد؟ والجواب هو أنّ القدرة موجودة لكن لا حافز لديه في المستقبل المنظور".
وهكذا يبدو ان الاسرائيليين واثقين من ان تهديدات السيد "نصرالله" ليس مجرد تهديدات لفظية وان مساعي القادة الاسرائيليين لحرف الرأي العام عن تأثير تهديدات السيد "نصرالله" محكوم عليها بالفشل مسبقا.
ورغم قيام السلطات الاسرائيلية باتخاذ بعض التدابير للوقاية من هجوم حزب الله على المنشآت الاسرائيلية الحساسة يعترف الاسرائيليون ان هذه التدابير غير كافية لدرء هذا الخطر الجسيم وان كل الادعاءات حول نقل المنشآت العسكرية والكيميائية الهامة الى مناطق آمنة هي مجرد اكاذيب لأنه لاتوجد هناك اية منطقة آمنة لاتستطيع صواريخ حزب الله الوصول اليها في فلسطين المحتلة.