الوقت- دخل العدوان السعودي على الشعب اليمن عامه الثاني في ظل سكون ميداني شبه تام تخرقه غارات الطائرات السعودية، وبعض محاولات التقدّم الفاشلة لقوّات المرتزقة. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم يتعلّق بالأهداف التي حقّقتها الرياض من هذا العدوان الذي حصد حوالي الـ25 ألف شهيد وجريح.
لم تمنح "دموية" العدوان الذي سجّل في يومه الاول، قبل عام من اليوم، 24 شهيداً عندما قصف حيَّ النصر بصنعاء وبقيت المجازر في صعدة والمخا وسوق الخميس أي إنتصار سياسي أو ميداني سوى الإدانات التي صدرت عن والأمم المتحدة و منظمة العفو الدولية وبقيّة المنظمات الإنسانية. مرتزقة السودان وبلاك ووتر هي الآخرى، لم تحصد وتحالف العدوان سوى الخيبة والإنكسار على أرض كانت عصيّة على الغزاة طوال التاريخ، وكسرت الإمبراطوريات الكبرى فكيف ببعض الجهلة من الأعراب؟
إعتقدت السلطات الشّابة في السعودية أن العدوان على اليمن سيكون نزهة قصيرة تحقق جملة من الأهداف التي فشلت الرياض في تحقيقها عبر الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إثر مشروع الأقاليم الست الذي يعد إنتهاكاً لإتفاق السلم والشراكة الموقع بين كافة الأطراف اليمنية، إلا أن تجربة الـ365 المريرية على اليمنيين بسبب المجازر والسعودية بسبب الفشل الذريع أثببت أن لا مناص من وقف العدوان والدخول في حوار سياسي يمني يمني تحت سقف الوطن.
اليوم، تواصل السعودية عدوانها في ظل دعم أمريكي منحها السلاح والغطاء السياسي في المجتمع الدولي، إلا أن ذلك لم يمنع العديد من المنظمات المحلية والدولية من رصد وتوثيق مئات المجازر والإنتهاكات التي كانت منذ بداية العدوان وحتى تاريخ 18 مارس 2016م، وفق الرسالة التي إستلمها الأمين العام للأمم المتحدة، كالآتي: مقتل أكثر من ( 8.946 ) من المدنيين ، منهم ( 2.180 ) من الأطفال بنسبة بلغت 23 بالمائة من إجمالي القتلى ، وأكثر من ( 1.623 ) امرأة بنسبة 18 بالمائة ، فيما أصيب أكثر من ( 16.000 ) من المدنيين بجروح ، منهم ( 1.962 ) طفل بنسبة 10 بالمائة.
تدمير البنية التحتية، حيث دمر العدوان أكثر من (596) طريقا وجسرا، و(186) خزان وشبكة مياه، و(135) محطة كهرباء ومولدات، و(190) شبكة اتصالات، و(14) ميناء، و(11) مطارات لتصبح أهم المنشئآت الحيوية في اليمن خارج نطاق الخدمة.
تدمير القطاع الإجتماعي حيث دمر العدوان أكثر من ( 330.266 ) منزل، وشرد ما يقارب 2.5 مليون نازح ومشرد، ودمر (645) مسجد، و(625) مركز ومدرسة تعليمية، وتوقفت (3.750 ) مدرسة، و(43) جامعة، و(249) مستشفى ووحدة صحية، و(17)مؤسسة إعلامية.
كما استهدف العدوان الوحدات الانتاجية منها ( 1.003 ) منشأة حكومية، و(570) مخزن أغذية، و(436) ناقلة مواد غذائية و(376) سوق و(248) محطة وقود سيارات، و(197) ناقلة وقود، و(212) مصنع، و(144) مزرعة دجاج، و(67) موقع أثري، و(142) منشأة سياحية، و(48) ملعب ومنشأة رياضية، و(7) صوامع غذاء لتصبح أهم القطاعات الخاصة والعامة والمختلطة خارج عملية الإنتاج ما كلف الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة وخلق أزمات اجتماعية تمثلت بالبطالة والفقر، ونظرا لظروف الحرب والعدوان وصعوبة التنقل والتواصل فإن تلك الأرقام أقل بكثير من الواقع.
تكشف حصيلة الأهداف السعودية سعي الرياض لتركيع الشعب اليمني عبر المجازر إثر فشلها الميداني، ما يعني أن السعودية فشلت بشكل رسمي في العدوان الذي جعلها عُرضةً للهجوم السياسي والإعلامي من قبل العديد من الأطراف العربية والغربية الرسمية والشعبية. نجح "آل سعود" في السنوات الماضية بحفظ هيبة النظام إعلامياً عبر سلاح البترودولار إلا أن همجية محمد بن سلمان وضعت الرياض على سكّة الهاوية وجعلتها في خانة واحدة مع الكيان الإسرائيلي.
عند الحديث عن العدوان السعودي لا يمكن التغافل عن الكيان الإسرائيلي، ففشل الرياض في تحقيق أهدافها الإقليمية بدءاً من البحرين مروراً بسوريا وصولاً إلى اليمن، دفع بالقيادة الجديدة للإعلان عن موقفها الحقيقي من الكيان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية عبر جملة من اللقاءات السرية رفيعة المستوى تُوجت مؤخراً ببعض اللقاءات العلنية.
في الخلاصة، إن سياسة الهمجية والطيش التي تعتمدها الرياض كشفت عورة "آل سعود" أمام الشعوب العربية والإسلامية من ناحية، وكسرت قدرتها الناعمة من ناحية آخرى، وبين هذا وذاك أثبت الشعب اليمني قدرته على الصمود ومقاومة العدوان الذي لم يحصد سوى الخيبة والذل والعار لأصحابة ومرتزقتهم.