الوقت- ادعى السعوديون مؤخرا ان قراصنة سعوديين استطاعوا قرصنة 100 موقع الكتروني ايراني عبر ايجاد حملة واجتذاب القراصنة على شبكات التواصل الاجتماعي، لكن في المقابل تساءلت الاوساط الاعلامية الايرانية عن سبب عدم نشر السعوديين لأسماء هذه المواقع التي ليس لها وجود؟
وفي هذا الصدد قال رئيس منظمة الدفاع المدني في ايران العميد "غلام رضا جلالي": "من المعلوم ان السعودية قد اختارت اسلوب المعاداة واصبحت عدوا جديا لايران" واضاف العميد "جلالي": ان السعودية ضالعة في بعض القضايا الامنية في ايران وهذا يدل ان الرياض تريد زعزعة أمن ايران.
بين الكذب والحقيقة
هناك سؤالين مطروحين الآن اولهما هل ان السعودية بامكانها ان تصبح منافسة سيبرانية لايران؟ وثانيهما هو كيف سيكون رد ايران في حال قيام السعوديين بشن هجوم سيبراني على ايران؟ وللاجابة على هذين السؤالين ينبغي الاشارة الى ما يلي :
اولا: ان القدرات العلمية السعودية لا تشكل خطرا على المصالح الحيوية الايرانية وكما قلنا سابقا اقدم السعوديون على ايجاد حملة وهاشتاغ لاجتذاب القراصنة ليستطيعوا مهاجمة المواقع الالكترونية الايرانية لكنهم لم يفلحوا.
ثانيا: تؤكد ايران دوما على عدم التعدي على حقوق باقي الشعوب لكن هذا لايعني عدم وجود قدرات سيبريانية لدى ايران ومن المؤكد ان ايران تمتلك قدرات دفاعية في هذا المجال ويمكن القول ان ايران الان هي قوة سيبرانية يحسب لها الف حساب.
وفي هذا الصدد يقول قائد المقر الافتراضي لهيئة اركان القوات المسلحة الايرانية العميد "بهروز اثباتي": صحيح ان نوعية عملنا في الفضاء الافتراضي هو عمل ثقافي ولم نعمل ابدا على تشكيل جيش منظم ورسمي في الفضاء الافتراضي لكننا نمتلك هيكلية منظمة للدفاع السيبراني ولدينا اخصائيين في هذا المجال.
وقد شكلت ايران مقرا للدفاع السيبراني في منظمة الدفاع المدني الايراني وهذا يعتبر سدا كبيرا امام الاخطار السيبرانية للاعداء ومنهم السعودية.
ويقول رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدفاعية في هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية العميد "احمد وحيدي" في هذا الصدد: في مواجهة الهجمات السيبرانية فنحن ليس فقط نهزم السعودية بل نهزم حتى القوى الكبرى.
واضاف العميد "وحيدي": ان السعوديين وبجهلهم ومغامراتهم دخلوا في متاهات اخرجت حتى القوى العظمى مثل امريكا نفسها منها وان السعودية الضعيفة اساسا في المجال السيبراني لايمكنها ان تواجه ايران، ان الجميع قد ادركوا بأن السبيل الوحيد امامهم هو احترام الشعب الايراني وهذا ما فهمته جيدا القوى الكبرى مثل امريكا ويمكن رؤية ذلك الامر في ادائهم في المفاوضات النووية.
اما مساعد الشؤون الاستراتيجية في القيادة العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء "مصطفى ايزدي" فقد قال من جهته ان الطريق الصحيح للتعامل مع الشعب الايراني هو الحوار فقط، واضاف: يجب التعامل مع شعب يتمتع بالانسجام الداخلي ويمتلك ارادة قوية وقيادة حكيمة وامكانيات واسعة عبر التفاوض فقط.
ورغم هذه الامور كلها اعلن المتحدث باسم منظمة الدفاع المدني في ايران العقيد "محسن محبي" ان التحقيقات الاولية تظهر زيف ادعاءات السعوديين لكن التحقيق في هذا المجال سيستمر.
وتشير تصريحات هؤلاء المسؤولين الايرانيين ان السعودية ومن اجل التغطية على فشل سياساتها واستراتيجيتها تعمل على شن حرب اعلامية ضد ايران وان ادعاءاتها الاخيرة في مجال القرصنة وما شابه ذلك تأتي في هذا السياق، لكن ورغم هذا فإن حكام السعودية يعلمون جيدا ان اية مغامرة حقيقية او سيبرانية ضد ايران ستجابه برد حاسم ومدمر من قبل الايرانيين وهو رد وصفه قائد الثورة الاسلامية بأنه سيكون قاسيا وعنيفا.