الوقت- ما یجري في المنطقة خلال الفترة الاخيرة والتطورات الجارية فيها والانتصارات العديدة لمحور المقاومة تسبب كله بارتباك في اوساط حكام دول الخليج الفارسي وانكشاف علاقاتهم مع الكيان الصهيوني.
ورغم ان علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني كانت تتم في الخفاء خلال العقود الماضية وبدايات احتلال فلسطين لكن مع بدء الصحوة الاسلامية خلال السنوات الماضية في الدول العربية عمد بعض حكام العرب المرتبطين بامريكا والكيان الصهيوني الى اظهار علاقاتهم مع تل ابيب بشكل علني ردا على المقاومة الاسلامية.
وتعتبر السعودية في مقدمة الدول العربية في الخليج الفارسي التي مدت يد التعاون والاخوة للكيان الصهيوني.
المصالح السعودية الصهيونية المشتركة
لاشک ان التعاون بین البلدين يجري حسب المصالح المشتركة وفي بعض الاحيان ضد العدو المشترك وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى العداء القديم للكيان الصهيوني مع المقاومة الاسلامية في المنطقة وعلى رأسها الجمهورية الاسلامية وهذا يعتبر احد الاهداف والمصالح المشتركة بين السعودية والكيان الصهيوني.
وقد اعلنت المصادر الاعلامية والمسؤولين الصهاينة ان عرقلة البرنامج النووي الايراني واضعاف قدرات التيارات الشيعية هي من المصالح المشتركة بين الرياض وتل ابيب وانهما بحاجة الى وقف البرنامج النووي الايراني من اجل تحقيق مصالحهما المشتركة.
الترحيب الصهيوني بالتعامل مع السعودية والدول العربية
قال وزير الخارجية الصهيوني افيغدور ليبرمان امام مؤتمر للطلاب الجامعيين الصهاينة ان الكيان الصهيوني يسعى الى تعزيز علاقاته مع العالم العربي خاصة السعودية والكويت معتبرا ان القدرات الفائقة للكيان الصهيوني في التكنولوجيا بالاضافة الى الاموال العربية ستغير اوضاع المنطقة بشكل كامل ولذلك فان ايجاد علاقات مع هذه الدول تحظى بأهمية كبيرة للكيان الصهیونی، وادعى ليبرمان انه ولاول مرة هناك شعور بأن التهديد الحقيقي ليس الكيان الصهيوني او اليهود او الصهيونية بل ايران وحزب الله والجماعات الاسلامية.
وفیما یتعلق بالعلاقات السري بين الكيان الصهيوني والعالم العربي قال ليبرمان "ان هناك اتصالات قد جرت واننا قد اقتربنا كثيرا من بدء العلاقات الدبلوماسية مع العالم العربي حيث ان هذا الامر لن يعود سرا خلال سنة الى سنة ونصف وان العلاقات ستكون علنية" ، ويأتي هذا في وقت نفت الكويت وجود مثل هذه العلاقات والحوار مع الكيان الصهيوني .
الخدمة السعودية للكيان لصهيوني
التعاون السعودي مع الكيان الصهيوني له وجوه متعددة وان الدعم المالي للجماعات المتطرفة في المناطق المختلفة من الدول الاسلامية يتم بدعم سعودي وادارة صهيونية امريكية.
ومن جانب آخر تعتبر السعودية احد اهم مصادر الثروة النفطية في العالم وهذا ما يثير اهتمام الكيان الصهيوني.
وردا على ترحيب الكيان الصهيوني بمد جسور العلاقات مع الدول العربية قام حكام الدول العربية في الخليج الفارسي وعلى راسهم السعودية بالادلاء بتصريحات عززت الأمل لدى الصهاينة.
وقال وزير النفط السعودي على النعيمي مؤخرا خلال اجتماع منظمة اوبك في فيينا ان بلاده ليست عندها اية عداوة وحقد تجاه باقي الدول ومنها الكيان العبري وان الرياض لاتستبعد بيع النفط الى الكيان الصهيوني.
وقد نشر موقع الخليج الجديد الاخباري تقريرا في هذا الخصوص جاء فيه ان تصريحات وزير النفط السعودي المثيرة للجدل تظهر مدى العلاقات الوثيقة السرية والعلنية بين السعودية والكيان الصهيوني في الشرق الاوسط خلال السنوات الاخيرة والمبنية على المصالح المشتركة وان تل ابيب تعتبر هذه العلاقات الوثيقة نادرة وتحدث عن الخطر المشترك اي الاخوان المسلمين وحماس وايران.
التعاون الجوي بين الكيان الصهيوني والسعودية
تم خلال السنوات الاخیرة نشر اخبار كثيرة عن التعاون الجوي بين السعودية والكيان الصهيوني وقد نشرت هذه الانباء المصادر الاعلامية الصهيونية التي قالت ان اهم بلد لديه تعاون جوي مع تل ابيب هو السعودية.
وقد كشفت صحيفة هآرتس الصهيونية عن وجود خط طيران سري بين مطار بن غوريون واحد مطارات الدول العربية في الخليج الفارسي وقد استندت هآرتس الى المعلومات الملاحية المتوفرة لكنها لم تذكر اسم الجهة المقابلة لهذا الخط الجوي.
وتقول هآرتس ان طائرة تابعة لاحدى شركات الطيران الاوروبية الصغيرة قد قامت مؤخرا بالطيران بين مطار بن غوريون في الكيان الصهيوني واحدى الدول العربية في الخليج الفارسي.
ولم تشر الصحيفة الى اسم هذه الدولة العربية ويأتي هذا في وقت كانت المصادر الاعلامية قد اعلنت عن تدشين خط للطيران بين السعودية والكيان الصهيوني بالاضافة الى افتتاح ممثلية دبلوماسة للكيان الصهيوني في الامارات.
من جانبه تقول بعض المصادر الموثوقة ان الجيش الصهيوني قد قام بانشاء قاعدة عسكرية في منطقة التبوك الواقعة شمال غربي السعودية وقد حطت عدة طائرات صهيونية في مطار تبوك الدولي الذي يبعد 9 كيلومترات عن مدينة تبوك وقد نزل عدد من العسكريين الصهاينة بالاضافة الى عتادهم من هذه الطائرات في مطار تبوك .
وتظهر التحركات التي يقوم بها بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية في مجال التعاون العلني مع الكيان الصهيوني ارتباك الدول العربية في الخليج الفارسي في مواجهة النجاحات المتتالية لمحور المقاومة الاسلامية حيث بات حكام هذه الدول يسعون وراء العلاقات العلنية مع الكيان الصهيوني .