الوقت- أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن وجود بلاده العسكري في سوريا يستهدف تحقيق مهمة معينة تتعلق بحماية المصالح القومية الروسية، إلى أنه "ليست لدينا خطط لتمديد وجودنا في سوريا إلى ما لانهاية".
وقال مدفيديف في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية نشرت الاثنين 15 فبراير/شباط ق: في حال جلس الرئيس السوري بشار الأسد وأولئك الذين يعارضونه لأسباب أيديولوجية إلى طاولة الحوار بوساطة دولية، ودون مشاركة متطرفين، ستظهر هناك فرصة التوصل إلى اتفاق حول المستقبل السياسي لسوريا وحول دور الأسد نفسه في هذه العملية، وفرصة إنهاء الأزمة في نهاية المطاف.
وأوضح رئيس الوزراء أن المصلحة الروسية، التي يدافع عنها الجيش الروسي في سوريا، تتمثل في منع تسلل آلاف المتطرفين والإرهابيين من سوريا إلى الأراضي الروسية.
وأكد مدفيديف في الوقت نفسه أن موسكو تريد أن تبقى سوريا دولة موحدة في حدودها الحالية، مضيفا أن الدول الأوروبية وأمريكا تدرك أيضا ضرورة الاحتفاظ بسوريا الموحدة.
وأردف قائلا: "لا أحد منا يريد ظهور"ليبيا جديدة" متفككة إلى دويلات عدة أو تعمها الفوضى".
وحول ملف إسقاط قاذفة "سو-24" في سماء سوريا، من قبل سلاح الجو التركي، قال رئيس الوزراء أن رد روسيا على أظهر مرة أخرى الطابع السلمي لنهج موسكو الخارجي.
واعتبر مدفيديف أنه لو وقع مثل هذا الحادث إبان الحقبة السوفيتية، لرد الاتحاد السوفيتي بتوجيه ضربة عسكرية جوابية على الأقل. لكن القرارات التي اتخذتها السلطات الروسية الراهنة، تؤكد أن نهج موسكو يحمل طابعا سلميا تماما. ولفت إلى أنه على الرغم من كون حادثة إسقاط القاذفة استفزازا بحتا، لم ترد عليه روسيا عسكريا على الإطلاق، لكنها اضطرت لتعليق التعاون السياسي والاقتصادي مع تركيا.
وتابع مدفيديف: إن تركيا بإقدامها على هذا العدوان الذي وقع يوم 24 نوفمبر/تشرن الثاني الماضي، تكون قد ورطت حلف الناتو وليس نفسها، وأبدت موقفا غير مسؤول على الإطلاق. وحذر من أن الوضع يتعلق حاليا بمدى حزم قيادة الناتو في التأثير على أولئك الأعضاء (في الحلف) الذين يستفزون جيرانهم لجرهم إلى نزاعات. وأضاف: "إننا جميعنا ندرك جيدا إلى أين يؤدي مثل هذا التصرف".
وفي جانب آخر من حديث، أوضح مدفيديف أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دفعت بعض الدول إلى دراسة فكرة تصنيع قنابل نووية.
وأضاف: "عندما كنت أتحدث مع زعماء الدول العربية في إطار اجتماعات جامعة الدول العربية، قال لي البعض إنهم يتلقون معلومات حول جهود تبذلها إيران ودول أخرى لتطوير أسلحة نووية. كما قالوا إن كل شيء يمكن أن يحصل في هذه المنطقة، وقال شركاؤنا من السعودية لنا، إنه لو كان الأمر هكذا فإنهم سيدرسون فكرة تطوير أسلحة نووية أيضا".