الوقت- ازدادت مشاعر الرعب لدی مسؤولي الشاباك عندما أبلغوا بأن منزل محمد ضيف قد تدمر تماماً في هذا القصف، وقتلت زوجته وابنه، ولكن لا أثر من ضیف نفسه في المنزل . لقد فشلوا حتی في اغتيال "رجل في الظل".
ووفقاً لتقریر موقع مشرق نیوز ، فقد وصف "كارمي غلون" وهو الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" ، القائد العام لكتائب عزالدین القسام الجناح العسكري لحركة حماس "محمد ضيف" بـ "رجل الظل" . والأغرب من ذلك هو أن هذا المسؤول السابق في الشاباك قد ذكر في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أنه یتمنی لو کان "محمد ضيف" عضواً في الوحدة الخاصة لرؤساء هيئة أركان الجيش الإسرائيلي . وقد أوضح غلون أن محمد ضیف قد نجا من محاولة اغتياله أکثر من مرة ، ولم تستطع إسرائيل أن تصطاده بعد .
وفي أحدث محاولة إسرائيلیة لاغتيال ضیف ، أقدم هذا الکیان المجرم علی قصف منزله خلال الحرب الأخيرة علی قطاع غزة . وکان رعب الشاباك بسبب نجاة الضیف من جدید بحیث انتظرت القوات الإسرائيلية حتى ینتهي القصف ثم هجمت علی منزل الضیف للتأکد من أنه قد قتل "أخيرا" في هذه العملية . وازداد رعب مسؤولي الشاباك عندما أبلغوا بأن منزل محمد ضيف قد دمّر تماماً في هذا القصف، وقتلت زوجته وابنه ، ولكن لا أثر من ضیف نفسه في المنزل . لقد فشلوا في اغتيال "رجل في الظل" حتی من خلال القصف .
ولیس غلون هو المسؤول الإسرائيلي الوحید الذي یشید بشخصية محمد ضيف ، بل "یوناتان" وهو "المسؤول عن ملف قطاع غزة" في وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلي ، بعد بضع سنوات من الاستقالة من منصبه یصف ذكرياته حول لقائه بمحمد ضيف وحتی العيش معه بالقول : « منذ حوالي 25 عاماً، في عام 1989، كنت مسؤولاً عن ملف قطاع غزة في الشاباك . وهناك تعرفت علی محمد ضيف لأول مرة ، لأننا قد اعتقلناه بسبب قیامه بأنشطة قتالیة أثناء الانتفاضة . کان ضیف بسبب خطه الجید مسؤولاً عن كتابة لافتات معادية لإسرائيل » .
لم یکن ضیف حتی ذلك الزمان صاحب خبرة کبیرة في تنفیذ العمليات العسكرية المعقدة ، ومع ذلك فقد وضع خطة لعملية اختطاف جندي صهيوني یدعی "ألون کرواني" . والخطأ الوحيد الذي ارتکبه منفذوا هذه العملية هو أنهم بعد اختطاف کرواني وضربه بشکل مبرح ، ترکوه في مزرعة بمحافظة "خان يونس" .
بقي کرواني على قيد الحياة وأبلغ الجيش الإسرائيلي بالحادث ، فبدأت عملیة ملاحقة مرتكبي هذه العملیة . وبدأ ضیف ینضج تدريجياً ویکتسب المهارات في التخطیط للعمليات بحیث أصبح یحیّر المسؤولین الإسرائيليین .
وأوضح یوناتان : "الأمر الذي یغضب المسؤولین الإسرائيليین أكثر من أي شيء آخر ، هو أن محمد ضیف قد استطاع من خلال عملیة ما اختطاف الجندي الإسرائيلي"نحشون وکسمن" ومن ثم قتله ، کما تمکن حتی من تفجير حافلة إسرائيلية في قلب تل أبيب".
ويتابع : "وبعد أن بدأت جهودنا لاعتقال محمد ضیف ، وبما أنه كان مقاتلاً ذكياً ، لم یعد يحضر في أي من الأماكن العامة ".
ویعترف المسؤولون الإسرائيليون بما في ذلك یوناتان بأن اختراق حماس وقادتها وأعضاءها صعب ، ولاختراق حركة مثل حماس ، يجب توظيف قوة ماهرة ومدربة ، وهذا الأمر وإن کان ممكناً ، فهو یتطلب الکثیر من الوقت .
ویقول یوناتان : "بعد الترقية الحرکیة التي حازها ضیف في كتائب القسام ، هاجمنا منزله مع قوات الأمن والاستخبارات الإسرائيلية أکثر من مرة لکي نجد رأس خیط منه ، ولكننا عدنا بخيبة الأمل في کل مرة".
وحول تقييمه للقوة العملیاتية والعسكرية لمحمد ضیف ، یقول یوناتان " :لقد کان منقطع النظیر في التخطیط العملیاتي واستخدام التكتيكات الجديدة ، کما کان موفقاً جداً في اختيار القوات التي تنفذ عملياته . والجيش الإسرائیلي ووكالة الإستخبارات قد اكتشفوا خطورة محمد ضيف في وقت متأخر جداً ".