الوقت ـ ذکرت صحیفة "حرییت" الترکیة إن الرئیس آردوغان أصدر قراراً بالاستعداد والتحضیر لفرض منطقة عازلة، بعد الهجوم الأخیر من (تنظیم الدولة) علی عین العرب فی ریف حلب علی الحدود الترکیة السوریة، وقال أردوغان فی القمة الأمنیة التی عقدت الخمیس الماضی: "کونوا علی أهبة الاستعداد لفرض منطقة عازلة".
یأتی قرار أردوغان بالتزامن مع هجوم تنظیم (الدولة) علی عین العرب وسیطرته علی ما یقارب علی 100 قریة حولها، ما أدی إلی نزوح الآلاف من المدنیین إلی ترکیا، المنفذ الوحید لهم بعد أن أطبق التنظیم حصاره لمدینة عین العرب.
وتتوجه الأنظار الیوم إلی الجمعیة العامة للأمم المتحدة، التی ستناقش خلال انعقاد جلستها المقررة غداً، مشروع قرار فرض منطقة عازلة فی الشمال السوری.
و من جانب آخر ذکرت صحیفة "صندی تایمز" أن إسرائیل تدرس إنشاء منطقة عازلة بعمق یصل إلی نحو 17 کیلومتراً داخل سوریا لحمایة نفسها من المتمردین الأصولیین علی الجانب الآخر من الحدود.
وقالت الصحیفة إن الخطة، التی وضعها الجیش وعرضها علی رئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو، تهدف إلی تأمین حدود إسرائیل مع سوریا ضد التهدید المتنامی فی حال فقد نظام الرئیس بشار الأسد السیطرة علی هذه المنطقة، وتقضی بنشر کتیبتی مشاة وکتیبة دبابات داخل الأراضی السوریة.
وأضاف المصدر ان المنطقة العازلة "تهدف أیضاً إلی منع الهجمات بالصواریخ وقذائف الهاون بمعدل یومی علی إسرائیل.. وکنا نعرف من قبل أن هناک رجلاً قویاً فی دمشق لکن الحال تغیّر الآن، لذلک ستکون المنطقة العازلة ضروریة لمنع هذه الهجمات".
وکانت إسرائیل أعلنت عن خطط لبناء سیاج علی طول الحدود مع سوریا فی هضبة الجولان لمنع تسلل من وصفتهم بعناصر الجهاد العالمی إلی أراضیها بعد انسحاب الجیش السوری من المنطقة.
فی رد هذه القرار، أکد وزیر الخارجیة السوری ولید المعلم أن هناک ترابطاً بین کلام ترکیا والکیان الاسرائیلی عن إقامة منطقة عازلة، لافتاً إلی أن ترکیا تدرب وتسلح وتدخل الإرهابیین إلی سوریا.
المعلم قال: “ترکیا تتحدث عن منطقة عازلة شمال سوریا و"إسرائیل" تتحدث عن منطقة عازلة جنوب سوریا، إذاً الحدثان مترابطان” معتبراً أن “أی اعتداء علی الأراضی السوریة هو عدوان تحت أی ذریعة کانت”.
وقال المعلم “إن ترکیا لم تتوقف حتی الآن عن تدریب وتسلیح والسماح بعبور المقاتلین الأجانب الذی یأتون للانضمام إلی تنظیمات إرهابیة متطرفة مثل داعش وجبهة النصرة”، مشیراً إلی أنه “إذا کانت النوایا الترکیة صادقة تجاه الأمن والاستقرار فی سوریا والشعب السوری، فلا بدّ من أن تتوقف عن هذه التصرفات الاستفزازیة”.
وأکد وزیر الخارجیة السوری أنه لا یوجد تنسیق مع التحالف الدولی فی ضرباته، قائلاً “نحن أعلمنا عبر مندوبنا الدائم فی نیویورک من قبل المندوبة الأمیرکیة ثم من قبل وزیر خارجیة العراق بنیة الولایات المتحدة والتحالف شن غارات علی مناطق تواجد داعش وجبهة النصرة ونحن قلنا إننا مع أی جهد یصب فی مکافحة الإرهاب فی إطار قرار مجلس الأمن 2170 أما تنسیق عملیاتی فلا یوجد”.
وشدد المعلم علی أن “الغارات الجویة وحدها لا تستطیع القضاء علی داعش ولا بدّ من أن یصلوا إلی أهمیة التنسیق، نحن أبناء الأرض ونحن أدری بما یجری علیها” مؤکداً علی ضرورة أن یأخذ أی جهد لضرب الإرهاب بعین الاعتبار أهمیة تفادی استهداف الأبریاء.
وتابع زیر الخارجیة السوری قائلا ان “الأمین العام للأمم المتحدة مخطئ فی قوله أن الغارات تستهدف المناطق التی لم تعد خاضعة للدولة السوریة” معتبراً أن “من أولی واجباته کأمین عام للأمم المتحدة أن یحترم میثاق الأمم المتحدة الذی یتحدث عن سیادة الدول” متسائلاً “هل کلما احتل تنظیم إرهابی جزءاً من أراضی دولة ما تصبح هذه الأراضی خارج سیادة هذه الدولة؟”.
واعتبر المعلم “أن هذا المنطق یلعب فی صالح الإرهابیین ولیس فی صالح دور الأمین العام فی الحفظ علی سیادة الدول واستقلالها ووحدة أراضیها”.