الوقت- يؤكد المسؤولون العسكريون والأمنيون في الكيان الصهيوني في تقاريرهم أن حزب الله اللبناني قد جدد هيكليته العسكرية بالكامل، وهو مستعد لمقاتلة الكيان مجددًا مستفيدًا من تجاربه الحديثة. ويحذر العقيد السابق في الجيش الإسرائيلي، الدكتور جاك نيريا، والباحث الحالي في مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، من أنه على الرغم من الضربات التي تلقاها حزب الله خلال العامين الماضيين خلال الغارات الجوية للكيان، إلا أن المنظمة تعيد بناء نفسها بسرعة بدعم من محور المقاومة، بما في ذلك إيران.
ووفقًا له، "اغتيل أكثر من 2500 عنصر من حزب الله، بمن فيهم بعض القادة وكبار مسؤولي مجلس الشورى، لكن قوات محور المقاومة وداعميها، وكذلك الإيرانيين، تحركوا على الفور، وحولوا ملايين الدولارات إلى الحركة، وأعادوا بناء قوتها البشرية وبنيتها العسكرية". ويؤكد نيريا أن حزب الله يمتلك حاليًا نحو 90 ألف مقاتل جاهز للقتال، ويواصل تسليح نفسه وبناء منظومة دفاعية في جنوب لبنان استعدادًا لمواجهة جيش الكيان في أي حرب مستقبلية محتملة.
قوات رضوان الخاصة
وفيما يتعلق بخطاب مقاتلي حزب الله، كتب: "يرى الشيعة أنه حتى لو هُزموا على يد العدو، فإنهم يعتبرون واجبهم مقدسًا. لا أحد في لبنان قادر على نزع سلاح حزب الله، وهم يستعدون للصراع القادم مع إسرائيل بعد انتهاء حرب غزة". وفي هذا الصدد، أكد ممثل كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله في البرلمان اللبناني أن المقاومة استعادت قوتها وقادرة على مواجهة أي هجوم بري محتمل من الكيان الصهيوني في أي لحظة.
وأكد حسن عز الدين في حفل إحياء ذكرى شهداء مدينة الخيام في جنوب لبنان: أن المقاومة لم تنكسر ولن تُهزم. المقاومة صامدة بعزيمة وحماس، وطموحها المشروع في الدفاع عن أرض لبنان وكرامته وشرفه في طليعتها. وأكد أن الكيان الإسرائيلي سينسحب من المناطق التي يحتلها في لبنان عاجلاً أم آجلاً.
كما صرّح أحمد ريا، مسؤول العلاقات العامة في حزب الله في منطقة البقاع، قائلاً: إن المقاومة في لبنان أعادت بناء نفسها وقدراتها. وأضاف: المقاومة لم تُهزم وهي مستعدة لمواجهة أي تحدٍّ أو طارئ. وأكد أن جاهزية المقاومة هي ثمرة تجارب السنوات الماضية وجهودها المتواصلة للحفاظ على الردع في وجه العدو الصهيوني.
هيمنة حزب الله الكاملة على البيئة الأمنية في لبنان
كما يواصل حزب الله اللبناني عمليات الرصد والمراقبة الأمنية لمواجهة مندسي الكيان الصهيوني في البلاد على نطاق أوسع من ذي قبل. وفي الأيام الأخيرة، أُحبط هجوم مُخطط له على معالم أثرية قرب العاصمة اللبنانية، وتشير التحقيقات إلى ارتباطه بإسرائيل، وفقًا لمصادر أمنية في حزب الله. أحبطت السلطات اللبنانية هجومًا إرهابيًا كان مُخططًا له في حفل إحياء ذكرى حرب حزب الله، واعتقلت عشراتٍ من المشتبه بهم بالتجسس والمتهمين بالتعاون مع الكيان الصهيوني.
ووفقًا لتقارير نُشرت في هذا الصدد، أحبطت أجهزة أمن حزب الله مخططًا صهيونيًا كان يهدف إلى تنفيذ هجمات متزامنة خلال احتفالات الشهر الماضي بمناسبة الذكرى الأولى لحرب عام 2024 بين حزب الله وإسرائيل. ووفقًا لمصادر مُرتبطة بحزب الله، فإن العملية الأمنية التي أحبطت الهجوم "نُفِّذت في نهاية المطاف بسرية تامة وتحت إشراف مباشر من قوات أمن حزب الله اللبنانية حفاظًا على سرية التحقيق الجاري في الاتصالات الخارجية للحزب".
وخلال العام الماضي، بدأت المقاومة اللبنانية إعادة بناء جيشها وأمنها باستراتيجية ذكية، وتشير عملياتها المُستهدفة، وخاصةً العمليات الأخيرة لتحييد مخطط الكيان الصهيوني، إلى استعادة هيمنتها الأمنية على لبنان. وقد حافظ حزب الله، من منظور أمني، على هيمنته من خلال العمليات السرية ونفوذه في لبنان. رغم الضغوط الدولية لنزع سلاحه بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1701، أنشأ حزب الله مستودعات أسلحة جديدة لنفسه في لبنان. في مارس/آذار 2025، تسلل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل إلى أحد أكبر معسكرات أسلحة حزب الله في شرق زوطر، لكن هذه العملية كانت استعراضية، إذ سبق لحزب الله أن نقل المعدات.
وفي نهاية المطاف، لا تقتصر إعادة إعمار حزب الله على الجانب العسكري فحسب، بل تشمل أيضًا الجانب الأيديولوجي. فمن خلال دعم إعادة الإعمار الاجتماعي ودفع رواتب المقاتلين، حافظت المقاومة على ولاء الطائفة الشيعية، وحولت لبنان إلى قاعدة استراتيجية للمقاومة، التي لا تزال تشكل تحديًا خطيرًا للكيان الصهيوني وتثير فيه رعبًا.
