الوقت- وجّه السياسي الإسرائيلي البارز حاييم رامون انتقادات لاذعة لبنيامين نتنياهو، محذرًا من أن خطته بشأن قطاع غزة، والتي تقوم على استبعاد السلطة الفلسطينية مؤقتاً لصالح قوة عربية مشتركة، تمثل "مقامرة خطيرة" تهدد إسرائيل بمصير كارثي.
وفي تصريح لافت يعكس حجم التصدّع داخل الكيان الصهيوني، حذر حاييم رامون" من أن السياسات التي ينتهجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة، ستقود "إسرائيل" إلى كارثة جديدة".
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، انتقد رامون بشدة خطط نتنياهو لما بعد الحرب على غزة، ولا سيما سعيه لإقصاء السلطة الفلسطينية وتدويل القطاع عبر إدخال قوة عربية مشتركة لإدارته مدنياً وأمنياً، واصفا ذلك بـ"المقامرة الخطيرة" التي تهدد أمن الكيان وتفتح الباب لصدام محتمل مع دول عربية.
رامون، الذي شغل سابقاً مناصب وزارية وقيادية في الكيان، أشار إلى التناقض الفاضح في مواقف الحكومة الصهيونية، متسائلا "إذا كانت السلطة الفلسطينية فاسدة وخطرة كما يزعم نتنياهو، فلماذا تستمر حكومته في التنسيق الأمني الوثيق معها في الضفة الغربية وتمنحها صلاحيات مدنية وأمنية؟"، مضيفاً أن رفض منح السلطة نفس الدور في غزة يكشف عن نهج سياسي فاشل وغير متّزن.
واعتبر رامون أن نتنياهو يكرر نفس الأخطاء التي سبقت عملية 7 أكتوبر 2023، حين فاجأت فصائل المقاومة الفلسطينية اسرائيل بعملية نوعية أربكت منظومته الأمنية والعسكرية. وقال: "نتنياهو لا يزال يتمسك بفصل الضفة عن غزة وإضعاف السلطة الفلسطينية، وهي نفس السياسات التي سمحت لحماس بتعزيز نفوذها وأدّت إلى الكارثة الأمنية في الجنوب".
كما انتقد رامون صمت المعارضة الصهيونية، مؤكداً أنها إما تسير خلف سياسات نتنياهو أو تعجز عن تقديم بديل سياسي فعّال، مما يسمح له بالسيطرة على القرار دون مساءلة.
ورأى "رامون" أن نتنياهو يكرر السياسات ذاتها التي سبقت كارثة 7 أكتوبر، وفي مقدمتها السعي لإضعاف السلطة الفلسطينية وإفشال أي مسار سياسي معها، محذرًا من أن هذه الاستراتيجية تُغذي حالة الانقسام، وتدفع نحو مزيد من التعقيد الأمني والسياسي في قطاع غزة.
يُذكر أن حاييم رامون هو شخصية سياسية وقانونية في إسرائيل، شغل عدة مناصب وزارية، وكان رئيساً للهستدروت (الاتحاد العام لنقابات العمال)، بدأ مسيرته في حزب العمل، وكان من أبرز الشخصيات التي دفعت لتأسيس حزب كاديما، يكتب حالياً عموداً سياسياً أسبوعياً في صحيفة "معاريف سوفاشافوع".