الوقت - استمرت المظاهرات الحاشدة المناهضة لرئيس حكومة الاحتلال"نتنياهو" في العديد من مناطق سيطرة الكيان الصهيوني.
وتواصلت الاحتجاجات التي نظمت في الأراضي الفلسطينية المحتلة ردا على عرقلة حكومة رئيس الوزراء القاتل "بنيامين نتنياهو" لمفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة لليوم الثاني وسط مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص.
وخرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في مواقع متعددة، وخاصة في القدس الغربية وتل أبيب، وكذلك في حيفا وقيصرية، حيث يقع مقر إقامة نتنياهو الشخصي، وحملوا "نتنياهو" وحكومته مسؤولية مقتل أسرى صهاينة في غزة.
كما هاجمت فرق الشرطة الصهيونية المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق وأشعلوا النيران في بعض النقاط.
وحمل المتظاهرون الذين حملوا الأعلام الصهيونية لافتات وملصقات مناهضة لرئيس الوزراء "نتنياهو" والسياسيين في حكومته.
وقرع المتظاهرون الطبول والصافرات، داعين إلى استعادة الأسرى الصهاينة في أسرع وقت ممكن، وردد المتظاهرون شعارات مثل "نتنياهو أنت المسؤول أنت مذنب".
وفي اليوم الثاني، تركزت المظاهرات في المنطقة المحيطة بمقر إقامة "نتنياهو" في القدس الغربية، وتوجهت المجموعات التي كانت تسير في القدس الغربية مساء نحو مقر إقامة "نتنياهو" في شارع غزة.
وتمركزت الشرطة الصهيونية خلف حواجز حديدية، وكان هناك عدد كبير من القوات حولها، واندلع اشتباك بين الشرطة الصهيونية والمتظاهرين الذين أرادوا تجاوز الحواجز.
واخترق المتظاهرون حاجز الشرطة وتقدموا إلى المنطقة التي يقع فيها مقر إقامة "نتنياهو"، وعندما تدخلت الشرطة الصهيونية باستخدام القوة ضد المتظاهرين، اندلع اشتباك من جديد.
وأشعل المتظاهرون الصهاينة النار، وأرسلت سيارات الإطفاء إلى المنطقة لإخماد الحريق الذي أشعله المتظاهرون.
وأعلنت الشرطة الصهيونية اعتقال 6 أشخاص أثناء محاولتهم تفريق المتظاهرين باستخدام القوة.
وكان مركز التظاهرات في تل أبيب هو شارع بيغن أمام مجمع وزارة الدفاع، كما في كل أسبوع.
وأثار العثور على جثث أسرى في نفق بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، والذين قالت إسرائيل إنهم قتلوا "من مسافة قريبة جدا" قبل يومين أو ثلاثة من الوصول إليهم، غضبا عارما ودعوة إلى إضراب التزمت به بعض المناطق والقطاعات قبل أن تصدر محكمة إسرائيلية قرارا بوضع حدّ له.
ودخل إضراب عام في "إسرائيل" حيز التنفيذ صباح اليوم تضامنا مع ذوي الأسرى المحتجزين، ورفضا لعرقلة حكومة نتنياهو إبرام صفقة تبادل لإعادتهم.
وشاركت في الإضراب سلطات محلية وبلديات وجامعات ومدارس والمواصلات العامة وعدد من الوزارات، بينما شهد مطار بن غوريون حالة من الفوضى بعد أن قرر العاملون وشركات الطيران الإسرائيلية مواصلة الإضراب.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن بنيامين نتنياهو قوله إن الإضراب دعم لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، بينما قضت محكمة العمل الإسرائيلية بوقف الإضراب، وقالت إنه إضراب سياسي وليس لدوافع تتعلق بنزاع عمالي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في اتحاد نقابات العمال الإسرائيلية قوله إن الاتحاد سيحاول الدعوة إلى إضراب آخر.
واشتبكت الشرطة مع متظاهرين من أهالي الأسرى ومتضامنين معهم في وسط مدينة تل أبيب، حيث ردد المتظاهرون شعارات تندد بموقف حكومة نتنياهو من الصفقة.
ورغم محاولات الشرطة السيطرة على المتظاهرين، فإنهم نجحوا في الاستمرار وإغلاق عدد من الشوارع والتقاطعات المهمة.
وهدد المتظاهرون بتصعيد حراكهم الاحتجاجي حتى تستجيب حكومة نتنياهو لمطلبهم الوحيد، وهو توقيع صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس، والكف عن عرقلة الجهود المبذولة من أجل التوصل إليها.
من جهته قال ألون بينكاس، السفير الإسرائيلي السابق ومستشار الحكومة للجزيرة "من السابق لأوانه معرفة ما يعنيه هذا بالنسبة للحكومة، التحدي هنا هو الاستمرارية، بمعنى هل ستستمر هذه المظاهرات؟، أم ستكون ضربة تحدث لمرة واحدة ولا يهتم بها نتنياهو -وهي تمكن الناس من التنفيس عن الإحباط والغضب- أم سيكون هذا حدثا متكررًا؟
وتجمع آلاف الأشخاص أمام وزارة الدفاع مساء اليوم وانتقدوا "نتنياهو" وحكومته لمنعهم وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى في غزة.
وبعد توقف قصير وتبادل الأسرى في نوفمبر/تشرين الثاني، طالب جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي نتنياهو بالتفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار لإطلاق سراح الأسرى المتبقين البالغ عددهم 100 أو نحو ذلك، والذين يعتقد أن غالبيتهم لا يزالون على قيد الحياة.
وبدا أن الصفقة أصبحت قريبة في أواخر مايو/أيار، لكن نتنياهو أضاف سلسلة من الشروط الجديدة غير القابلة للتفاوض والتي أخرجت المحادثات إلى حد كبير عن مسارها، وفقا لمفاوضين ومحللين إسرائيليين، وتشمل هذه الشروط إبقاء القوات الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا، على الحدود مع مصر، وممر نتساريم، الذي يفصل بين شمال وجنوب غزة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، تعليقا لرئيس "الموساد" دافيد برنياع على رفض عائلات الأسرى تلقي اتصال من نتنياهو، قوله إنّ "الخلاف بشأن عودة أهالي غزة إلى شمال القطاع أكثر تعقيدا من قضية محور فيلادلفيا".
مضيفا: "موقفي الشخصي هو أنه من الأفضل الانسحاب من فيلادلفيا ونتساريم لاستعادة الأسرى، فلا حاجة عملانية لهذين المحورين".
وأعلن أكثر من وزير نيته أن يطلب من الحكومة إعادة النظر في قضية "محور فيلادلفيا" تسهيلاً للوصول إلى اتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين.
ونقلت صحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية، عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية، قوله إن "نتنياهو يدرك ماذا يفعل ويتصرّف بوحشية، ويداه ملطختان بالدماء".
فهل يدرك نتنياهو بأنه أودى بنفسه الى الهاوية وهل سيضحي ببعض من عنجهيته لإتمام قضية الأسرى؟