الوقت- خلال الـ24 ساعة الماضية، رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي مستوى استعداده لتنفيذ هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، حيث أعلن وزير الحرب ورئيس أركان الجيش الصهيوني أن هجوماً برياً واسع النطاق على رفح سيبدأ قريباً، مع حديث وسائل الإعلام العبرية أنه خلف الكواليس تجري منافسة شرسة بين قادة الوحدات القيادية في الجيش الإسرائيلي على قيادة هذه العملية، كما أن مقر قيادة الجيش الإسرائيلي ووزير الحرب قد وافقا على خطة تنفيذ هذا الهجوم وتم رفعها إلى مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لمراجعتها.
بناء على هذه الخطة العملياتية، أمرت قيادة جيش الاحتلال القوات المنتشرة في المنطقة لتعزيز جيش غزة بالاشتباك أولاً مع المجموعات الفلسطينية المسلحة التي تنشط في شمال القطاع ووسط القطاع، وحسب رواية وسائل الإعلام الصهيونية، فقد بدأ الجيش الإسرائيلي خلال الساعات القليلة الماضية بتعزيز وحدات المدفعية ونقل عدد كبير من ناقلات الجند المدرعة إلى المنطقة، كما تم نشر وحدات أخرى مختلفة في هذه المنطقة.
وتتحدث المعلومات، أنه تم اتخاذ إجراءات خاصة لمنطقة العملية تماشيا مع هذا الهجوم، وفي هذا الصدد، تم السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية، وفي الوقت نفسه، اعترف الإعلام التابع للكيان بأن هذه الإجراءات تأتي من أجل اكتساب الشرعية الدولية لتنفيذ هجوم بري على رفح، والدليل أن تقارير الإعلام الرسمي الإسرائيلي أفصحت بوضوح عن نية كيان الاحتلال تنصيب 10 آلاف خيمة قرب مدينة رفح في جنوب قطاع غزة خلال أسبوعين قادمين، استعدادًا لعملية عسكرية برية في المنطقة، وفقًا لوثيقة رسمية، تتضمن الخطة تركيب 10 آلاف خيمة إضافية في وقت لاحق، بالإضافة إلى 30 ألف خيمة تم شراؤها بالفعل، يبدو أن عملية إخلاء سكان رفح لا تزال في مراحلها الأولى، ويستمر الاحتلال في التأكيد على ضرورة احتلال المنطقة، مع تجاهل تحذيرات المجتمع الدولي من الآثار الكارثية المحتملة على مليون و400 ألف نازح في المنطقة.
وفي سياق حربها على غزة، أجبر الاحتلال الإسرائيلي العديد من الفلسطينيين في شمال ووسط القطاع على النزوح إلى مدينة رفح المجاورة لمصر، فيما يظهر دعم حكومة الكيان الإسرائيلي بوضوح لرئيس الوزراء نتنياهو في تنفيذ عملية اجتياح رفح، ويتجلى ذلك في تصريحات وزير الجيش بيني غانتس الذي أكد أهمية استعادة المختطفين الإسرائيليين والتوصل إلى صفقة تبادل، ومع ذلك، يظهر تناقض بين هذه التصريحات وبين الحديث عن تقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، وخاصة وسط الوضع الصعب الذي يواجهه الآلاف من النازحين في رفح، ما يزيد من صعوباتهم.
وعلى ذلك، تتجه الحكومة الإسرائيلية نحو الهجوم على رفح، حيث يتواجد أكثر من مليون نازح من مختلف مناطق قطاع غزة، ينبغي على المجتمع الدولي التفكير بجدية في الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يواجهها هؤلاء النازحون، وقبل أي عملية عسكرية، يجب أخذ النتائج المحتملة بعين الاعتبار، حيث ستكون النتائج كارثية، وخاصة بالنسبة للأطفال والنساء، الذين سيتعرضون لخطر الإصابة أو القتل الجماعي، حيث يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل مخيف، ويعيش السكان في ظروف قاسية لا يمكن تصورها، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والماء والموارد الأساسية للحياة.
الخلاصة، يجب على المجتمع الدولي والعربي التحرك بسرعة وتنسيق جهوده لوقف النزاع والحيلولة دون دخول الاحتلال الإسرائيلي لرفح، وخاصة أن القضية تحتاج بشدة إلى موقف دولي وعربي قوي، يضع ضغطًا على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عملياته والانسحاب النهائي، ويجب على الدول العربية بالتحديد مصر والأردن تنسيق الجهود الإقليمية لمنع دخول الاحتلال الإسرائيلي إلى رفح.
وبالنظر إلى التطورات الأخيرة ونية الحكومة الإسرائيلية للدخول إلى رفح، يتجلى خطر كبير على سكان المنطقة، وخاصة النازحين الذين يواجهون بالفعل ظروفًا صعبة لا يمكن تصورها، وإن تهديد الحركة العسكرية الإسرائيلية في رفح يشكل خطرًا على حياة الآلاف من الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء، الذين يعيشون في هذه المنطقة المضطربة، ويجب على دول المنطقة والعالم التصريح بوضوح بضرورة وقف أي عملية عسكرية في رفح وحماية المدنيين، والعمل على إيجاد حل سلمي وعادل للأزمة الإنسانية في غزة بشكل عام، وإذا تم تجاهل هذا الخطر، فإن النتائج قد تكون كارثية وتتسبب في مزيد من اشتعال الحروب في المنطقة.