الوقت- مؤخراً، أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تدمير المقاومة الفلسطينية لـ825 آلية إسرائيلية منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وفي تسجيل صوتي أكد أبو عبيدة أن المقاومة مستمرة في مواجهة جنود الاحتلال بعد مرور 83 يومًا من العدوان الإسرائيلي، وأشار إلى أن كتائب القسام نشرت العديد من الصور التي تثبت استهداف قوات الاحتلال ومركباتها، مؤكدًا أن هذا يعد إنجازًا بارزًا في مواجهة التحديات الصعبة على الأرض، وأعلنت كتائب القسام اليوم الخميس أنها نفذت عمليات قتل ضد جنود إسرائيليين، واستهدفت نحو 20 آلية عسكرية في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، في الوقت نفسه، أفادت التقارير بأن جيش الاحتلال أعلن عن مقتل 3 من جنوده خلال هذه العمليات.
وقف كامل للحرب على غزة
أكد أبو عبيدة، المتحدث باسم الكتائب الذي أطلع على التطورات، أن أولوية المقاومة في غزة تتمثل في "وقف العدوان على شعبنا"، مشددًا على أن أي أولوية أخرى لا تتفق مع هذا الهدف الرئيسي، ورغم تأكيده على ذلك، أكد أنه لن يتم التراجع عن مواصلة المقاومة حتى يتم تحقيق وقف كامل للعدوان على الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه لا يمكن قبول أي صفقة أو تسوية إلا بعد تحقيق هذا الهدف الأساسي، وأشار أبو عبيدة إلى استمرار صمود الشعب الفلسطيني وقوات المقاومة في مواجهة الاحتلال، مؤكدًا أنهم وجهوا "ضربة القرن" للعدو، معلنين أنهم يمثلون شعبًا يسعى لتحقيق حقوقه وحرياته في الحياة، وأضاف إن معركة طوفان الأقصى وضعت "الكيان الصهيوني على طريق الزوال"، مشيرًا إلى استمرار المقاومة في النضال لعقود، وخاصة في إطار معركة طوفان الأقصى، باعتبارها جزءًا من التضحيات من أجل الشعب الفلسطيني.
أيضا، شدد على أن المقاومة تواصل القتال والاستعداد، معتبرة أن الحقوق لا يمكن تحقيقها إلا من خلال النضال المستمر، وفيما يتعلق بمواقف المجتمع الدولي، أشار إلى تقسيمه بين مجرم ظالم ومتفرج عاجز تجاه المجازر الإسرائيلية في غزة، مؤكدًا على ضرورة أن يتحمل العالم المسؤولية في مواجهة هذا الوضع الإنساني الصعب، وانطلقت الخميس مظاهرة حاشدة في القدس المحتلة، شارك فيها آلاف الإسرائيليين، للمطالبة بإجراء صفقة لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية واستعادة المحتجزين في قطاع غزة على وجه السرعة، حيث قام المشاركون برفع لافتات تحمل صور وأسماء المحتجزين، ورددوا شعار "جميعاً الآن، الآن"، معبرين عن ضرورة تحرك الحكومة فورًا للعمل على إطلاق سراح المحتجزين بشكل جماعي.
تأتي هذه المظاهرة في سياق الحشود الإسرائيلية التي تطالب بإجراء تبادل للأسرى مع المقاومة الفلسطينية، وتعكس مستوى الاهتمام والتوتر الذي يسود الوضع في المنطقة نتيجة التطورات الحالية، وأفادت وسائل إعلام بأن المسيرة التي انطلقت الأحد الماضي من تل أبيب قد وصلت إلى منطقة المقار الحكومية في القدس المحتلة، حيث تتضمن مقرات رئاسة الحكومة والكنيست ومكاتب الوزارات، وأضافت إن المسيرة بدأت بعدد قليل من المتظاهرين من مدن وبلدات غلاف قطاع غزة عند انطلاقها من تل أبيب، ولكن عندما وصلت إلى القدس المحتلة، انضم إليها الآلاف من المحتجين، ما جعلها تتسم بالحجم الكبير والتنوع في التمثيل الجغرافي للمشاركين، وإن المسيرة، التي شملت جزءًا من عائلات الأسرى الإسرائيليين، قامت بتوقفات في مدن وبلدات متعددة بهدف جمع دعم أكبر لمطالبها.
وقد ذكرت وسائل إعلام عربية أن المتظاهرين يطالبون بإبرام صفقة تبادل تشمل جميع المحتجزين، ويأتي ذلك في ظل قلقهم من أن يلحق الضرر بالمحتجزين الآخرين، وهي مخاوف تكونت بعد حادثة جرت مؤخرًا حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 من المحتجزين في حي الشجاعية بمدينة غزة، وحسب التصريحات الرسمية الإسرائيلية، هناك نحو 130 إسرائيليًا محتجزًا لدى المقاومة الفلسطينية، ما يزيد من التوتر والضغوط لدى المطالبين بإطلاق سراحهم، وحكومة بنيامين نتنياهو تهدد بتصعيد الضغط العسكري بهدف الحصول على تنازلات في قضية المحتجزين، فيما أكدت المقاومة أنها لن تشارك في أي مفاوضات ما لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بشكل نهائي.
حماس والنصر الكامل
هذا التصعيد الصهيوني يبرز توتر الوضع وتصاعد التحديات الإسرائيلية، حيث تتجاوز الخلافات الحالية إلى مسائل أوسع تتعلق بحقوق الأسرى واستمرار العنف في المنطقة، بناءً على تصريحات المقاومة، يظهر أن وقف العدوان الإسرائيلي يُعتبر شرطًا أساسيًا للمشاركة في أي جهود تفاوضية، ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تظهر الثقة الكافية حاليًا لرفض أي صفقة لا تؤدي إلى تحقيق النصر المباشر في النزاع الحالي الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجاءت هذه التصريحات في مقال نشرته هيئة تحرير الصحيفة يوم أمس تحت عنوان "لهذا لن تفرج حماس عن الرهائن"، وفي هذا المقال، استعرض المستشار السابق التحولات التي طرأت على الموقف منذ وقت الهدنة في نوفمبر/تشرين الثاني، مشيرًا إلى رفض حماس عروض هدنة وتبادل الأسرى، ومؤكدًا على تمسكها بعدم التفاوض إلا بعد تحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وقال مئير بن شبات، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2017 إلى عام 2021، إن ثقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد تكون مبنية على أساس، ورغم أن قد تكون قراءتهم للوضع غير دقيقة، إلا أنها ليست دون أسس.
وأوضح بن شبات أن بينما تصبح الظروف التي يواجهها جيش الدفاع الإسرائيلي أكثر صعوبة، إلا أن الأوضاع قد تحسنت بالنسبة لمقاتلي حماس، يشير ذلك إلى تعقيدات وصعوبات تواجه القوات الإسرائيلية في التعامل مع التحديات المستمرة وتحسن مستوى التنظيم والكفاءة لدى مقاتلي حماس، وذكرت الصحيفة أنه في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، باتت "إسرائيل" تستخدم "قوة نارية أقل" كجزء من استعداداتها لتوغلات برية محتملة في قطاع غزة، وتشير هذه الخطوة إلى أن "إسرائيل" قد تقوم بتحضيراتها باستخدام تكتيكات تكتيكية أكثر حذرًا، ما يعطي حركة حماس فرصًا أكبر لتنفيذ هجمات وكمائن ضد القوات الإسرائيلية.
وأضاف عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، إن قيادة الحركة تسعى جاهدة لوقف العدوان بشكل كامل وليس مؤقتًا، معبرًا عن رغبة الشعب الفلسطيني في وقف العدوان بشكل فوري وعدم الاكتفاء بتهدئة مؤقتة، حيث يسعى إلى التحرك نحو وقف العدوان والإرهاب بشكل دائم، وأكد عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، أنه لا يمكن البدء في أي مفاوضات إلا بوقف شامل للعدوان على قطاع غزة، يُجدد بذلك التأكيد على موقف حماس الثابت بضرورة وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي قبل البدء في أي محادثات.
وفي سياق آخر، نقلت وكالة رويترز عن مصادر أمنية مصرية إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضتا اقتراحًا مصريًا يتعلق بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، يظهر هذا التطور عدم التوافق بين الأطراف المعنية حتى اللحظة بشأن شروط وقف التصعيد والشروط المرتبطة بالمفاوضات، وفي الوقت نفسه، تتزايد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو من قبل عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، وتواجه انتقادات واسعة بعد الأحداث الأخيرة التي أدت إلى مقتل عدد من المحتجزين.
كذلك، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بوجود توتر في أعلى المستويات السياسية والأمنية في الكيان بشأن قضية المحتجزين، وأفادت القناة بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يمنع وزير الدفاع يوآف غالانت من إجراء مباحثات فردية مع رئيس جهاز الموساد حول هذا الموضوع، يشير ذلك إلى اختلاف وتوتر داخل الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع قضية المحتجزين وسبل التفاوض حولها، ومن الجدير بالذكر أن حماس قد توصلت إلى هدنة مع تل أبيب في وقت سابق، وقد استفادت منها لإطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب في غزة، في صفقة تم التوصل إليها بوساطة دولة قطر وبالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة.