الوقت- إن عدم حسم الحرب في غزة أثار غضب قادة الكيان الإسرائيلي، ويوما بعد يوم يزيد حجم الخلافات بين أركان النظام المترنح، وحسب موقع إيس باللغة العبرية في خبر عن ذلك: أعلن بن غفير في هجوم قوي على رئيس أركان الجيش أن الأيام التي لم نتمكن فيها من قول أي شيء قد ولت، وهذا الوزير الصهيوني المتطرف، الذي يشعر بغضب شديد لعدم مشاركته في قرارات الحرب، وقال عن صراعه مع رئيس أركان الجيش في اجتماع مجلس الوزراء: لم أهدد رئيس الأركان، لكن يجب أن أقول إن الأيام التي علينا فقط أن نستمع ونقول أن لا شيء قد انتهى، كما انتقد بشدة مطالبة الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، زاعماً: "إذا حدت إسرائيل من هجماتها اليوم، فسوف تدفع ثمنا باهظا غدا".
خلافات شديدة في الحكومة الإسرائيلية
بنفاق شديد، قال بن غفير وفقاً لوسائل الإعلام العبرية: "إننا إذا أعلنا وقف إطلاق النار بحجة تبادل الأسرى، فإن حماس ستكتسب قوة أكبر عدة مرات، وعدد الجنود القتلى في تزايد"، كما هاجم نتنياهو واتهمه باتباع النهج الخاطئ لبيني غانتس، كما اتهم هذا الوزير الصهيوني رئيس أركان الجيش هيرتزي هاليفي بأنه وقع في قبضة مفهوم خاطئ أدى إلى مقتل عدد كبير من الجنود، في المقابل، ذكرت صحيفة "يسرائيل هوم" في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن القرار بشأن كيفية التعامل مع لبنان كان يزعج نتنياهو وغالانت منذ الأيام الأولى للحرب.
وأفاد أرييل كاهان، كبير مراسلي وسائل الإعلام الناطقة باللغة العبرية، عن دوائر رسمية إسرائيلية، بتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن الخلاف الحاد بين نتنياهو وغالانت، الذي سببه غالانت حتى قبل دقائق من اللقاء بين نتنياهو وبايدن في 11 تشرين الأول/أكتوبر، ورفض المشاركة في الاجتماع، لكن مصدراً مطلعاً في البنية السياسية الإسرائيلية قال لوسائل الإعلام إن الخلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت حول مهاجمة لبنان أم لا، أصبح حادا لدرجة أن نتنياهو رفض قبول حضور غالانت في الاجتماع، لبعض الوقت، وحسب المصدر، فإن الخلاف تفاقم عندما قرر نتنياهو عدم الرد بقوة على هجمات حزب الله في الشمال.
وفي غضون ذلك ادعى مصدر مطلع في مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ردا على التقارير المنشورة، وفي حين أكد ضمنا هذه الخلافات، إلا أن القرارات الكبرى التي اتخذت في مجلس الوزراء كانت أنه من الأفضل تحقيق نصر حاسم في الجنوب أولاً ثم ذهب إلى الشمال، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي يوسع نطاق العمليات العسكرية في قطاع غزة وسيواصل التقدم حتى تحقيق أهدافه، وفي كلمة بثتها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أوضح نتنياهو: "نحن نعمق نطاق العمليات العسكرية في قطاع غزة، وسنستمر في القتال حتى تحقيق النصر المطلق على حماس"، وأكد أن هناك ثمنًا باهظًا للحرب، ولكنها الوسيلة الوحيدة لاستعادة المختطفين والقضاء على حماس، زاعماً أن تل أبيب لن تتوقف عن حملتها في غزة حتى تحقيق النصر الكامل على حماس.
وأكد نتنياهو مرارًا أن "إسرائيل" لن تتوقف عن حملتها في غزة قبل تحقيق كل أهدافها، والتي تشمل القضاء على حماس وإطلاق سراح المحتجزين في القطاع، ووفقًا لتقارير، ارتفعت حصيلة الجيش الإسرائيلي من القتلى لأكثر من 15 خلال الـ24 ساعة الماضية، وإجمالًا إلى 154 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر الماضي، فيما ارتفعت الحصيلة الكلية للضحايا منذ بداية الحرب إلى 487، وفقًا لإحصائيات الجيش الإسرائيلي، بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى "20 ألفًا و424 شهيدًا و54 ألفًا و36 جريحًا" منذ 7 أكتوبر الماضي.
وردًا على "اعتداءات إسرائيلية يومية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة، خلال هذا الهجوم، قتلت "حماس" نحو 1140 إسرائيليًا وأسرت حوالي 240 فردًا، جرى تبادل نحو 110 منهم مع الكيان، والذين تحتجزهم "إسرائيل" في سجونها أكثر من 7800 فلسطينيًا، حيث تمت هذه العمليات خلال هدنة استمرت أسبوعًا حتى 1 ديسمبر الحالي.
نتنياهو يقر بخسائره الفادحة
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن تكلفة الحرب الجارية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي "باهظة"، مشيرًا إلى مقتل 15 جنديًا منذ يوم الجمعة فقط، قال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "ندفع ثمنًا باهظًا للغاية في الحرب، ولكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال"، وعلاوة على ذلك، رفض نتنياهو تقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة أقنعت تل أبيب بعدم توسيع عملياتها العسكرية، قائلًا: "إسرائيل دولة ذات سيادة، وقراراتنا العسكرية تُبنى وفقًا لحساباتنا الخاصة"، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعرب نتنياهو عن تقديره لموقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن.
وأوضح بيان مكتب نتنياهو أنه أكد لبايدن أن "إسرائيل" ستواصل الحرب حتى تحقيق كل أهدافها كاملة، وفيما يتعلق بالمحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد بايدن أنه لم يطلب من نتنياهو وقف إطلاق النار خلال المحادثة التي جرت يوم السبت الماضي، وفي تصريح للصحفيين في واشنطن، قال بايدن: "أجريت محادثة طويلة مع نتنياهو اليوم، وهي محادثة خاصة، لم أطلب وقف إطلاق النار"، وأشار إلى أنه كان يتناول مختلف الجوانب والتطورات الراهنة في المنطقة، وفي وقت سابق، أعلن مكتب نتنياهو أنه "أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقيق كل أهدافها بالكامل".
وتستمر الولايات المتحدة، حليفة "إسرائيل" الرئيسية، في دعمها للكيان، مع تعبيرها عن قلقها إزاء زيادة عدد القتلى وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، يؤكد مسؤولون أمريكيون أنهم يتوقعون من إسرائيل تحويل عملياتها العسكرية في قطاع غزة إلى مرحلة أقل كثافة، مع التركيز على عمليات محددة تستهدف قيادة "حماس" وبنيتها التحتية، كما أدلى الرئيس جو بايدن بتصريحات أمام الصحفيين تؤكد أنه لم يطلب وقف إطلاق النار خلال المحادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشاد بموقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، وفي تطور يأتي بعد جدل حول استخدام حق النقض، أصدر مجلس الأمن قرارًا يحث على اتخاذ خطوات عاجلة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل واسع وآمن دون عوائق، وخلق ظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت "إسرائيل" عن بدء المرحلة الثانية مما وصفتها بـ "حرب طويلة وصعبة مع حماس"، شملت هذه المرحلة توغلات برية في قطاع غزة، وكانت مصحوبة بغارات جوية مكثفة، وبعد طوفان الأقصى، بدأ الإسرائيليون في تغيير إدراكهم، حيث بدؤوا في الاعتقاد بأن تل أبيب تقوم بعمليات تدميرية ذات طابع ذاتي نتيجة للسياسات القمعية والتمييز التي تطبقها حكومتهم ضد الفلسطينيين والمواطنين العرب في فلسطين، فيما زادت الاتهامات الدولية الموجهة للكيان بارتكاب أعمال تمييز عنصري واضطهاد ضد الفلسطينيين والأقليات العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووُصِفَ سلوك "إسرائيل" بأنه "أبارتهايد" أو فصل عنصري، على الرغم من محاولات "إسرائيل" للدفاع عن سياستها وتبريرها، إلا أن هذه الاتهامات تثير قلقًا متزايدًا بشأن تصاعد العنف والاضطهاد الوحشي الذي يتعرض له الفلسطينيون.
الخلاصة، تستمر الخلافات بين قادة الكيان الصهيوني فيما يتم ارتكاب أعمال عدائية وجرائم بشعة ضد الفلسطينيين، ما يعزز من القلق بشأن تصاعد العنف والاضطهاد الذي يتعرضون له، كما تبنت تل أبيب منهجًا عنصريًا تجاه الفلسطينيين، وشهدنا المجازر الأخيرة في غزة، ما يزيد من الاتهامات الموجهة إليها بممارسة العنصرية في الأراضي الفلسطينية، ويتسبب ذلك في زيادة الضغط على "إسرائيل" وكشف المزيد من جرائم الفصل العنصري والاضطهاد، وقد استخدم العديد من الناس مقارنة بين السياسات الإسرائيلية وألمانيا النازية، وذلك لأن تاريخ النازية يُعتبر فصلًا مظلمًا في تاريخ الإنسانية، حيث ارتكبت العديد من الجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك المحرقة اليهودية والإبادة الجماعية، ويظهر ما يحدث في الكيان الإسرائيلي تحديات كبيرة تواجهه، حيث تتمثل الآلة العسكرية في انتهاكات حقوق الإنسان واستهداف الأبرياء، ويشير التوتر السياسي والاجتماعي إلى الانقسامات العميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، وقد يؤثر ذلك على الاستقرار الداخلي للكيان، مناخ التوترات السياسية والاجتماعية قد يُعزز الانقسامات ويؤدي إلى تصاعد التوترات فيما بينهم.