الوقت – في تحليل لـ "معهد واشنطن"، كتب مايكل آيزنشتات: لقد نمت الأسلحة الإيرانية بعيدة المدى والدقيقة بسرعة في السنوات الخمس الماضية، وكانت الطائرات دون طيار في قلب هذا التطور.
وقد أحدثت الطائرات دون طيار الإيرانية موجات صدمة استراتيجية في الخليج الفارسي وبلاد الشام وأوكرانيا، وأصبحت "تغير قواعد اللعبة"، وليس من قبيل المبالغة القول إن برنامج الطائرات دون طيار الإيراني، قد ترك أثراً استراتيجياً في الشرق الأوسط.
إن التعامل مع هذه الأنظمة، هو في صلب مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، ولمناقشة العواقب الإقليمية والعالمية لبرنامج إيران للطائرات دون طيار والمقاربات التفاعلية المحتملة في هذا المجال، عقد معهد واشنطن مائدةً مستديرةً مع ثلاثة خبراء، من بينهم الجنرال المتقاعد كينيث ماكنزي.
يقول الجنرال ماكنزي، القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم): الطائرات دون طيار وصواريخ كروز هي أجزاء مهمة من حرب إيران غير المتكافئة، وتتمتع الطائرات دون طيار بدرجة عالية من المرونة، وهذا أمر مهم للغاية، وفي السنوات العشر الماضية، زادت إيران بشكل كبير مخزونها من الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
إن الحرب في الشرق الأوسط لن تكون حرب مناورات، فلن تأتي الدبابات إلى الساحة، ولن تتحرك القوات البرية، ولن يهاجم أحد الآخر على الأرض، وبدلاً من ذلك، يتم استخدام حرب نارية، حيث تستخدم الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
لقد حسنت إيران قدراتها في هذه المجالات الثلاثة، وحققت بالفعل قدرةً متفوقةً مقارنةً بجيرانها، فيما يتعلق بكيفية متابعة وتوسيع هذا الهجوم الأولي في المراحل المقبلة، فإن إيران أمام خيارات مختلفة؛ لأنها قدمت مجموعةً من الأسلحة الجوية، على سبيل المثال، في الموجة التالية، يمكن استخدام الطائرات دون طيار لتدمير أنظمة باتريوت.
إن تاريخ الحرب بأكمله يتكون من الهجوم والدفاع، والميزة الحالية التي تتمتع بها إيران هي طائراتها دون طيار، وهي ميزة لم نتمكن من حلها بالكامل حتى الآن.
لقد أثبت الإيرانيون أنهم فعالون ودقيقون للغاية في هذا النوع من الهجمات؛ مثلما كانت هجماتهم بالصواريخ الباليستية عام 2020 على قواتنا في قاعدة عين الأسد في العراق دقيقةً للغاية، والسبب الوحيد لعدم سقوط ضحايا هو أنه كان لدينا الوقت للقيام ببعض التحركات قبل الهجوم، لكن الإيرانيين أصابوا أهدافهم بدقة عالية بصواريخهم.
أنا شخصياً أكن احتراماً كبيراً لبرامج إيران للطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، وفي العقد الأخير قدموا تضحيات كبيرة من أجل إنشاء هذه الأنظمة، وأعتقد أن هذه القدرات هي جواهر ثمينة للخزانة العسكرية الإيرانية، ويمكنهم إحداث الأضرار الجسيمة اليوم إذا اختاروا ذلك.
عندما قال جو بايدن، بعد فوزه في انتخابات 2020 وقبل أداء القسم، إنه يريد توسيع خطة العمل الشاملة المشتركة لتشمل مجالات أخرى مثل القدرة الصاروخية الإيرانية، كان رد فعل إيران حاداً، وذكرت أنها لن تتنازل عن هذا النوع من القدرات بأي شكل من الأشكال، ولهذا السبب، أعتقد أن هذه قدرات قيمة للغاية للجيش الإيراني.
وإذا كنت تريد الدفاع ضد مثل هذه الأعمال العسكرية، فأنت بحاجة إلى نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل، وقد كان هذا حلم قادة القيادة المركزية لسنوات عديدة، ولكن لعدة أسباب، فإننا نواجه مشكلة في تحقيق مثل هذا النظام المتشابك.
نحن الآن في مرحلة جديدة من ظهور الأسلحة، حيث لم يعد فيها التفوق الجوي طويل الأمد الذي لا جدال فيه للولايات المتحدة وحلفائها دون منازع، لأنه يمكنهم التحليق فوق المنطقة بطائرات دون طيار ولا يمكننا دائمًا الوقوف في طريقهم.
يمكن للدفاعات الجوية تتبع الطائرات دون طيار الأكبر حجمًا بسهولة أكبر، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في الطائرات الأصغر حجمًا، والتي أصبحت متطورةً بشكل متزايد، فهي سهلة الشراء، وسهلة التغيير والتعديل، ويمكن إطلاقها من مناطق قريبة من الهدف، کما أنه من الصعب تتبع هذا النوع من الطائرات دون طيار في الفضاء، لعدم صدور أي إشارة من هذه المنصات.
وإذا وجدت إيران الفرصة لتصدير هذه القدرات، فإنها ستحقق المزيد من التقدم في مجالات الطائرات دون طيار وصواريخ کروز والصواريخ الباليستية، وفي ساحة معركة مثل أوكرانيا، يمكنهم اختبار طائراتهم دون طيار، كما أن إيران قد تتلقى أنظمةً مهمةً من روسيا.