الوقت- يجري ضباط رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي إحاطات سرية وخاصة لأعضاء الكونغرس الأمريكي حول الحرب على قطاع غزة، وذلك تزامناً مع ارتفاع الأصوات المطالبة بوقف إطلاق نار شامل.
وفقاً لوثائق استعرضها موقع The Intercept الأمريكي، ونشرها الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فإن هذه الإحاطات تزايدت مع ظهور تساؤلات في الكونغرس حول سلوك إسرائيل خلال الحرب، خصوصاً القصف العنيف الذي استمر قرابة 50 يوماً وراح ضحيته أكثر من 14 ألف مدني فلسطيني، معظمهم من النساء والشيوخ.
حيث قال مصدر مطلع على الاجتماعات: “ثمة حملة علاقات عامة إسرائيلية تحدث هذا الأسبوع لأعضاء الكونغرس فقط”، مما يعني أن موظفي الكونغرس والجمهور غير مرحب بهم.
وشارك في إحدى الإحاطات الحصرية لأعضاء مجلس الشيوخ، التي تقرر عقدها الإثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني، ونظمتها السيناتورة الديمقراطية تامي دوكوورث، ثلاثة ضباط إسرائيليين، يعملون في السفارة الإسرائيلية.
كما علم الموقع بشأن تنسيق أكثر من 5 فعاليات مع المسؤولين الإسرائيليين خلال الأسابيع الأخيرة.
دعوات وقف إطلاق النار
وتأتي هذه الإحاطات في وقت تواجه خلاله إسرائيل ردود فعل دولية بسبب هجومها على قطاع غزة.
حيث بدأت الدعوات التي تطالب بوقف إطلاق النار رویدا رویدا في الكابيتول هيل، لكنها اکتسب زحما في الأسابيع الأخيرة. وحتى صباح الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني، دعا 43 عضواً من مجلسي النواب والشيوخ إلى وقف إطلاق النار.
وقال السيناتور التقدمي بيرني ساندرز، الذي أعلن مؤازرة إسرائيل عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني، إنه قد يطرح مشروع قانون يجعل إرسال المساعدات إلى إسرائيل مشروطة، وذلك حسبما أفاد موقعThe Intercept.وقد حفَّزت هذه التحولات وتيرة إحاطات الكونغرس مع مسؤولي جيش الدفاع الإسرائيلي، التي رُتبت بعضها على عجالة.
حيث قال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مصرح له بالحديث: “لم يتوقع جيش الدفاع الإسرائيلي أنه سيكون هناك هذا القدر من رد الفعل العكسي ضد إسرائيل. وفي ظل احتمالية وجود وقف إطلاق نار أطول أمداً، يحشدون حملة علاقات عامة بمساعدة الكل لإبقاء أعضاء مجلس الشيوخ بعيداً (عن هذه الدعوات)”.
فيما قال مصدر للموقع: “إنه ليس مستغرباً تماماً بالنسبة لأعضاء مجلس الشيوخ، أن يعقدوا اجتماعات تضم الأعضاء فقط أو إحاطات حول القضايا الحساسة أو السرية. لكن الشيء غير المعتاد هو تواتر حدوث هذا الأمر مؤخراً والسرية التي أحاطت بها، والتركيز على موضوع وحيد”.
وقد بدا أن السيناتور الديمقراطي كوري بوكر يشير إلى أن بعضاً من هذه الإحاطات كانت سرية. في حديثه مع الموقع عند سؤاله حول إحاطات جيش الدفاع الإسرائيلي، قال بوكر: “يا صديقي، لن أتحدث عن هذه الاجتماعات السرية”.
قال المصدر: “ليس من قبيل المصادفة أن هذه الإحاطات تحدث الآن بينما يتغير الرأي العام، وفي ظل الضغط لحشد المشرعين”.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، هدنة إنسانية استمرت 4 أيام، وأُعلن مساء الإثنين تمديدها يومين إضافيين، ومن بين بنودها وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل أسرى، وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من حرب مدمرة تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يأتي هذا، فيما يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلاً، و4 آلاف امرأة، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.