الوقت - إن عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حسب المرشد الأعلی الإيراني، وجهت ضربةً قاصمةً للكيان الصهيوني؛ وهي ضربة استخباراتية وعسكرية ثقيلة، حيث إن انتقام الصهاينة المجنون وقتل الأطفال في قطاع غزة، لم يتمكن حتى الآن من تهدئة قادة الکيان الصهيوني واستعادة صورتهم في الداخل، الذين لم يتمكنوا من توجيه ضربات كبيرة للقوة العسكرية لحماس.
العملية الإسرائيلية المربكة في غزة من الأرض والسماء تتواصل، وقتلت حتی الآن أكثر من 11 ألف مدني، 70% منهم نساء وأطفال، لكن على الورق ليس لها أي إنجاز عملي ملموس.
خلال الشهر الماضي، فشل الکيان الإسرائيلي حتى في اغتيال قادة ميدانيين أو قادة حماس، ومن الواضح أن حماس قامت باستعدادات ذكية وطويلة الأمد في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومتراً مربعاً، لمواجهة الأجهزة العسكرية والاستخباراتية للاحتلال الإسرائيلي.
لكن لا تزال هناك تساؤلات لدى الرأي العام حول عملية طوفان الأقصى، علی سبیل المثال، بعد البداية العاصفة لهذه العملية، يبدو أن حماس على الأرض لم يكن لديها توقعات مناسبة للمرحلة التي ستعقب دخولها الأراضي المحتلة؛ أو لماذا لم تحاول قوات حماس، بعد دخولها إلى مستوطنات قطاع غزة المحتلة، استغلال مفاجأة الجيش الإسرائيلي، أثناء تثبيت مواقعها، لتحديد جبهة القتال في المستوطنات المحتلة، التي سيطرت عليها قوات المقاومة الفلسطينية بشكل شبه كامل في الساعات التي تلت العملية.
تطرق أسامة حمدان، أحد كبار قادة حركة حماس، إلی هذه الأسئلة، وحول أهداف عملية طوفان الأقصى، وإلى أي مدى خططت المقاومة الفلسطينية لهذه العملية؟ قال:
إن الشعب الفلسطيني الآن في مرحلة التحرير الكامل لفلسطين، ويعلم الشعب الفلسطيني والمقاومة أنه في هذه المرحلة سيكون هناك الكثير من الآلام والمصاعب في طريق الشعب الفلسطيني والمقاومة، ولكن هذه مرحلة جديدة ونهايتها بالتأكيد النصر النهائي، وقد أظهر الکيان الصهيوني في الشهر الماضي أنه نظام قاتل ومتعطش للدماء، لكنه ليس نظاماً منتصراً أبداً.
وفي شرحه غموض عملية طوفان الأقصى، صرح أن الهدف الأول للعملية كان إعادة القضية الفلسطينية إلى وضعها الأصلي؛ وهي قضية تم نسيانها مع خطط التسوية الغادرة.
وأضاف: بدايةً، لا يمكنك أن تجلس وتشاهد أن الطرف الآخر يقوم بتدمير القضية الفلسطينية بشكل كامل ولا تفعل شيئاً، صحيح أنه تم تقديم تضحيات جسام وشجاعة كبيرة في هذه العملية، لكن النتيجة كانت عودة القضية إلى وضعها الطبيعي والأصلي، واتضح أن قضية فلسطين هي قضية تحرير.
وتابع حمدان: في العام الماضي، قال بايدن لمحمود عباس إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية إلا إذا عاد المسيح، لكنه الآن يقول إنه لا بد من قيام دولة فلسطينية، بغض النظر عن تعريفه للدولة الفلسطينية، لأن بايدن يدرك أن الاحتلال لن يؤدي إلى نهاية سعيدة في المنطقة، كل الأرض الفلسطينية ملك للشعب الفلسطيني، ولا حل إلا تحرير فلسطين كلها.
وقال أسامة حمدان إن الهدف الثاني هو توجيه ضربة عسكرية لجيش الکيان، وأوضح: إن هزيمة الجنود الإسرائيليين المتمركزين حول غزة، كانت الهدف الثاني لعملية طوفان الأقصى، الذين كانوا دائماً شرکاء في العدوان على غزة، وهم من أفضل مقاتلي الکيان الصهيوني.
ولفت إلی أن توقعات المقاومة كانت بأننا بحاجة إلى 24 ساعة للاستيلاء على قواعد هذا الجيش في قطاع غزة، لقد بدأت العملية الساعة 6:10 صباحًا، وتم الانتهاء من العمل الساعة 10 صباحًا، وكانت المفاجأة التي لم نتوقعها على الإطلاق.
وأضاف أسامة حمدان: ولذلك، نجحنا في الوصول إلى هذا الهدف، وتعلمون أيضاً أن المستوطنات التي بنيت حول غزة كانت أراضي أهل غزة التي تم احتلالها، وبنيت على أملاك أهل غزة.
وقال: تعتبر هذه المستوطنات نقاط التركيز الرئيسية لجيش الاحتلال التابع للكيان الصهيوني، ونتيجة عملية طوفان الأقصى هي عدم عودة أي من المستوطنين إلى هذه المستوطنات، ولم تعد هذه الأراضي صالحةً لإسکان الصهاينة.
وفي الختام، أكد هذا القيادي في حماس: إن هذه العملية بعثت برسالة إلى الجميع في المنطقة، مفادها بأننا لسنا بحاجة للأمريكيين لإعادة رسم خريطة المنطقة، ويمكن لأبناء هذه المنطقة أن يفعلوا ذلك بأنفسهم، والمشكلة الأساسية في هذه المنطقة هي وجود "إسرائيل"، وبعد تحقيق هذه الأهداف، من الطبيعي جدًا أن نعود إلى مواقعنا الدفاعية، لأنه من المتوقع أن يبدأ العدو هجومه الخاص، وهذا الهجوم سيكون بمثابة هزيمة أخرى للعدو.