الوقت- تستمر الحرب في غزة في ظل ظروف تكبد فيها المحتلون خسائر كبيرة؛ وحتى السلطات العسكرية والسياسية في تل أبيب تعترف بالخسائر الكبيرة خلال المعركة ضد غزة، وقبل أيام قال يوآف جالانت، وزير حرب تل أبيب، في شرحه للخسائر العسكرية، إن خسارة جنود في أي معركة مع حماس في غزة تشكل ضربة قاسية ومؤلمة، وهي أمر لا مفر منه.
وفي الوقت نفسه، لم ترافق حرب غزة بالنسبة للصهاينة خسائر في الأرواح فحسب، بل رافقت الحرب الشاملة التي شنها الكيان الصهيوني بعد عملية اقتحام الأقصى، خسائر اقتصادية واجتماعية عديدة لسكان تل أبيب وغيرهم من سكان الأراضي المحتلة.
وقد قمنا في هذا التقرير بذكر وتحليل بعض الخسائر الناجمة عن الحرب للكيان الصهيوني.
إخلاء 50 مدينة
أدت الحرب إلى رحيل 250 ألف مستوطن بالقرب من حدود غزة وكذلك في الشمال وعلى طول الحدود اللبنانية إلى إخلاء ما لا يقل عن 50 بلدة محتلة.
هجرة مليون شخص إلى الخارج
كما أدى استمرار انعدام الأمن وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة وجنوب لبنان على الأراضي المحتلة إلى هجرة حوالي مليون من سكان الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى الخارج، ليس من الواضح كم من هذه الهجرات كانت دائمة وكم منها كانت مؤقتة.
الهزائم الكبرى لجيش تل أبيب
وبشكل عام يمكن سرد 3 هزائم كبرى للجيش الصهيوني منذ بداية الهجوم البري:
1- تمركز لواء جولاني في المحور الجنوبي لغزة وطلب المساعدة من الطيران الحربي.
2- نصبت حماس كمينا لقوات وحدة جفعاتي شمال غزة وقتلت 11 صهيونيًا.
3- مقتل عشرات الجنود الصهاينة في كمين لقوات الجهاد الإسلامي شمال غرب غزة.
العقبات العسكرية أمام التقدم البري للصهاينة
وأعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية في تقرير لها أن الأنفاق وإسقاط القنابل من الطائرات دون طيار وإطلاق الصواريخ المضادة للدروع وقذائف الآر بي جي والقتال المفاجئ والمتقارب هي التحديات الأربعة التي يواجهها الجيش في المعركة البرية في غزة.
المعدات الحربية التابعة لحماس
صاروخ ياسين المضاد للدبابات: ويشار إلى هذا الصاروخ المتطور، الذي يصنعه الفلسطينيون في غزة، باسم قاتل دبابات ميركافا، وتشمل المواصفات الفنية لهذا السلاح مع قاذفه كالآتي: 64 / 105 ملم بوزن إجمالي 4.5 كجم ومدى فعال 100 متر ومدى مؤثر 150 متراً مع القدرة على اختراق الفولاذ حتى 60 سم بعد المرور عبر الدروع، ويمكن أيضًا إطلاق هذا الصاروخ بواسطة قاذفة آر بي جي.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن كتائب القسام تتمتع بخبرة كبيرة في مجال القنابل وقاذفات الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون.
طائرات دون طيار من طراز "شهاب": والطائرات دون طيار الهجومية من طراز "شهاب" قادرة على إلقاء المتفجرات والقنابل اليدوية، إضافة إلى ذلك، يصعب اكتشاف هذه الطائرات الهجومية دون طيار بسبب صغر حجمها وطيرانها على ارتفاعات منخفضة.
الطائرة الانتحارية دون طيار "الزواري": واسم هذا النوع من الطائرات المسيرة مشتق من اسم محمد الزواري، المهندس التونسي الذي أشرف على مشروع كتائب القسام لتطوير الطائرات المسيرة، والذي اغتالته تل أبيب في مسقط رأسه بصفاقس عام 2016، ويقدر مدى هذه الطائرات دون طيار "الانتحارية" بعشرات الكيلومترات، ويتم إطلاقها باستخدام المقلاعات الداخلية، ويمكنها، حسب الخبراء، مهاجمة منصات الصواريخ الإسرائيلية والمركبات المدرعة الخفيفة وأنظمة المراقبة، ويقال إن فعاليتها تتحقق من خلال استخدامها من قبل الوحدات القتالية المتنقلة.
صاروخ القسام: أما بالنسبة للصواريخ، فالأكثر شيوعاً هو طراز القسام الذي يصل مداه إلى 10 كيلومترات، وحسب خبراء عسكريين أوروبيين، فإن الأجزاء الرئيسية لهذه الصواريخ غير الموجهة قصيرة المدى، والتي حققت تقدما كبيرا مؤخرا، مصنوعة من أنابيب المياه.
تكلفة باهظة "51 مليار دولار"
ذكرت وكالة رويترز نقلا عن صحيفة كالكاليست الاقتصادية أن الحرب مع حماس في قطاع غزة ستكلف تل أبيب 200 مليار شيكل (51 مليار دولار)، نقلا عن إحصاءات وزارة المالية في تل أبيب، ويعادل هذا المبلغ 10% من الناتج المحلي الإجمالي لتل أبيب، ويقال إن نصف هذه التكلفة يتم إنفاقها على ساحة المعركة، وتشمل التكاليف الأخرى فقدان الدخل القومي السنوي بسبب الحرب، وتعويض الشركات المتضررة، وإعادة إعمار الأماكن المدمرة في مختلف المدن.