الوقت- باءت المحاولة الرابعة لقوات الاحتلال الصهيوني للتسلل إلى قطاع غزة بالفشل، وبدأت مساء الجمعة، للمرة الرابعة، محاولات اختراق الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، لكن بعد ساعات ظلت قوات الجيش الإسرائيلي عالقة بالقرب من حدود غزة. وأكدت قوات القسام اشتباكها البري مع الجيش الصهيوني، وأضافت إن بعض الأسلحة والمعدات العسكرية لقوات الاحتلال تعرضت لهجمات صاروخية وقذائف هاون.
وأكدت بعض المصادر مقتل ما لا يقل عن 5 جنود صهاينة مساء الجمعة، كما أفادت مصادر أخرى بأن عدداً من دبابات الكيان الصهيوني اشتعلت فيها النيران، وكما قالت المصادر الميدانية فإن محاولة التسلل إلى غزة برا من ثلاثة محاور برية رافقها إسناد بحري وجوي لقوات الجيش، لكن في النهاية لم يتمكن هذا التقدم من الاستمرار لأكثر من بضعة كيلومترات وعلق الجنود على بعد بضعة كيلومترات من حدود غزة.
فشل "هزيمة" حماس
إن حقيقة أن التقدم البري لجيش الكيان الصهيوني في قطاع غزة قد فشل مرة أخرى وظل غير مكتمل، تظهر أكثر من أي شيء آخر فشل خطة تل أبيب لتدمير حماس، منذ الشهر الماضي، عندما بدأت العملية الناجحة للقوات الفلسطينية المسماة طوفان الأقصى في المحافظات الجنوبية لـ"إسرائيل"، وعد نتنياهو وغيره من القادة السياسيين والعسكريين بالتدمير الفوري والسريع لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، ولكن الآن، وبعد مرور 23 يومًا، لا يزال الصهاينة غير قادرين على اتخاذ أي إجراء لكبح جماح حماس، وفي الوقت نفسه يقصفون قطاع غزة قصفاً وحشيا، ويتلقون رد قوات المقاومة صاروخيًا على مدن تل أبيب وعسقلان و"إسرائيل" ومدن أخرى بصورة مستمرة.
وأعلنت مصادر ناطقة بالعبرية، الليلة الماضية، سقوط صواريخ القسام في مدينتي ريشون لتسيون وبافنية جنوب تل أبيب، واستمرت هذه الصواريخ والقذائف في ضرب المستوطنات الصهيونية في الأيام الماضية.
إن إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية المستمر من قطاع غزة باتجاه المناطق المحتلة والمدن المهمة مثل تل أبيب على مدى العشرين يومًا الماضية يظهر أن الصهاينة فشلوا في تحقيق أهدافهم المتمثلة في هزيمة وتدمير القوة القتالية لحركة حماس.
عدم الاستعداد لدخول غزة
وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أن فشل جيش الكيان الصهيوني في دخول قطاع غزة عن طريق البر يظهر أن جيش الكيان الصهيوني يفتقر إلى القدرة اللازمة والكافية لخوض حرب برية في غزة.
قبل بدء عملية القوات الفلسطينية أو عملية طوفان الأقصى، كان الجيش الصهيوني متورطا في التوترات والخلافات الداخلية، وأدت خطة نتنياهو لتغيير القوانين القضائية إلى انقسامات وخلافات بين أفراد الجيش، وبلغ الاستياء بين ضباط الجيش أعلى مستوياته. وصلت رسائل عديدة ومختلفة لامتناع ضباط احتياط الجيش من الخدمة العسكرية احتجاجا على نتنياهو إلى نحو 15 ألف شخص، وكان جزء كبير من قوة الجيش، وخاصة في سلاح الجو، ضد خطط نتنياهو، ولذلك، قبل بدء الحرب الحالية، كان الجيش الصهيوني في واحدة من أسوأ أوضاعه الداخلية بسبب الخلافات الداخلية، حيث جنود وضباط الجيش الصهيوني هم جزء من المتظاهرين والمعارضين في المظاهرات الأسبوعية، ولذلك فإن الانقسامات والخلافات الداخلية في جسم الجيش الصهيوني أدت إلى افتقار الجنود إلى الاستعداد اللازم للحرب في غزة، ومن ناحية أخرى، أدت الخسائر الفادحة التي لحقت بالجيش بفقدان 1500 صهيوني، منهم أكثر من 300 جندي، إلى تفاقم هذه الخسائر.
وهذا أدى إلى خيبة أمل الجيش الصهيوني، ومن الطبيعي في ظل هذه الظروف أن يفتقر الجيش الصهيوني إلى الاستعدادات المادية والنفسية اللازمة للدخول إلى غزة عن طريق البر.
الانقسام في تل أبيب
ومن ناحية أخرى، لا يوجد في المجتمع الصهيوني صوت موحد بشأن العمليات البرية في غزة، ويوجد حاليًا نحو 300 أسير صهيوني لدى قوات حماس في قطاع غزة، ويرفض أهالي وأقارب هؤلاء الأسرى دخول غزة عن طريق البر، خوفًا من تعريض حياة الأسرى وأقاربهم للخطر، وحتى الآن، نظمت عدة مظاهرات واحتجاجات في الشوارع في تل أبيب، بما في ذلك أمام منزل نتنياهو، من قبل عائلات المحتجزين ومعارضي نتنياهو، وفي كل هذه الاحتجاجات تطالب سلطة الكيان بوقف الحرب لإنقاذ حياة الإسرائيليين السجناء، ومع ذلك، وعلى عكس مطالب عائلات الأسرى، يؤكد قادة الكيان الصهيوني على الدخول البري والحرب المدرعة في غزة ويعتبرون القصف الجوي لغزة غير كاف لتدمير حماس.
لذلك، هناك نقص في الوحدة والتماسك الداخلي في الكيان الصهيوني للحرب البرية في غزة، وهذا الأمر تسبب في افتقار الجيش إلى الدعم والتماسك الداخلي اللازم للتقدم البري في غزة.