الوقت - في مثل هذا اليوم قبل اثنين وعشرين عاماً، قامت أمريكا بغزو أفغانستان، ما جعل شعب البلد يعيش أياماً سوداء مظلمة.
وغزت أمريكا أفغانستان في 7 من أكتوبر 2011، بعد حادثة 11 سبتمبر المشبوهة، بذريعة محاربة الجماعات الإرهابية، واستمر هذا الاحتلال عشرين عاما، وأدى إلى مقتل ما يقرب من مئتين وخمسين ألف شخص في هذا البلد، وانتهى الاحتلال الأمريكي في 31 أغسطس 2021 بخروج آخر جندي أمريكي من مطار كابول.
وُصفت حرب أمريكا في أفغانستان، التي استمرت 20 عاما، بأنها أطول حروب أمريكا الخارجية بذريعة محاربة تنظيم القاعدة لكن أسامة بن لادن الزعيم السابق لهذا التنظيم، قتل في منطقة "أبيت آباد" الباكستانية بعد سنوات من العزو الأمريكي لأفغانستان.
حينها انتقد حامد كرزاي، رئيس أفغانستان السابق، الغزو الأمريكي لأفغانستان، وقال: "بمقتل أسامة بن لادن في باكستان ثبت أن أفغانستان ضحية الحرب ضد الإرهاب".
وقال: إن آلاف الأفغان الأبرياء يقعون ضحايا للإرهاب كل يوم، وقد أدرك المجتمع الدولي بقيادة أمريكا هذه الحقيقة بعد عشر سنوات.
وارتفع عدد القوات الأمريكية إلى 110 آلاف عام 2011، بعد عشر سنوات من الهجوم الأمريكي على أفغانستان، بأمر من الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وهو أعلى مستوى للوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، ووفقا لتقارير المنظمات والمؤسسات الدولية، خلفت حرب الولايات المتحدة في أفغانستان، التي استمرت 20 عاما، 241 ألف قتيل، بينهم أكثر من 71 ألف مدني أفغاني.
إن مقتل 72 صحفياً و444 من طواقم الإغاثة يشكل جزءاً صغيراً من عواقب 20 عاماً من الاحتلال الأمريكي.
وقتل في هذه الحرب ما يقرب من 2500 جندي أمريكي في أفغانستان وأصيب أكثر من 20 ألف جندي أمريكي آخر، وكان اليوم الأكثر دموية للجنود الأمريكيين في أفغانستان هو 26 أغسطس 2021، عندما قُتل ثلاثة عشر جنديًا أمريكيًا في هجوم انتحاري على مطار كابل الدولي، كان هذا اليوم يومًا دمويًا للجنود الأمريكيين قبل أيام فقط من مغادرة آخر جندي أمريكي لأفغانستان.
لقد أنفقت أمريكا ما يقرب من 2.5 تريليون دولار في حربها التي استمرت عشرين عاماً في أفغانستان، الأمر الذي فرض عبئاً ثقيلاً على دافعي الضرائب الأمريكيين، لقد جلب احتلال الولايات المتحدة الذي دام 20 عاما عواقب لا يمكن تعويضها على شعب أفغانستان، ففي السنوات العشرين من الحرب الأمريكية في أفغانستان، هاجر ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص من هذا البلد خارج أفغانستان، وتم تسجيل أربعة ملايين نازح داخل البلاد.
لا تزال انفجارات الألغام والذخائر والمواد غير المنفجرة خلال عشرين عاما من الحرب الأمريكية في أفغانستان تحصد ضحايا من أبناء هذا البلد، وقد قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تقريرا وقالت إن 85% من ضحايا الذخائر غير منفجرة في أفغانستان هم من الأطفال، وأضافت اليونيسيف: إن أفغانستان من أكثر الدول الملوثة بأسلحة الحرب.
ومن جهة أخرى، يعاني أكثر من ثلاثة ملايين طفل في أفغانستان من سوء التغذية، وخمسة عشر مليون شخص في هذا البلد في مستوى الجوع الطارئ، وأكثر من تسعة وعشرين مليون شخص في هذا البلد بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وحسب تقرير المنظمات الدولية، فإن أكثر من 50% من سكان أفغانستان محرومون من الخدمات الطبية والصحية والغذائية الكافية.
كما أن حوالي تسعة عشر مليون شخص في أفغانستان لا يتمتعون بالأمن الغذائي، وأكثر من تسعين بالمئة من سكان هذا البلد يعيشون تحت خط الفقر، وهي نتائج عشرين عاماً من الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، والآن بعد أن تحرر شعب أفغانستان من سيطرة واحتلال الأمريكيين، لا يزال يعاني من العواقب الوخيمة لعشرين عاما من هذا الاحتلال.