الوقت- تزايدت الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الاقصى والفلسطنيين خلال هذا العام، حيث إن انتهاكات الكيان الصهيوني لم تقتصر فقط على المقدسات،بل إن الكيان الصهيوني مارس انتهاكات جسيمة ايضاً ضد الأسرى الفلسطنيين في السجون الإسرائيلية، كما مارس أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي بحق الأسرى، الانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني أثارت الغضب في الداخل الفلسطيني ضد الاحتلال، حيث ظهرت ردة فعل الفلسطنيين في الدفاع عن أنفسهم من خلال القيام بالعمليات الأستشهادية، حيث إن العمليات الاستشهادية الأخيرة التي نفذها فلسطينيون ضد الاحتلال ومستوطنيه تحمل في ثناياها مُركبات جديدة لمرحلة سيشتد بها الصراع، وقد تتغير خلالها الكثير من التوازنات التي لم تعد قائمة بالأساس، فسلسلة العمليات الاخيرة هي ضرب من جديد على خاصرة العدو الذي يعقد لقاءات موسعة مع قادة التطبيع العربي برعاية الإدارة الأمريكية والتي باتت أكثر فشلاً في إدارة الملف الفلسطيني، وارتفاع عدد القتلى الصهاينة بات يؤرق الاحتلال الذي فشل في الوصول إلى تقديرات حول ما يمكن أن يحدث على الصعيد الأمني ميدانيًا. حيث إن الأوساط الصهيونية تعيش بالفعل تحت تهديد العمليات الفلسطينية، وهذا التهديد يمثل حالة جديدة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
عملية جديدة تصيب الكيان بالعجز والفشل
في عملية جديدة ضد الكيان الغاصب، أكد المتحدث باسم الشرطة الصهيونية في شمال الخليل مقتل ما لا يقل عن اثنيين من الصهاينة وأعلن بدء التحقيق في إطلاق النار.
وفي الوقت نفسه ، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن مقاتلين من المقاومة استهدفوا معبر الحمرا العسكري بمنطقة الأغوار شمال الضفة الغربية، ويقال إنه في أعقاب هجوم المقاتلين الفلسطينيين ، أغلق الجيش الصهيوني المعبر المذكور وأعلن حالة التأهب للبحث عن منفذي هذه العملية.
من جهة أخرى ، أعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عبد اللطيف قنوا ، أن الروح الثورية المتزايدة في الضفة الغربية ، وازدياد عمليات المقاومة هناك ، وشجاعة واستقرار الشعب الفلسطيني أدت إلى عجز الكيان الصهيوني عن التعامل مع المقاومة وفقدان قوته واعتبر عبد اللطيف عدم قدرة الكيان الصهيوني على التعامل مع المقاومة بمثابة ضربة لجسد الجهاز الأمني والعسكري للكيان الصهيوني.
في السياق نفسه أعلن المتحدث باسم حركة حماس أن الكيان الصهيوني يعاني من مشاكل وأزمات داخلية ويواجه مقاومة في غزة والضفة الغربية والقدس ، ويعمل الشعب الفلسطيني مع قوى المقاومة في العراق لتحرير فلسطين من الاحتلال واستكمالا لخطابه ، تابع القيادي الفلسطيني حديثه بالإشارة إلى تزايد الصراعات وعمليات المقاومة: مع استمرار الصراعات ، وازدياد عمليات المقاومة واشتدادها ، وتعدد الجبهات.
جيش الاحتلال يلقى مقاومة شرسة من قبل المقاوميين
لطالما حاول الكيان الصهيوني وخلال الفترة الماضية تنفيذ عمليات في داخل الخليل ومع كل محاولة لجيش الاحتلال الصهيوني بتنفيذ عمليات يلقى مقاومة شرسة من قبل المقاوميين.
فاعترف الكثير من قادة جيش الاحتلال أن العمليات الصهيونية فشلت فشلاً ذريعاً ،فأبناء الخليل وجميع المناطق في الداخل الفلسطيني برهنوا على أنهم قادرون على فرض معادلاتهم على العدو الصهيوني، بل إن المقاومة في الضفة الغربية والخليل ونابلس استطاعت أن تربك حسابات القيادات الإسرائيلية منذ اللحظة الأولى ، كما أنهم بعثوا الأمل في نفوس الفلسطينيين بسرعة فائقة،فمن خلال العمليات التي تقوم بها المقاومة في الخليل يتضح جلياً أن الساحة الفلسطينية تعيش وضعاً فريداً وهذا يدل على أن مقاتلي المقاومة اخترعوا عدة أدوات لتنفيذ عملياتهم، فالضفة الغربية تشهد اليوم بلا شك تصاعداً في نوعية وعدد الفعل المقاوم، فالعمل المقاوم قائم على مواجهة العدوان والانتهاكات الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تثبت قدرتها على المواجهة وان تلحق خسائر في الجانب الإسرائيلي حيث إن فشل العدو الصهيوني في احتواء الوضع في نابلس قد جعل الضفة الغربية عنوان المرحلة القادمة التي ستغير كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة المستعمرة من العصابات الصهيونيّة وبعض المتخاذلين، فتصعيد عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال وعصابات مستوطنيه يؤكد أن المقاومة لا تموت ولهذا من الواضح أن الكيان الصهيوني سوف يفشل في القضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في فلسطين بل ستزداد الأمور سوءاً بالنسبة للكيان الصهيوني، فمجموعة “عرين الأسود”، تشكل معادلة قوية في الصراع مع المستعمرين، وأصبحت قادرة على قلب الموازين في الضفة المحتلة والقدس بعد أن نجحت في تحويل البيئة الأمنية لجيش الاحتلال ومستوطنيه إلى حالة من الرعب المتواصل، وكل هذا بهدف تعميم حالة المقاومة وإشعال الضفة بركاناً في وجه المعتدين، للانعتاق من الاحتلال وإجرامه غير المسبوق.
خوف الكيان الصهيوني يظهر في وسائل الاعلام العبرية
جميع الشواهد والأحداث الاخيرة تدل وبشكل قاطع أنّ المُقاومة في الضفة الغربية عائدة بقوة، فالحراك الفلسطيني الذي تشهده الضفة الغربية هو حراك مقاوم، شبه دائم وليس مرتبطاً بحالة معينة، وفي هذا السياق يتضح أن المقاومة في الضفة هي الآن على أشد ما يكون حيث سبق وأن اعترف الجِنرال غانتس في تصريحاتٍ صِحفيّة سابقة أن مدينتيّ نابلس وجنين تُشَكِّلان تحدّيًا خطيرًا مُعقّدًا "للجيش الإسرائيلي"، بسبب الدّعم الشّعبي الكبير الذي يحظى به الشّباب النّشطاء فيهما في إشارةٍ إلى الخلايا المُسلّحة في المدينتين، وخاصَّةً مجموعة “عرين الأسود” التي تأسّست في مدينة نابلس القديمة ومُخيّم بلاطة للاجئين كرَدٍّ على المجزرة التي ارتكبتها قوّات إسرائيليّة لتصفية ثلاثة شُبّان استَشهدوا بإطلاق 500 رصاصة على سيّارتهم، وكانَ يُمكن اعتِقالهم أحياء.
في تصريحات جديدة للكيان الصهيوني اعترفت وسائل إعلام صهيونية موخراً أنه إذا اجتمع 100 مقاتل فلسطيني مسلح معًا ، فيمكنهم تقويض الأوضاع الأمنية لإسرائيل.حيث حذرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية المؤسسات الأمنية من الوضع الحالي في الضفة الغربية وادعت أنه يمكن اليوم القول إن الضفة الغربية أصبحت مستودع أسلحة كبير و إمكانية السيطرة على عشرات الآلاف من الأسلحة وإذا كان هناك صراع حاد فسيكون صعبًا للغاية.
وفي هذا الصدد لا يخفى على أحد أن الأوساط الإسرائيلية تشهد حالة من الخوف والهلع بسبب تزايد عمليات المقاومة في الضفة الغربية وفي مدينة نابلس حيث إن الضفة الغربية المحتلة تعيش منذ فترة طويلة على صفيح ساخن وبالأخص في الفترة الأخيرة، وبالتالي ونتيجة للعمليات التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني فإن القلق الأمنيّ الإسرائيليّ من المقاومين في نابلس وبالتحديد مجموعة “عرين الأسود”، قد وضع تل أبيب امام العديد من السيناريوهات الخطيرة حيث تتحدث وسائل الإعلام العبرية أن العمليات وكرة اللهب والغضب الفلسطيني يمكن أن يقلب الامور رأساً على عقب،الإعلام العبريّ تحدث خلال الأيام الماضية عن خطر محتمل في الضفّة الغربيّة المُحتلّة فما تخشاه القيادة الإسرائيلية هو اندلاع شرارة اللهب وقيام المقاومين بعمليات ضدها .
وفي هذا السياق ومن خلال التصريحات على وسائل الإعلام الصهيونية يتبين تصاعد المخاوف لدى المسؤولين في الجهاز الأمني من اتساع رقعة عمليات إطلاق النار التي تشهدها الضفة حيث باتت تشكل الضفة الغربية بالنسبة للكيان الصهيونيّ نقطة أمنية ساخنة جدًا ويتم التعامل معهما بحذر شديد للغاية تماماً كالعاصمة الفلسطينية القدس، ووفقاً للإعلام العبريّ، فإن مخاوف الكيان الصهيوني من قيام المقاومة بعمليات سيضع المسؤولين الصهاينة امام وضع صعب حيث إنهم لا يملكون حلولاً لمواجهة هذا التهديد.
الضفة الغربية كابوس "إسرائيل" الجديد
لا بد من القول إن مقاومي الجيل الثالث" في الضفة الغربية يعدون الأشد خطراً على أمن كيان الاحتلال الذي بدأ جيشه يصطدم بنوع آخر من المقاومين يمتازون بأنهم الأكثر جرأة وشجاعة، ويسعون للمواجهة ويرفضون الاستسلام، ولا يهمهم سوى انتصار قضيّتهم على جيش الاحتلال الصهيوني، لتبقى الضفة الغربية وأبطالها عنوان المرحلة القادمة التي ستغير بلا شك كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة.
وفيما يخص دعوة حركة الجهاد الإسلامي لتوسيع دائرة حركة المقاومة المسلحة وتسليح الضفة الغربية يبدو واضحاً أن المقاومة المسلحة في الضفة الغربية هي كابوس "إسرائيل" المؤرق، حيث إن دعوة حركة الجهاد الإسلامي لتسليح الضفة الغربية حملت رسائل كثيرة منها أن الضفة الغربية أصبحت اليوم نقطة أمنية ساخنة جدًا فالمقاومون من الناحية العسكرية أكثر حنكة، وقد أعادوا تموضعهم من جديد، ولا يخفى على أحد ذلك .
مغالطات صهيونية
في الوقت الذي يجب على الكيان الصهيوني الاعتراف بالفشل الذريع بشكل واضح ، مازال الكيان الصهيوني يكابر ويحاول خلط الأوراق حيث يرى الكيان الغاصب أن العمليات الاخيرة زُرعت بذورها في عملية حارس الأسوار ، من جهةٍ اخرى يحاول الكيان الصهيوني أن يكيل التهم حول منفذي العمليات الفلسطينية فقد قال محللون إسرائيليون إن “هؤلاء المنفذين تأثروا بأيديولوجيات متطرفة " ولكن في الواقع فإن تواصل العمليات التي ينفذها الفلسطينيون في الداخل المحتل تأتي كرد على الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين .فمهما حاول الكيان الصهيوني خلط الأوراق لن ينجح في ذلك، وتبقى التصريحات للكيان الغاصب تندرج ضمن الفشل الذريع الذي لحق به، فخلال الايام الماضية أُربكت قيادته الامنية والسياسية، حيث إن نجاح منفذي العملية هو كسر لكل منظومات الأمن الصهيوني،
من الجدير بالذكر أن العملية الاخيرة أتت في وقت سبقه العديد من الاجتماعات الأمنية والعسكرية الصهيونية على أعلى المستويات لوضع سيناريوهات التصدي لاحتمالات التصعيد في رمضان، وعلى الرغم من كل التحذيرات والإجراءات المتخذة،.فالجرأة والبطولة العالية لمنفذ العمليات الأخيرة ستشكل محفزا للمزيد من الشباب الثائر للانطلاق والمبادرة الثورية في تنفيذ المزيد من العمليات البطولية التي ستحفل بها الأيام القادمة.
في النهاية يجب على الكيان الصهيوني أن يعلم أن الضفة لم تعد كالسابق والمقاومة تتطور كماً ونوعاً، مع ارتفاع احتمالات أن تنفجر الأوضاع أكثر وأكثر هناك بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم، حيث أكّدت صحيفة “هآرتس” العبرية، في وقت سابق، أن الحكومة الصهونية قد حققّت رقماً قياسياً من ناحية قتل الفلسطينيين.
واليوم نجد أن الإسرائيليين يعترفون بشكل كامل بمواجهة انتفاضة ذات صفات مختلفة ونتائج مذهلة، حيث إنّ الدوائر الأمنية الإسرائيلية لم تكن مستعدة لقبول تشكيل الانتفاضة إلا بعد فترة طويلة من اندلاعها، وبعد العمليات الاستشهادية للفلسطينيين، والتي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة وبعد أن انتشرت الانفجارات في مناطق وأماكن مختلفة، فقد ساهم توسع الاستيطان على نحو غير مسبوق، وانتهاكات الاحتلال في القدس في زيادة التفاف الشباب الفلسطيني والالتحاق بالكتائب المقاومة، وأبرزها كتيبة "عرين الأسود"، كما عزّز هذا المسار إحصائيات سابقة تعكس أرقاماً حقيقية لتنامي الفعل المقاوم، إذ سجلت إحصائية رصدت فيها عمليات المقاومة خلال العامين المنصرمين، ففي عام 2020 نفذت 29 عملية إطلاق نار، وفي عام 2021 نفذت 191 عملية، وهذه الأرقام تشكل هاجساً أمنياً للعدو المجرم.