الوقت- تدل المعطيات الجديدة التي نشرتها وزارة صحة الاحتلال الاسرائيلي على ارتفاع معدلات الانتحار داخل الكيان، ما يستدعي صحافة العدو لأن تتابع هذه الحالات بعناية كبيرة موجهة اصبع الاتهام للمسؤولين عن ضبط الداخل الصهيوني وضمان آمانه.
حيث نشرت وزارة صحة الاحتلال الاسرائيلي إقدام 390 شخصاً على الانتحار بينما أقدم 342 شخصاً في العام 2015 تباعاً للاحصائيات المقدمة بين الحين والآخر.
هذه النسب تدل على ارتفاع نسبة الانتحار من 5.6 حالات انتحار لكل 100 ألف إنسان إلى 6.2 حالات .
ومعظم هذه الحالات كانت بين الفئات العمرية 15 -24 ..وهي نسبة كبيرة مقارنة ببقية الفئات العمرية الأخرى .
وسجلت حالات الانتحار انخفاضا لكل 100 ألف شخص منذ العام 2012. ففي الأعوام 2012 – 2014 انخفض معدل حالات انتحار الفتية في سن 15 – 18 عاما بنسبة 63%، وبين الأعمار 19 – 21 بـ65%، وبين الأعمال 22 – 24 عاما بـ38%.
وانخفضت حالات الانتحار إلى نسبة 5.6 حالات لكل 100 ألف شخص في العام 2015، بعد أن كانت هذه النسبة 8.9 قبل ذلك بعشر سنوات، أدت إلى شعور بأن مشكلة التفكير الانتحاري في إسرائيل باتت قريبة من الحل.
من جهة أخرى، وخلافا لاتجاه انخفاض حالات الانتحار، فإن عدد محاولات الانتحار يرتفع باطراد. وسُجلت 6527 محاولة انتحار في العام 2016، ووصل منفذوها إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات، مقابل 6409 في العام 2015. وارتفع هذا العدد في العام الماضي إلى 6731 محاولة انتحار. وبيّنت معطيات مجلس سلامة الطفل أنه في العام 2017 تم تسجيل 861 محاولة انتحار بين أولاد وفتية دون سن 17 عاما، وبينهم 292 ولدا دون ال 14 عاما.
وصرحت وزارة صحة الاحتلال خلال مناقشة لجنة التربية والتعليم في الكنيست أنها ستحول ميزانية أربعة ملايين شيكل من أجل العمل على تفعيل برنامج وطني يرمي إلى منع أفكار الانتحار بين الفئات العمرية الصغيرة والفتية...
حيث ذكر "الإعلام العبري" أن التوجه الآن هو حول الاطفال واليافعين ...في المراحل الدراسية من أجل العمل على احتوائهم من خلال نشاطات وبرامج تعمل على استبعاد الأفكار التي تؤدي إلى الانتحار وحل هذه المشاكل عبر أطباء اختصاصيين في العلاج النفسي .
البروفيسور حغاي حرمش، أشار إلى أن "عدد الموتى جراء الانتحار أعلى من عدد الموتى في حوادث الطرق.
لكن من أجل معالجة ذوي الأفكار الانتحارية يخصصون أربعة ملايين شيكل وللحودث 400 مليون شيكل".
ورأى مدير مستشفى الصحة النفسية "غيها"، البروفيسور غيل زلتسمان، أن "الانتحار هو سلوك معقد، نابع من وجود عدة عوامل شخصية وبيئية. ويصعب ربط اتجاهات تزايد أو انخفاض نسبة الانتحار بعامل واحد عيني".
وتؤكد مصادر عبرية مطلعة أن أعداد حالات الانتحار تزايدت بشكل كبير في الأعوام التي تلت عام 2016 .
حيث لم تقم وزارة صحة الاحتلال بنشر أي معلومات وتقارير عن الأعداد الحقيقة وخصوصا عن الفئة اليهودية التي من أصول أفريقية.
حيث تتزايد أعداد حالات الانتحار فيها بسبب التمييز الطبقي داخل المجتمع الاسرائيلي العنصري اساساً.
وبعد كل ما ذكر يحاول الكيان الاسرائيلي الاستمرار في إظهار نفسه على أنه لا يزال يمتلك القوة في الاستمرار بتقديم نفسه بصورة متماسكة أمام العالم، متناسيا الوضع الداخلي الهش في البيئة الاجتماعية التي يقودها ويتحمل توابع ردود أفعالها والتي تؤثر بشكل فعلي على بقائه وزواله وهو الآن بلا شك في غمار خوض معركة كبيرة ربما يخسر الرهان في ضبط داخله واستعادة السيطرة عليه قبل أن ينفجر الوضع.