الوقت - أشار المحلل السياسي الإسرائيلي تسيفي باريل إلى غياب رئيس الإمارات محمد بن زايد عن القمة الأخيرة لرؤساء الدول العربية، واعتبره علامةً على التوتر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأعلن تسيفي باريل في صحيفة "هآرتس" الصهيونية، أن قمة الدول العربية عقدت الجمعة الماضية، ورغم دعوة رسمية من محمد بن سلمان لابن زايد إلا أنه لم يشارك في هذا الاجتماع. واعتذر رئيس الإمارات عن عدم حضوره الاجتماع، لكن ذلك لا يخفي التوترات بين حكام الإمارات والسعودية.
وأضاف إن الخلافات بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان اشتدت بعد طلب رئيس الإمارات زيادة حصة إنتاج النفط في بلاده. ويتجه الطلب الإماراتي بشكل أساسي إلى الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حيث تلعب السعودية دور "الرائد في صنع القرار" وتعارض زيادة حصص الإنتاج.
وحسب هذا المحلل الإسرائيلي، اعتبر ابن زايد أن إصرار السعودية على خفض إنتاج النفط يهدف للإضرار بالإمارات، وبعد هذا القرار السعودي، هددت الإمارات بمغادرة أوبك بلس واتخاذ القرار بناءً على مصالح بلادها.
ويضيف التقرير: إن الحرب في اليمن هي قضية توتر أخرى في العلاقة بين ابن زايد وابن سلمان، لأن أبو ظبي كانت الشريك الرئيسي للرياض في الحرب التي استمرت 8 سنوات. ففي عام 2019، بدأت الإمارات في سحب قواتها، ثم في أوائل عام 2020 أعلنت رسميًا عودة قواتها من اليمن. ويعتبر العديد من المراقبين هذا الإجراء الإماراتي، بمثابة نهاية للتحالف بين الرياض وأبو ظبي للحرب على اليمن.
وأكد تسيفي باريل أنه "رغم إعلان أبو ظبي أنها ستستمر في مساعدة السعودية في الحرب، بدأ السعوديون يتحدثون عن خيانة أبو ظبي للمصالح المشتركة للبلدين".
إضافةً إلى ذلك، حتى بعد انسحاب قواتها، لم تتوقف أبوظبي عن التدخل في شؤون اليمن، ودعمت التنظيم المعروف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وكانت تدعي في مطلع عام 2020 التوقف عن المشاركة في هذه الحرب، لكن السعودية وصفت هذه الإجراءات بأنها أحادية الجانب.
وكتب هذا المحلل الصهيوني: القضية الثالثة التي أدت إلى تصاعد الخلافات بين السعودية والإمارات، هي المنافسة الاقتصادية بين هذين البلدين لجذب المستثمرين والشركات الأجنبية، لأن كلا البلدين يقدمان عروضاً ماليةً كبيرةً لبعض الشركات للترويج للسياحة.
استأنفت أبو ظبي العلاقات الدبلوماسية مع سوريا منذ حوالي عام. ومثل الإمارات العربية المتحدة، لا تطبق السعودية العقوبات الأمريكية على روسيا، ولديها تعاون وثيق مع الصين.
وشدد بريل على أن مثل هذه المنافسة "ليست استثنائيةً، ويبدو أن هذه الخلافات لم يكن من المفترض أن تصل إلى قمة الدول العربية، لكن عندما لم يستجب محمد بن سلمان لدعوة محمد بن زايد لاجتماع الدول الخليجية في أبو ظبي في يناير، ثم لم يشارك في اجتماعين في الإمارات العربية المتحدة، انکشفت الخلافات الخفية بين هذين الحاكمين مرةً أخرى.
وكتب هذا المحلل الصهيوني أن ابن زايد لم يحضر لاحقًا الاجتماع الذي نظمه ابن سلمان للرئيس الصيني شي جين بينغ مع قادة المنطقة في الرياض في ديسمبر الماضي، وبدلاً من ذلك أرسل ممثلًا نيابةً عنه.
وفي وقت سابق، كتب موقع "عربي 21" الإخباري أنه بصرف النظر عن قضية التغيب عن الاجتماعات وتقليص المستوى الدبلوماسي بين البلدين، فقد أوجدت السعودية خطابًا إعلاميًا جديدًا ضد الإمارات بقيادة مجموعة من الصحفيين السعوديين المشهورين، وهذا الخطاب يتعارض مع الإمارات.
وأضاف الموقع: لقد تزايدت الخلافات الحدودية بين البلدين، وخاصةً بعد اكتشاف موارد نفطية جديدة، وانعكست هذه الخلافات في حركة البضائع بين حدود الإمارات والسعودية، حيث تشهد منطقة "الغويفات" الحدودية أزمة توقف مئات الشاحنات، لأن حرس الحدود السعودي رفض إصدار التصاريح اللازمة للسائقين الإماراتيين.
وحسب هذا التقرير، تمكنت الإمارات والسعودية من إبقاء خلافاتهما خلف الأبواب المغلقة في السنوات الماضية، ولکن تزايد التغيب المتكرر عن الاجتماعات الرسمية للبلدين والخلافات حول اليمن وقضايا النفط والحدود. وكل هذا يدل على تفكك التحالف السعودي الإماراتي، حيث تغيرت العلاقات بين البلدين إلى مستوى التنافس على دور الحوكمة الإقليمية والاقتصادية.
يشار إلی أن القمة الـ 32 لرؤساء الدول العربية قد انطلقت في جدة يوم الجمعة 29 مايو، وسط آمال كبيرة بين المشاركين في حل الأزمات والمشكلات العربية والإقليمية المعقدة.
وكانت عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وعلاقات الدول العربية مع جيرانها، وأزمة السودان والقضية الفلسطينية، على رأس جدول أعمال هذه القمة.