الوقت - في مرابع قبيلة حمر النواظر نشأ طراد محمد المسلط الفايز شيخاً حكيماً وسيداً من ساداتها الكبار ويتمتع باستقلالية تامة في آرائه ومواقفه دونما تشدد او تعصب بعد مسيرة طويلة خدم الدولة بصدق وانتماء وأخلص للقيادة والوطن بالعمل والولاء والوفاء.
كانت مواقفه على الدوام وما زالت جريئة وشجاعة ومشرفة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وهو يشيد بصمود وثبات المرابطين في المسجد الأقصى ويطالب بمساندتهم ويردد لرفع عزيمتهم فلسطين ليست قضية للمتاجرة والمزايدة ولن ننسى تصريحاته اللاذعة في فضح نوايا الاحتلال الاجرامية وسلوكه الهمجي ناهيك عن ذمه المتواصل لسياسات التطبيع ومهاجمته للمطبعين
خلال زيارته الأخيرة والوفد المرافق له لفلسطين المحتلة في مسعى لحل خلاف بين عائلتي أبو عيشة والجعبري أواخر تموز الماضي حقنا للدم الفلسطيني ومن قلب فلسطين المحتلة ووسط ابناء عشائر النقب في مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة مرقد مجرمي الحرب الدوليين دافيد بن غوريون وارئيل شارون صرح الشيخ الفايز على رؤوس الاشهاد هذه فلسطين أرض العروبة وأرض الإسلام لا حضارة غربية يهودية فيها لقد اغضب وافزع اليهود حينما قال الحقيقة التي يعرفها كل إنسان مخلص لعقيدته وعروبته وهي ان فلسطين رئة الأردن الأخرى أمانة في أعناق الأردنيين وخاصة الضفة الغربية التي احتلت في عهد الأردن وأن أي جرح فلسطيني يعد جرحا أردنيا وسنبقى مع أحرار فلسطين وشبابها وان من يتعامل مع إسرائيل في يوم من الأيام سيعود إلى رشده وهي المقولة التي تجسدت نوعا ما بعدما تعرض المسجد الأقصى إلى الاعتداء عام 1969.
بلا خوف وغير مواربة طالب القاضي العشائري الشيخ طراد الفايز كبير شيوخ قبيلة بني صخر الفايز الشباب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 بالعمل على إنهاء الاحتلال والنهوض لقتال العدو الصهيوني بكل السبل والوسائل المشروعة والمتاحة وهو ما اعتبرته أياليت شاكيد وزيرة داخلية الاحتلال انتهاكا لشروط التأشيرة وتحريضا خطير ضد الكيان الإسرائيلي الأمر الذي دفعها الى اتخاذ قرار بمنعه من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة في المستقبل بعد حملة شعواء من قبل ناشطين يمينيين صهاينة ضده بعد القرار الإسرائيلي.
وفي معرض رد الشيخ الفايز عليه صرح الشيخ الفايز علانية بأن الكيان الصهيوني يتخبط وهو إلى زوال ويجب أن نعمل جميعًا لتحقيق هذه الغاية وانه سيدخل فلسطين العربية رغم انف الاحتلال وهي محررة بأذن الله تعالى كما أعرب عن فخره العظيم واعتزازه الكبير بقرار منعه من دخول الأراضي الفلسطينية بسبب تصريحاته التي فسرت بانها تحريض خطير ضد دولة الكيان واعتبره بمثابة وسام شرف يضعه على صدره وانه أصلا لم يكن يرغب يزيارة فلسطين وهي تحت حراب الاحتلال لولا تلك المشكلة العشائرية الملحة ولهذا لم يسمح للسلطات الإسرائيلية بختم جواز سفره لأنه لا يتشرف بختم قوات احتلال وأشار حينها الفايز إلى أنه "واحد من بين عشر ملايين أردني ومع ذلك هزّ إسرائيل"، متسائلاً: "ماذا لو تحرّك العشرة مليون؟".
وفي ذلك الوقت اعتبر الفايز أن تصريحه آنذاك استفز السلطات الإسرائيلية واعتبر "تصريحا خطيرا" لأنه جاء خلال وجوده داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقبل وقت قصير من اتخاذ الوزيرة في الحكومة الاسرائيلية السابقة لقرار رسمي بإبعاد ومنع الزعيم والقاضي العشائري الشيخ طراد الفايز أحد أبرز المشايخ في الاردن من دخول الأراض المحتلة كان مضيفه في مناطق بئر السبع يذبح أكثر من 110 رؤوس من الغنم لتكريم ضيفه الشقيق خلال استقباله مع أقربائه ، ولكن الزيارة انحرفت عن مسارها الاجتماعي بالاتجاه السياسي والوطني.
وأصبحت بمثابة رسالة توضح للإسرائيليين ولغيرهم طبيعة مشاعر قادة ورموز القبائل الأردنية الأساسية وخصوصا ان الشيخ طراد الفايز ظهر مرتين على الأقل أثناء استقباله من قبل قادة عشائر ووجهاء وسياسيين فلسطينيين في إطار خطابات عامة يدعو فيها الشعب الفلسطيني الى توجيه البنادق والرصاص الى وجه المحتل.
وهي دعوة أثارت غيظ السلطات الإسرائيلية الأمنية والتي حاولت التلويح باعتقال الشيخ طراد الفايز علما بان الأخير عبر بعد عودته من زيارته المثيرة لفلسطين عن خيبة أمله ليس لأنه لم يعتقل من جهة الإسرائيليين لا بل لان أمله الوحيد كان السقوط شهيدا على تراب فلسطين الطاهر.
وهو ما قاله الشيخ الفايز أمام نخبة شخصيات وطنية مؤخرا في اجتماع استضافه الناشط والوجيه الاجتماعي ظاهر عمرو.
وقف الشيخ طراد الفايز آنذاك وسط جماهير غفيرة من مستقبليه في مناطق فلسطين المحتلة عام 1948 ووجه رسالته بأسماء أخوة الشعب المقاوم في فلسطين المحتلة داعيا الى تفعيل المقاومة وتوجيه الرصاص لرأس العدو وفعل الشيخ طراد الفايز ذلك في بئر السبع و في قرى مدينة الخليل وتجول بين الفلسطينيين في زيارة كانت مفعمة بالرسائل الوطنية باسم الشعب الاردني شرق نهر الاردن.
وهنا حصر سجل الرجل العديد من الاعتبارات والملاحظات التي تحدث عنها بحماس لكل من صافحه في الاردن بعدما أصبح الشيخ طراد الفايز رمزا للحالة الشعبية والعشائرية التي تؤمن بقداسة حقوق الشعب الفلسطيني فهو يرى بان قضية فلسطين بالنسبة للأردنيين قضية عقيدة وليست قضية سياسية .
وان الشعب الأردني مستعد للشهادة في إطار الدفاع عن ثوابته وان القيادة السياسية عليها ان تحترم وتقدر اتجاهات ومواقف ومشاعر الشعب الاردني فيما يستطيع الاردنيون التعامل مع الجوع و كل الاحتمالات مقابل البقاء في منطقة الثبات الفلسطيني.
لاحظ الشيخ طراد عندما زار بئر السبع بان مضيفه “السبعاوي” وهو أحد مشايخ قبائل بئر السبع تزوج 9 مرات ولديه 41 ابنا ذكرا و50 ابنة أنثى واعتبر ان المسألة لا علاقة لها بتكرار الزواج بقدر ما تمثل رسالة وطنية ابناء بئر السبع وانحيازاتها.
وابلغ الشيخ طراد أن أهالي بئر السبع وقادتها كان يمكنهم الحصول على كل التسهيلات اللازمة لبناء مدن سكنية لكنهم قرروا البقاء في خيمهم وقد لاحظ الشيخ طراد بان من التقاهم من أبناء قبائل بئر السبع هم الأكثر ايمانا لا بل تطبيقا للسلاح الديموغرافي فعندما احتلت فلسطين كان العدد نحو 110 آلاف شخص اما اليوم فعدد أبناء قبائل بئر السبع اكثر من 400 الف شخص وبالمقابل لا تتعلق المسالة بالمال ولا بالرجال فإحدى الخيم التي جلس الشيخ طراد فيها ضيفا كان أمامها سيارات لصاحب الخيمة البدوية بقيمة لا تقل عن نصف مليون دينار على الاقل.
لكن أبناء بئر السبع لا يشيدون المباني لأنها ستهدم من قبل الاحتلال و تلك السيارات تستخدم لإرسال الأطفال الى المدرسة الى مسافة لا تقل عن 40 كيلومترا وحتى لإحضار المياه والطعام ايضا الى مسافة لا تقل عن 50 كيلو مترا.
أخيرا يتفق الجميع على أن الشيخ طراد قدوة ومثال يحتذى في الشجاعة والجرأة والإخلاص والتفاني للأجيال القادمة وهو يصدح بقول الحق في حضرة صهيونية جائرة.