الوقت- بينما اختتمت في بغداد اعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي لدراسة القضايا السياسية والاقتصادية العربية، والتي بدأت يوم السبت تحت شعار " بدء تعزيز دور العراق في الدول العربية ". وحسب تقارير إعلامية عراقية، فقد شاركت في هذا المؤتمر 18 دولة عربية، بما في ذلك 14 رئيسًا للبرلمان و4 ممثلين عن رؤساء البرلمان. في 15 كانون الثاني (يناير)، تولى العراق رئاسة اتحاد البرلمانات العربية، وتولى محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب في البلاد، رئاسة اتحاد البرلمانات العربية.
اهداف لقاء بغداد
الاتحاد البرلماني العربي هو منظمة عربية تأسست في يونيو 1974 بهدف عام هو محاولة تنمية التعاون العربي من خلال المؤسسات التمثيلية والسياسية والنقابية. الهدف الآخر لهذا الاتحاد هو التعبير عن رغبات وقضايا المواطنين العرب والتنسيق والتعاون بين البرلمانات العربية في مواجهة الأخطار والتحديات التي تهدد الأمن القومي للعرب في مختلف المجالات.
يضم مجلس جامعة الدول العربية الأردن والإمارات والبحرين وتونس والجزائر وجيبوتي والمملكة العربية السعودية والسودان وسوريا والصومال والعراق وعمان وفلسطين وقطر وجزر القمر والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن.
تنعقد الدورة الرابعة والثلاثون للاتحاد البرلماني العربي في وضع خطت فيه بغداد في السنوات الأخيرة خطوة عالية لتعزيز العلاقات مع الدول العربية وإحياء مكانة الماضي البارزة في العالم العربي. وفي هذا الصدد، أكد ميشال موسى، عضو مجلس النواب اللبناني وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، أن العراق يلعب دورًا مركزيًا في إقامة العلاقات بين الدول العربية وحل الخلافات الإقليمية.
وقال عضو مجلس النواب الصومالي السعيد محمد محمود: "يشهد العراق عودة قوية للمؤتمرات التي تعمل على حل المشاكل وتوحيد الدول العربية".
من جهته اشار فهمي الزعارير امين المجلس الوطني الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي الى ان "العراق يتخذ خطوات كبيرة لإحياء دوره كقائد عربي"، مشيدا بـ "دور مجلس النواب العراقي وقدراته التنظيمية العالية في استضافة الاتحاد البرلماني العربي".
كما قال عضو مجلس سلطنة عمان حمود بن أحمد اليحيائي، في إشارة إلى علاقات بلاده مع العراق وفتح المجال الاقتصادي بين البلدين: "المؤتمر سيكون نجاحا كبيرا في دعم تلاقي العرب وعودة العراق الى الصف العربي". من جهة أخرى، وكما يتضح من شعار هذه الجولة من المؤتمر، فإن دعم استقرار العراق كدولة عربية مهمة على جدول أعمال اجتماع بغداد.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي في مؤتمر البرلمان العربي في بغداد، "إننا نؤكد دعمنا لجهود العراق في تحقيق تطلعات الشعب العراقي". وأضاف: "استقرار بغداد وأمنها ركن من أركان الأمن الإقليمي، وعراق آمن وموحد لصالح الأمة العربية".
كما أشار الدكتور عبد السلام نصية عضو مجلس النواب الليبي وعضو اللجنة التنفيذية إلى "دور العراق في تنظيم فعاليات هذا المؤتمر الذي يدعم استقرار العراق"، وقال: " الكل يعرف الدور الكبير للعراق في التقارب العربي، ونحن سعداء بعودة العراق الى المحافل العربية".
رؤية العراق للتكامل العربي
إن تعزيز توجه العراق نحو استعادة مكانة البلاد المهمة السابقة في المجتمع العربي والمساعدة في تعزيز التقارب العربي كان نتيجة لفهم النخب السياسية والمسؤولين في بغداد للتأثير المباشر وغير المباشر لأوضاع البلاد على البيئة الإقليمية.. أدت التعقيدات في الصراعات بين القوى الإقليمية، وخاصة السعودية وإيران وتركيا، وكذلك التوتر القائم بين مجلس التعاون الخليجي وإيران، إلى استفادة العراق من العديد من المشاريع المربحة التي يمكن أن تحرك عجلة الاقتصاد العراقي. بما في ذلك خط أنابيب الغاز من قطر إلى تركيا عبر العراق، ومشروع السكك الحديدية بين الخليج الفارسي وتركيا عبر العراق.
يشير الوجود العراقي البارز في الوساطة في العلاقات الإيرانية السعودية والتقدم المحرز في هذا المجال إلى أن هذا البلد يمكن أن يكون فعالاً في إبرام اتفاقات سياسية على المستويات الإقليمية والعليا. وأثبت عقد قمة التعاون في آب / أغسطس 2021، بحضور معظم اللاعبين الإقليميين المهمين، قدرة العراق على خلق توافق سياسي إقليمي من شأنه أن يعيد الاستقرار إلى المنطقة.
الثقل والموقف غير المتوازن للمجلس العربي البيني في التطورات
وأوردت وسائل إعلام عراقية، في الساعات القليلة الماضية، أجزاء من البيان الختامي للاجتماع من كلمات بعض المسؤولين المشاركين في الاجتماع، بما في ذلك التوصية بإصدار بيان حول "إدانة المجزرة الجديدة بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني"، "اقتراح فتح حساب تمويل جديد في دولة عربية أخرى بدلاً من لبنان" (بسبب الوضع المالي لهذا البلد ومشاكل في سحب الودائع المتعلقة بهذه المنظمة من البنوك اللبنانية) وكذلك مقترح إعادة إدارة المجلس إلى مقره السابق في دمشق عاصمة سوريا.
هذا على الرغم من أن القضايا قيد التفاوض في البيان الختامي وحجم المشاكل والأزمات التي يتعامل معها العالم العربي، ومن جهة أخرى إمكانات ودور المنظمات العربية مثل الاتحاد البرلماني العربي أو اتحاد العرب ليس لديهم توازن في حل الأزمات، وقد قللت هذه القضية من وزن وأهمية قراراتهم في التطورات الدولية وحتى في الأحداث الداخلية للعالم العربي.
على هذه المنظمات أن تحل بشكل أكثر فاعلية مشاكل ومعاناة الدول العربية في سوريا وفلسطين واليمن والعراق وليبيا، وأن تتخذ خطوات عملية لحل الخلافات بين أعضائها. على سبيل المثال، من أهم القضايا التي نوقشت في هذا الاجتماع بشكل ضعيف قضية دعم نضال الشعب الفلسطيني ومواجهة جرائم المحتلين الصهيونيين.
مثال آخر هو عدم إدانة عدوان الكيان الصهيوني على الأراضي السورية. بالطبع، من المتوقع أنه مع عودة سوريا وتواجد العراق الأقوى، سنشهد إضعاف دور دول الخليج الفارسي في قيادة مثل هذه المؤسسات وقد نشاهد تغييراً ملحوظاً في نهج هذه المؤسسات تجاه الأزمات العربية.