الوقت- اختير "رون ديرمر" وزيرا للشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو السادسة، في وضع سادت فيه تكهنات كثيرة حول إمكانية اختياره وزيرا جديدا لخارجية الكيان الصهيوني. لكن يبدو أن الضغوط الداخلية في حزب الليكود دفعت نتنياهو إلى اتخاذ قرار في الساعات الأخيرة من تشكيل الحكومة بمنح مقعد وزارة الخارجية لـ "إيلي كوهين" من أجل إرضاء أعضاء حزبه وتعيين ديرمر كوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومته.
ديرمر، الذي كان مسؤولاً عن سفارة الكيان الصهيوني في الولايات المتحدة بين عامي 2013 و2021، له صلات وثيقة مع شخصيات متطرفة في الحزب الجمهوري الأمريكي، بما في ذلك جون بولتون.
أدت معرفة ديرمر التفصيلية للنظام السياسي وهياكل صنع القرار في أمريكا إلى ادعاء وسائل الإعلام الصهيونية أن ديرمر، هو وزير الخارجية بالأمر الواقع وهو محل ثقة نتنياهو، ومن المفترض أن يتابع القضايا الرئيسية للسياسة الخارجية للكيان الصهيوني.
نتيجة لذلك، يبدو أن إيلي كوهين، بصفته وزير خارجية الكيان الصهيوني، سيتعامل مع قضايا أخرى على هامش السياسة الخارجية لإسرائيل، وبدلاً من ذلك، فإن رون ديرمر مسؤول عن متابعة 3 قضايا مهمة وحيوية في السياسة الخارجية للكيان الصهيوني: أولاً، تطبيع العلاقات مع الدول العربية في سبيل الدفع باتفاق إبراهام وانضمام دول أخرى مثل السعودية. ثانياً، الأمور المتعلقة بإيران في السياسة الخارجية للكيان الصهيوني وأخيراً إعادة ترتيب العلاقات بين تل أبيب والبيت الأبيض.
ربما لهذا السبب تشير العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ديرمر على أنه وزير خارجية الكواليس للكيان الصهيوني، لأن نتنياهو يثق به شخصيًا أكثر. في الواقع، يبدو أنه خلافًا لرأي الجميع، فإن ديرمر بصفته وزيرًا للشؤون الاستراتيجية لا يتحمل المسؤولية نفسها التي كانت متوقعة من هذه الوزارة من قبل، وعلى عكس جلعاد أردان، وزير الشؤون الاستراتيجية الأسبق في الحكومة الصهيونية، فإن لديه مسؤوليات أكثر أهمية بكثير من أجل تحقيق الأهداف الدبلوماسية لحكومة نتنياهو.
يأتي إحياء وزارة الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو في وضع تم فيه حل هذه الوزارة في الحكومة السابقة للكيان الصهيوني برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد.
كما أن مسؤولية محاربة سياسات الدول الإسلامية في تمثيل جرائم الكيان الصهيوني، بما في ذلك احتلاله من جهة، والتصدي لحركة المقاطعة وحظر البضائع المصنعة في الأراضي المحتلة، من ناحية أخرى، تم تعيين "عميخاي شكلي"، الوزير الجديد لشؤون المغتربين. يُذكر أنه سيتم نقل 20 موظفًا من وزارة خارجية الكيان الصهيوني إلى وزارة شؤون المغتربين الصهيونية.
من وجهة نظر المراقبين في الأراضي المحتلة، سيشارك ديرمر في قضايا أكثر استراتيجية وأساسية في قضايا السياسة الخارجية لإسرائيل، لأنه أولاً، محل ثقة نتنياهو كثيرًا، وثانيًا، بسبب سنوات نشاطه الطويلة كسفير لإسرائيل في واشنطن، لديه فهم عميق للبنية السياسية الأمريكية، وله علاقات وثيقة مع شخصيات صنع القرار الرئيسية في النظام الدبلوماسي الأمريكي. ربما لهذا السبب ينظر البعض إلى رون ديرمر على أنه "وزير خارجية الظل" لنتنياهو.
بشكل عام، يبدو أن ديرمر سيلعب دورًا رئيسيًا في دفع قضية إيران في النظام الدبلوماسي الصهيوني، وبالتالي فإن زيارته إلى واشنطن كأول مسؤول كبير في حكومة نتنياهو ولقاءه مع المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض تثبت أن رئيس وزراء إسرائيل يحاول متابعة ملف إيران عبر ديرمر، بعيداً عن الضجيج الإعلامي ونشر تفاصيل الأخبار والمعلومات في هيكل الجهاز الدبلوماسي لهذا الكيان، ومن قبل شخص يثق به.