الوقت- تسببت الحرب والانهيار الاقتصادي وكذلك قيود تحالف العدوان السعودي على الواردات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات صنعاء، في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم ، حيث يواجه 16 مليون شخص المجاعة.
وقال برنامج الأغذية العالمي في يونيو / حزيران الماضي إنه استأنف التوزيعات الشهرية لنحو ستة ملايين شخص في المناطق اليمنية التي تشهد أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي بعد أن استجاب المانحون للتحذيرات.
ولقد ذكرت الأمم المتحدة، أن ملايين الاشخاص في اليمن، يقفون على عتبة المجاعة، لافتة إلى أن 20 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة.
ولفت منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن "ديفيد غريسلي"، في مؤتمر صحفي بجنيف يوم أمس، إنه بعد 7 أعوام تقريباً من الصراع، يحتاج 20 مليون شخص أي ثلثي السكان، للمساعدة.
وأضاف: "5 ملايين يقفون على عتبة المجاعة، بينهم 400 ألف طفل". وتابع "غريسلي"، إن الاقتصاد اليمني منهار، وأسعار الغذاء ارتفعت، ويصعب توفير السلع. وتسبب اتساع الصراع في تفاقم الوضع بالنسبة لعدد لا حصر له من الأشخاص وخصوصا جنوب البلاد، حسب المبعوث الأممي الذي قال إن "أسوأ أزمة انسانية في العالم تتأجج في اليمن".
وعلى هذا المنوال نفسه، حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن الأموال اللازمة لإطعام ملايين الأشخاص في اليمن الذي مزقته الحرب قد تنفد في غضون أسابيع ، ودعا المانحين إلى ضخ المزيد من الأموال لتجنب مجاعة واسعة النطاق.
وقال "ديفيد بيزلي" المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي لرويترز إن النصف الأول من عام 2022 سيكون قاسيا بالنسبة لليمن الذي يتأرجح على شفا المجاعة بعد قرابة سبع سنوات من الحرب بين تحالف العدوان السعودي وقوات صنعاء. وقال "بيزلي"، "نفد المال لدينا في غضون أسابيع قليلة. لا أرى كيف لا نتجنب، في هذه المرحلة، مجاعة ذات أبعاد، دون ضخ كميات جديدة من الاموال الإضافية."
وفي السياق نفسه، قال الصليب الأحمر إن العالم يجب ألا يحول انتباهه عن محنة أولئك الذين عاشوا خلال الحرب المستمرة في اليمن، وحث على مواصلة تقديم المساعدات بينما تجتذب حرب أوكرانيا انتباه العالم. وقالت كاتارينا ريتز، رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، إن المناقشات مستمرة حول تبادل الأسرى المحتمل في المستقبل بين انصار الله والتحالف السعودي.
وأضافت: "أعتقد أن واجبنا هو الاستجابة بشكل متساو للاحتياجات وبذل قصارى جهدنا. علينا أن نضيف أوكرانيا إلى جميع الأزمات، لكن لا ينبغي لنا أن نتحول"، مشيرة إلى أن "إمدادات القمح سيكون لها تأثير على الإمدادات الغذائية لليمن. آلية التكيف في البلاد محدودة للغاية، وأعتقد أن ذلك سيكون صراعا كبيرا". وأكدت أن الصليب الأحمر يواصل الوصول إلى الاسرى لدى صنعاء وحكومة هادي، مبينة أن "الحوار بين الطرفين مستمر. المفاوضات لم تتوقف أبدا. أعتقد أنه من المهم أيضا الحفاظ على مشاركة الأطراف على الطاولة".
وشدّدت ريتز على أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملت مع التحالف الذي تقوده السعودية وكذلك مع انصار الله واحزاب أخرى في الحرب للتأكيد على أهمية حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية في البلاد.
وفي سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الجمعة الماضي، من انزلاق ملايين اليمنيين إلى المجاعة، في حال عدم اتّخاذ إجراءات عاجلة في هذا البلد المأزوم. وأكدت المنظمة الأممية في تغريدة على موقع "تويتر" أن "الأطفال في اليمن لا يتضوّرون جوعاً بسبب نقص الغذاء، ولكن لأن أسرهم لا تستطيع تحمل تكاليف الطعام".
وأضافت "اليونيسف" إنه "دون اتخاذ إجراء عاجل، يمكن أن يهوي الملايين في المجاعة. اليمن لا يحتمل الانتظار"، مشددة على أنه "لا يمكن التقليل من شأن تأثير الانهيار الاقتصادي على الأزمة الإنسانية في اليمن". واستمرارا للمآسي التي يعيش فيها أنباء الشعب اليمني جنوبا وشمالا، كشفت الأمم المتحدة، قبل عدة أسابيع، أن نحو نصف الشعب اليمني يفتقرون إلى مياه الشرب النقية وخدمات الصرف الصحي، بسبب الصراع الدائر في اليمن للعام السابع على التوالي.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عبر حساب بعثتها في اليمن على "تويتر"، أن "اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وما يقرب من 15.4 مليون شخص يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي".
وقالت المنظمة إنها "زودت 2.1 مليون شخص بخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة العام الماضي في اليمن". ومنذ أيام، أعلنت الأمم المتحدة أن طفلاً واحداً يموت في اليمن كل عشر دقائق لأسباب كان من الممكن تفاديها بما في ذلك من جرّاء الجوع والأمراض.
ويعتقد عدد من المراقبين أن صمت الأمم المتحدة على مثل هذه التقارير، والتباكي على الشعب اليمني المكلوم، يكشف مستوى الضحالة الاخلاقية التي باتت تسير عليها الأمم المتحدة، باتخاذ اليمن أداة للتسول، بغرض إثراء جيوب مسؤولي الأمم المتحدة. وخصوصاً أن المنظمات الدولية العاملة في اليمن، تواجه اتهامات بالمتاجرة بالأزمة الإنسانية التي صنعها التحالف في اليمن.
وعلى صعيد متصل، ذكر العديد من المراقبين، أن الأمم المتحدة شريك أساسي في الابادة الجماعية التي تحدث للشعب اليمني من خلال صمتها وموفقتها على الحصار الجائر الذي تفرضه قوات العدوان على ميناء الحديدة منذ اكثر من خمس سنوات ونصف السنة والذي بدوره يهدد بكارثة انسانية بكل المستويات والمقاييس وعلى راس ذلك القطاع الصحي.
وأكد اولئك المراقبين، أنه لن تعود الحياة والحق في العيش على هذه الارض الا بالقضاء على الشرذمة التي تدعي أنها إنسانية وهي اليد الاساسية في كل الخراب في العالم. وطالب المراقبون الاحرار والكّتاب بتعرية الامم المتحدة أمام الملأ وكشف مخططاتها والجرائم التي تقوم بها.
وعلى هذا المنوال نفسه، أكد عدد من المسؤولين في حكومة الانقاذ الوطنية اليمنية، أن الأمم المتحدة منذ بداية العدوان منحازة بالكامل لدول العدوان نتيجة الهيمنة الأمريكية على القرار الاممي. وقالوا، إن "الموقف الأممي تجاه العدوان على اليمن، لم يعد صامتاً بل بات متحاملاً على الضحية لمصلحة القاتل".
ولفت المسؤولون اليمنيون في حكومة صنعاء إلى أن الوضع العام وخصوصاً الوضع الصحي ينذر بكارثة ولا سيما مع تفشي وباء كورونا الذي تسببت دول العدوان بدخوله الى اليمن والان تساهم في انتشاره من خلال منعها كل الاحتياجات اللازمة لمواجهته واخرها ازمة الوقود التي تسببت الى الان بوقف جزئي للكثير من المرافق الصحية التي هي في الاساس ضعيفة جدا وقليلة جدا نتيجة استهدافها بالغارات منذ بداية العدوان.