الوقت-قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنّه يريد "أطيب العلاقات وأفضلها مع السعودية"، مطالباً "بما يمكن تسميته مأسستها، كي لا تتأثر في كل مرة بفرد ما أياً يكن"، في إشارة إلى توتر العلاقات بين الرياض وبيروت بعد افتعال المملكة أزمة بعد تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي.
وأشار في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إلى أنّ العلاقات تأزمت من قبل بسبب الرئيس سعد الحريري، حيث "أمضينا سنة ونصف سنة لتأليف حكومة من أجل أن يصالح السعودية. وعندما أخفق اعتذر عن عدم تأليف الحكومة".
وتابع: "لا وسيط بيننا وبينها، لأن أصل الحل في التحدث المباشر مع المملكة. لكنه مقطوع الآن. مع رئيس الحكومة كذلك. ثمّة إشارات معالجة نحاول العمل عليها بكتمان، علّها تأتي بنتائج إيجابية من أجل فتح الحوار".
وفي ردٍ على سؤال حول علاقة "التحالف" بين التيار الوطني الحر وحزب الله بالأزمة الأخيرة بين البلدين، قال عون إنّ ما بين التيار والحزب "هو تفاهم وليس تحالفاً".
وأضاف: "الجميع يعرف، العرب والأميركيون والأوروبيون، أنني لا أستطيع محاصرة حزب الله الذي يحترم بالنسبة إليّ قواعد ثلاثاً أساسية لا غنى عنها: القرار 1701، الاستقرار الداخلي، عدم التعرّض لسفراء الدول التي صنّفته حكوماتها منظمة إرهابية أو رعاياهم كالأميركيين والبريطانيين والألمان ودول عربية".
وأكّد الرئيس اللبناني أنّه لا يختلف مع السعودية، و"كانت من أولى الدول التي زرتها بعد انتخابي"، لافتاً إلى أنّ الأزمة مع الرياض "بدأت يوم انهارت علاقتها بسعد الحريري وحدث ما حدث في تشرين الثاني/نوفمبر 2017. كان ذلك بداية الخلاف".
وبشأن موعد الانتخابات الذي أقرّه البرلمان اللبناني في 27 آذار/ مارس المقبل، قال عون إنّه لن يوقّع "مرسوماً يدعو الهيئات الناخبة إلى 27 آذار/مارس للاقتراع. إذا أتاني سأرّده من حيث أتى كي يصار إلى تعديله. لن أوافق على انتخابات نيابية سوى في أحد موعدين: 8 أو 15 أيار/مايو".
وشرح سبب اعتراضه على الموعد المحدد قائلاً: "إنّ 27 آذار/مارس يحرم آلاف اللبنانيين الذين يبلغون السن من الاقتراع، أضف الظروف المناخية غير الملائمة في هذا الوقت. لم يسبق أن جرت في لبنان انتخابات نيابية سوى في أيار/مايو أو حزيران/يونيو. حتى في حالات حل مجلس النواب، كان يدعى إلى انتخابات في الربيع، وليس في الشتاء".
وتابع: "يبدأ صيام رمضان في مطلع نيسان/ أبريل ويختتم في آخره، ما يتيح إجراء الاقتراع في الأسبوع التالي أو الأسبوعين التاليين. أما المتذرّعون بتعذّر إجراء حملاتهم الانتخابية في شهر الصوم، فلا جواب أبسط من القول إن مَن لم يُعدّ لحملته قبل صيام رمضان لا حاجة إليها إبانه أو بعده".
وأعرب عون عن تمسكه بـالـمركز الانتخابية الكبيرة (الميغاسنتر)، فمن خلاله "نقلل من مقاطعة الاقتراع تحت وطأة حاجة الناخبين إلى الانتقال إلى أماكن بعيدة حيث مساقطهم كي يقترعوا، فيصوّتوا حيث هم. لا نحتاج إلى جهد طويل وكبير لتجهيز الميغاسنتر التي لا تعدو كونها شبكة إلكترونية. بها نقلل المقاطعة، ونقطع دابر الرشوة من خلال نقل الناخبين في باصات المرشحين".
وعلّق على الأخبار التي تتحدث احتمال تعطيل نصاب المجلس الدستوري لمنع إبطال مواد في قانون الانتخاب بالقول: "سنكون عندئذ أمام فضيحة تبدأ بالمجلس الدستوري نفسه".
وأكّد أنّ "الانتخابات النيابية ستجرى، وهي الثانية في ولايتي، ولن يستطيع أحد وقف دورتها"، أما الانتخابات الرئاسية "فشأنها مختلف. لن يأتي بعدي رئيس كما قبلي. لن يكون بعد الآن رئيس للجمهورية لا يمثّل أحداً، ولا يمثّل نفسه حتى، بل ابن قاعدته. إذا وصلنا إلى نهاية الولاية سأترك قصر بعبدا حتماً لرئيس يخلفني".
وزار رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، الرئيس عون في قصر بعبدا، وأبلغه أنّه سيقوم بدعوة "مجلس الوزراء إلى الانعقاد قريباً لعودة الأمور إلى طبيعتها".
وقال إنّ البلاد دخلت في "تضخّم كبير جداً نتيجة تراكم سنوات من الدعم وللصراحة تمنياتنا اليوم العودة الى سياسة الدعم ولكن لا قدرة لنا لذلك لأن الأموال غير متوافرة".