الوقت- منذ أن بدأ العدوان على اليمن بتحالف دولي بقيادة الرياض وتحت إشراف وتوجيه أمريكي مباشر في عام 2015، لم يغب عن المشهد العسكري والقتالي في اليمن دور تنظيمي "القاعدة وداعش" في مختلف جبهات القتال ضمن معسكرات وجيش مرتزقة العدوان بشكل علني وواضح، حيث شاركت مجاميع مسلحة من التنظيمات التكفيرية جنباً إلى جنب مع مقاتلي ومرتزقة تحالف العدوان السعودي، حيث بدأت تقارير لبعض أجهزة المخابرات للدول الغربية في نشر معلومات تشير إلى مشاركة تنظيمي "القاعدة وداعش" في الحرب على اليمن إلى جانب دول العدوان تلى ذلك تقارير مطولة لمراكز البحوث المعنية برصد وتتبع مسار التنظيمات التكفيرية وذلك وفق أدلة دامغة ومشاهدات ميدانية من مسرح العمليات القتالية لتأتي بعد ذلك جميع التقارير السنوية للخبراء الدوليين المعنيين بمتابعة الحالة اليمنية وجميعها تؤكد أن تنظيم "القاعدة" ومعه تنظيم "داعش" يقاتلان إلى جانب دول العدوان ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية كما تم رصد أسلحة غربية في أيديهم كانت قد بيعت لدول تحالف العدوان في المنطقة.
وفي بداية مارس من العام ۲۰۲۱ نشر جهاز الأمن والمخابرات معلومات دقيقة عن نشاط عناصر تنظيم القاعدة شمل أسلوب حياتهم وهيكلهم التنظيمي ومناطق تواجدهم والتسلسل الإداري والعسكري فيما يسمى ولاية مأرب، موضحاً أن محافظة مأرب تمثل الشريان الرئيسي لتنظيم القاعدة في هذه المرحلة، وكل ذلك أصبح معلوماً لدى جميع من يتابع الشأن اليمني. الجدير بالذكر أنه في يناير ٢٠١٥ بدأ انتشار تنظيمي "القاعدة وداعش" على هيئة مجاميع مسلحة موزعة على أكثر من محافظة ليشكل حضوراً ميدانياً فاعلاً شمل تجنيد انصار التنظيمين في عدة محافظات في جنوب ووسط اليمن ، وذلك بعد أن عملا على استقطاب وتجنيـد الشـباب من خلال الترويج لأفكارهم التدميريـة ومناهجهم التكفيرية عبر المساجد والمدارس واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وفي مطلع ابريل ٢٠١٥م مع الأسابيع الأولى للحرب على اليمن أعلنت مجموعه إرهابية تابعة لتنظيم "القاعدة" سيطرتها على مدينة حضرموت شرق، وفي مطلع فبراير ٢٠١٦م اعلنت "القاعدة" كذلك سيطرتها على مدن في محافظة أبين جنوب اليمن الخاضع لدول الاحتلال، وفي العام ٢٠١٦م زاد تنظیم "داعش" مـن حجم نشاطه في اليمن حيث كشفت التقارير عن تنفيذ ۳۲ عملية اغتيال واريع هجمات بسيارات مفخخة خلفت 34 قتيلاً و34 مصاباً في مدينة عدن جنوب اليمن.
وعلى نفس هذا المنوال، قام تنظيمي القاعدة وداعش قبل عدة أيام بذبح أسيرين يمنيين في محافظة البيضاء جنوب العاصمة صنعاء. ولقد أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى "عبدالقادر المرتضى"، أن ما حصل للأسيرين "المالكي وطواف" اللذين قامت عناصر القاعدة وداعش بذبحهما في البيضاء، يؤكد أن "داعش والقاعدة" تقاتلان في كل معارك تحالف العدوان، مضيفا أن الإدارة الأمريكية هي المتبنية للمعارك في البيضاء منذ بدايتها وأن ما حدث من جريمة بحق الأسيرين "المالكي وطواف" يؤكد علاقة المليشيات الإرهابية داعش والقاعدة بالولايات المتحدة. وأضاف "المرتضى" في تصريحات له يوم أمس السبت قائلا: "قدمنا للأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها العديد من الإثباتات والأدلة بالصوت والصورة على الجرائم بحق الأسرى ولم يصدر أي موقف منها"، وقال إن "صمت المنظمات التابعة للأمم المتحدة يفضح تواطؤ هؤلاء مع ما يجري من جرائم حرب بحق الأسرى في اليمن"، ودعا الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الجديد لإدانة ما يحدث بحق الأسرى من جرائم حرب واتخاذ موقف صريح وواضح.
وعثرت قوات الجيش واللجان الشعبية على الأسيرين "المالكي وطواف" مذبوحين في إحدى مناطق مديرية "الزاهر" التي اجتاحتها عناصر القاعدة وداعش قبيل استعادتها وتحريرها من قبل وحدات عسكرية للجيش واللجان الشعبية ، واستعادة السيطرة على جميع مناطق مديرية "الزاهر"، جنوب محافظة البيضاء. وتمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من التقدم نحو عمق مديرية "الصومعة" آخر معاقل تنظيم "القاعدة" شرق محافظة البيضاء. ولقد اعترف تنظيم القاعدة الإرهابي بخسائره الفادحة في البيضاء. وهنا تجدر الاشارة إلى أن تحالف العدوان دفع بالعناصر الإرهابية في معركة البيضاء مؤخرا ضمن محاولته إعادة ترتيب أوراقه الميدانية وتعزيزها. مصادر عسكرية أكدت أن إعادة ترتيب صفوف "القاعدة وداعش" بعد تلقيها هزائم مدوية في مديريتي "القريشية وولد ربيع" في أغسطس الماضي جرت بتوجيهات أمريكية مباشرة، وأشارت إلى أن مملكة العدوان السعودية قامت بترتيب وضع العناصر الإرهابية، وقامت بإمدادها بالسلاح والمؤن عبر معسكرات في أبين تتبع مملكة العدوان السعودية.
ولفتت المصادر إلى أن السعودية أقامت في مديرية "لودر" بمحافظة أبين التي ترتبط بحدود مديرية "الصومعة" معسكرات تدريب خاصة لهذه العناصر، وأنشأت معسكرات التدريب في بطون اودية المنطقة الوسطى، كما عملت على توفير غطاء مجتمعي للقاعدة وداعش من خلال مشائخ بعض القبائل ، فضلاً عن أنها عزَّزت عناصر تنظيم القاعدة بالمال والسلاح، وأمّنت تحركاتهم بين البيضاء وأبين. ومع بداية المعركة التي انتهت بهزيمة مدوية لهذه العناصر الإرهابية التي تقاتل في صفوف تحالف العدوان، وفر تحالف العدوان غطاء إعلاميا وسياسيا مكثفا لتلك النظيمات الإرهابية، فيما أضافت جريمة ذبح الأسيرين أدلة تضاف إلى ما سبق، وتؤكد أن "القاعدة وداعش" تتجند في صفوف تحالف العدوان، برعاية أمريكية، إذ سبق التصعيد في البيضاء لقاء جمع بين قائد القوات المركزية الأمريكي مع "علي محسن الأحمر" المعروف بصلته مع هذه العناصر الإرهابية.
ويوم أمس نشر تنظيم "القاعدة" في موقعه على الانترنت، فيلما مصورا يستعرض فيه عملياته التي نفذها ضد الجيش واللجان الشعبية اليمنية، واستعرضت العناصر الإرهابية عمليات شنتها خلال الأعوام الماضية ضدّ الجيش واللجان الشعبية في البيضاء، وكانت معظمها في مديرية "الصومعة". الجدير ذكره أن عناصر تنظيم "القاعدة" في "الصومعة" ارتكبوا خلال الفترة الماضية، العديد من الجرائم البشعة، أبرزها تفجير مستشفى "الصومعة" وقتل من فيه من أطباء ومرضى بعد قيامهم باعتقال طبيب أسنان وتعذيبه حتى الموت وصلبه في مكان عام بتهمة التخابر مع جهات معادية، علاوة على جرائم أخرى مارستها عناصر داعش في مديريات "ولد ربيع والقريشية" بالبيضاء قبل تحريرها في معارك حدثت في 2020م.
وعلى هذا المنوال نفسه، كشف العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور بارز في تقديم كل الدعم المالي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية وقامت بإرسالها إلى محافظة مأرب للوقوف في صفاً واحداً مع قوات تحالف العدوان السعودي لمنع سقوط هذه المدنية الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية. ولفت اولئك الخبراء إلى أن للولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول الأقليمية دورا بارزا في رعاية تنظيم داعش وبناء ورعاية تنظيم القاعدة، والذي مر بثلاث مراحل زمنية الأولى عملية بناء وظهور تنظيم القاعدة في أفغانستان، والمرحلة الثانية، النجاح في بناء تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. والمرحلة الثالثة النجاح في تمدد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا واليمن وهي المرحلة الممتدة منذ عام 2014 م، حتى الآن. ولقد استند اولئك الخبراء إلى تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين بعلاقة الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة ومنها تصريحات "هيلاري كلينتون" بالدعم الأمريكي لإنشاء تنظيم القاعدة وداعش الإرهابيين.
وفي الختام يمكن القول أن جبهات القتال في اليمن شهدت خلال الفترة القليلة الماضية مواجهات مشرفة حقق من خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" انتصارات تسجل بماء الذهب حيث لم يبق من محافظات البيضاء ومأرب. إن أبناء الشعب اليمني مضوا خلال الايام الماضية ينتصرون لإرادتهم الرافضة لكل أشكال الاستعمار والوصاية الخارجية، وها هم اليوم يؤكدون للعالم أجمع بان الإرادة اليمنية قوية وصلبة متماسكة البنيان يصعب هدمها، وأن المعركة التحررية الاستقلالية الشاملة تمضي في مساراتها بقوة وشموخ صوب تحقيق آمال وطموحات وتطلعات اليمنيين الأحرار على تراب وطنهم، ولسان حالهم يقول الشعب اليمني الحضاري العريق لا ينهزم، بل ينتصر لإرادته.