الوقت- بدأ الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم الجمعة الماضي زيارة إلى مصر هي الأولى له منذ توليه منصبه في تشرين الأول 2019.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي استقبل بمطار القاهرة نظيره التونسي، الذي يجري زيارة رسمية إلى البلاد لمدة 3 أيام.
وأوضح البيان أنه "سيتم عقد لقاء قمة مصرية تونسية السبت بقصر الاتحادية، شرقي القاهرة، للتباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل".
وأضاف إن المباحثات ستتطرق أيضاً إلى "سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في كل المجالات، وخاصة على المستوى الأمني والاقتصادي والاستثماري".
والخميس، أعلنت الرئاسة التونسية في بيان، أن زيارة سعيّد لمصر تهدف إلى "ربط جسور التواصل وترسيخ التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين".
وأضاف البيان، إن الزيارة تهدف أيضا "إلى إرساء رؤى وتصورات جديدة تعزز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس ومصر، بما يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء".
وزيارة سعيد إلى مصر هي الثانية لرئيس تونسي منذ ثورة 2011، بعد أن زارها عام 2015 الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
ولم يقدم بيانا الرئاسة المصرية ونظيرتها التونسية تفاصيل أخرى بشأن الملفات التي سيتم بحثها خلال الزيارة، لكن وسائل إعلام محلية في البلدين ذكرت من تلك الملفات، بحث إمكانية إلغاء التأشيرة المفروضة على التونسيين المتجهين إلى مصر، أو تخفيف إجراءات الحصول عليها، إضافة إلى دعم التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار التونسي علي الكعلي، في تعليقه على الزيارة، أن آفاق حجم التبادلات التجارية وحجم الاستثمارات بين بلاده ومصر تبقى واعدة، والنتائج قابلة للتطور، بالرغم من أن حجمها بين البلدين دون الطموحات والإمكانيات المتاحة.
وأوضح الكعلي، في تصريحات لوكالة الأنباء المصرية الرسمية الجمعة، أنه على المستوى التجاري، بلغت صادرات تونس إلى مصر عام 2019 قرابة 60 مليون دولار، في حين سجلت الواردات ما يناهز 500 مليون دولار.
وأضاف إن الاستثمارات المصرية في تونس بلغت حوالي 2.5 مليون دولار، والاستثمارات التونسية في مصر بلغ حجمها قرابة 35 مليون دولار بنهاية عام 2019، وهي استثمارات تنشط في جملة من القطاعات على غرار قطاع الخدمات والسياحة والصناعات الغذائية والاتصالات وغيرها.
ويرى بعض المحللين السياسيين أن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لمصر تتعدد أهدافها بين السياسة والاقتصاد، وليست زيارة تشاورية، ومن المتوقع أن تشهد مجموعة اتفاقات متعددة في المجالين الاستثماري والأمني وأن تونس مقبلة على مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض وترغب بالاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في هذا المجال.
كما من المتوقع، وفق مراقبين، أن يتصدر الملف الليبي لقاء سعيّد والسيسي لما تمثله ليبيا من أهمية استراتيجية كبيرة لتونس ومصر.
لكن الزيارة أثارت انتقادات كثيرة حيث شن الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي انتقادات للزيارة متهما قيس سعيد بالتنكر للثورة وهو موقف رئيس ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف نفسه.
وفي تدوينة له، تبرأ المرزوقي من الزيارة، مقدما اعتذاره إلى روح الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وضحايا فض اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة (14 آب 2013)، وأنصار ثورة 25 كانون الثاني، والسجناء السياسيين في مصر. واعتبر أن سعيد لم يعد يمثله بعد أن أجرى هذه الزيارة إلى القاهرة.
كما رأى أن سعيد "لا يمثل الثورة التي سمحت له بالوصول للسلطة، ولا يمثل استقلال تونس، ووحدة دولتها ومصالحها وقيمها، والأهم من هذا كله شرفها الذي هو أغلى ما يملكه إنسان أو شعب".
ولم تصدر عن الرئاسة التونسية حتى الساعة 23:00 ت.غ تعقيب على تصريحات المرزوقي بشأن زيارة سعيد لمصر.
لكن حركة النهضة لم تعلق رسميا على الزيارة في وقت عبر فيه أنصارها عن غضبهم من قرار الرئيس التونسي لقاء نظيره المصري حيث اعتبروه مفاجئا لهم ويحمل دلالات سياسية في ظل خلافات بين مؤسسة رئاسة الجمهورية وزعيم الحركة راشد الغنوشي.