الوقت- عقدت يوم الإربعاء الماضي جلسة رسمية لمحاكمة الشيخ "الزكزاكي"، وخلال تلك الجلسة بدأ آخر شاهد زور جاء من قبل الحكومة النيجيرية، والذي يعتبر الشاهد الخامس عشر، مثله مثل غيره من الشهود في الإدلاء بأقوال كاذبة، بما في ذلك، أن أنصار الشيخ "الزكزاكي" الذين كانوا جميعاً في حداد في حسينية "بقية الله"، كانوا مسلحون وبعضهم كان يحمل أسلحة بيضاء ومنهم كان يحمل سيوف وبعضهم مقالع!!. ولقد كشفت العديد من التقارير أن اتهام أنصار الشيخ "الزكزاكي" بحمل أسلحة كان أكاذيب مفبركة، حيث استشهد الدكتور "عيسى وزيري" الأستاذ بجامعة نيجيريا، أن الجيش النيجيري خلال هجوم شنه مؤخراً على حسينية "زاريا"، قام بقتل أطفاله الأربعة. وقال لصحيفة "إسلام تايمز" إن أحد أسباب اهتمام الناس بالشيخ "الزكزاكي" وانضمامهم للحركة الإسلامية هو تجنب الشيخ للعنف وإراقة الدماء.
أي إن الشيخ "الزكزاكي"، على الرغم من قيام الجيش النيجيري بالعديد من المذابح الوحشية لعدد كبير من أنصاره وحتى أبنائه، لم يأمر مؤيديه بحمل السلاح ردًا على هذه الجرائم، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ نيجيريا. وبالطبع كانت كل تلك الأعمال الوحشية التي قام بها الجيش النيجيري، بهدف تحريض أنصار الشيخ على حمل السلاح للانتقام، لكنهم في النهاية فشلوا في تحقيق هذا الهدف الشرير. وفي هذا الصدد، اتصل مراسل موقع "إسلام تايمز" الإخباري التحليلي بأحد أقارب الشيخ "الزكزاكي" الذي كان حاضراً في جلسة المحكمة في 31 مارس / آذار وسأله عما دار في الجلسة. وكشف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه عن زيف الادعاءات الكاذبة بحمل السلاح، حيث قال: "لقد زعم اللواء إبراهيم الشاهد الخامس عشر والأخير التابع للحكومة النيجيرية بعد أن تم تقديمه كشاهد، أنه بعد أن بدأ الجنود في التحرك نحو أنصار الشيخ الزكزاكي، بدأوا الشيعة بإطلاق النار بأسلحتهم! ونتيجة لذلك اصيب عدد كبير من جنود الجيش النيجيري!". وتابع المصدر: "كيف يكون أنصار الشيخ الزكزاكي يمتلكون أسلحة ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، حتى استشهد أكثر منهم أكثر من 1000 شخص خلال هذا الحادث الوحشي؟! وبافتراض أنه إذا كانوا يحملون أسلحة، فهل من المعقول أن لا يطلقون ولا حتى طلقه واحدة ليصيبوا أي من الجنود ويقتلوهم؟".
وأضاف: "هذا الشاهد يدّعي أن أنصار الشيخ الزكزاكي حملوا السلاح وأطلقوا النار عليهم، وردًا على سؤال من محامي الشيخ بأنه كم عدد الجنود الذين أصيبوا على يد أنصار الشيخ، قال هذا الشاهد، لا أعلم. وهذا الجواب قدمه جميع شهود الزور تقريبا رداً على الأسئلة المطروحة في المحكمة!" وخلال هذه الجلسة ادعى شاهد الزور هذا، أن الجيش سمح بإطلاق سراح النساء والأطفال المتواجدين في مكان الحادثة، والسؤال هو لماذا تم أسر زوجة الشيخ الزكزاكي مع الشيخ؟ علماً بأنها كانت مصابة إصابة بليغة، ولماذا لم يتم معالجتها؟
وعلى صعيد متصل، أكد الشيخ "آدم أحمد سوهو جوس" أحد المقربين من زعيم الحركة الإسلامية نيجيريا الشيخ "ابراهيم الزكزاكي"، إن حكومة بلاده تخاف من أفكار سماحة الشيخ زكزاكي نتيجة عدم فصل الدين عن السياسية، مشيراً إلى أن السلطات النيجيرية تقمع أتباع الطائفة الشيعية بدعم وتمويل من نظام آل سعود. وقال الشيخ "آدم أحمد سوهو جوس" الذي يعد أحد ممثلي الشيخ "الزكزاكي" خلال حواره مع موقع "إسلام تايمز"، عن سبب اتساع شعبية الشيخ في أوساط المجتمع النيجيري، وقال: إن "السبب في شعبيته ودعوته هي الإخلاص لله تعالى وأسلوبه يختلف كلياً عن سائر الدعاة؛ لأنهم يكفرون المسلمين، وهو يدعو إلى الوحدة ويتكلم حول الأوضاع التي يتعرض لها الشعب في نيجيريا من ضغط وظلم تمارسه الحكومة والدول المستعمرة".
وأضاف الشيخ "آدم أحمد"، إن "الحكومة في نيجيريا تخاف من أفكار الشيخ إبراهيم زكزاكي وأسلوبه، لأنه لا يفصل الدين عن السياسية خلال الدعوة، لذلك يرون أنه سيحدث الثورة والإنقلاب كما حدث في إيران عام 1979". وكشف إن "الحكومة النيجيرية تعامل الشيعة بطريقة وحشية بضوء أخضر من قبل نظام آل سعود"، وقال "الحكومة في نيجيريا تضغط وتضيق على الشيعة بدعم وتمويل من آل سعود والنظام الصهيوني والأمريكي". وفيما يتعلق بمسار محاكمة الشيخ "الزكزاكي" المعتقل من قبل السلطات النيجيرية منذ عام 2015 بتهمة ملفقة، قال الشيخ "أحمد"، إن "الحكومة في نيجيريا لا تريد إطلاق سراح الشيخ وزوجته، لأنهم يخشون من الشيخ أن يتفوه بكلمة حول ما جرى أمام الشعب، لذلك تلجأ السلطات الحاكمة إلى إطالة جلسات المحاكمة".
وخلال حواره، شرح الشيخ "سوهو" الحالة الصحية للشيخ "الزكزاكي" وزوجته المعتقلين منذ عدة سنوات، موضحا ان الشيخ "الزكزاكي" وزوجته يعانون من ظروف صعبة في السجن وحالتهما الصحية غير مستقرة لان الحكومة لا تسمح لهما بالذهاب الى المستشفى وفي بعض الاوقات يسمح لطبيب الشيخ بزيارتهما في السجن فقط واشار الى ان السلطات النيجيرية تتعامل بقسوة مع اتباع اهل البيت (ع)، مبينا ان ذلك يتم بتحريض وتمويل من نظام آل السعود، ومن خلال الجمعيات الوهابية الذين اسسوها في شتى المدن والقرى في نيجيريا. وكشف الشيخ "سوهو" عن ان الكيان الصهيوني متورط في الضغط على اتباع اهل البيت (ع) في نيجيريا، وكذلك قضية محاكمة الشيخ "الزكزاكي" وزوجته، مؤكدا ان الكيان الصهيوني ونظام آل سعود وامريكا يعرقلون الافراج عن زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا. ودعا الشيخ "سوهو"، المؤسسات ومنظمات حقوق الانسان واحرار العالم والمجتمع الدولي الى الضغط على الحكومة النيجيرية من اجل اطلاق سراح الشيخ "الزكزاكي" وزوجته.
وعلى نفس هذا المنوال، أكدت "سهيلا الزكزاكي" ابنة الشيخ "زكزاكي"، زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا، يوم الخميس الماضي، إن محاكمة والدها كانت منذ البداية مبنية على تهم ملفقة. وقالت "سهيلا" في حديث لموقع "اسلام تايمز" بشأن المحاكمة التي جرت للشيخ "إبراهيم الزكزاكي" الاسبوع الماضي: "كانت قضية المحكمة منذ البداية على أساس التهم الملفقة التي قررت الحكومة طرحها من أجل إيجاد نوع من التبرير لسبب احتجاز والدي". وأشارت إلى أنه: "لم يتم تقديم التهم إلا بعد مرور أكثر من عامين على اعتقالهم للوالد بشكل غير قانوني، ومنذ بداية جلسات المحكمة تم تأخيرها باستمرار، وقرر محاميان والداي رفع قضية لرفض التهم". واعتبرت: "جلسة المحكمة الأخيرة ليست أقل من إحراج من جانب الحكومة"، مبينة "إن شهادات الأشخاص الذين دعوا للمحكمة توضح فقط مدى تفاهة الحالة (المحاكمة) منذ البداية".
ومن جانبه، أكد "اسحاق ادم اسحاق" محامي زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا، أن السعودية دفعت ملايين الدولارات الى مسؤولي "ابوجا" من اجل قتل الشيخ "ابراهيم الزكزاكي". وفي مقابلة خاصة مع موقع "اسلام تايمز" قال "اسحاق": أن "السعودية دفعت ملايين الدولارات الى مسؤولي ابوجا لقتل الشيخ ابراهيم الزكزاكي والقضاء على الحركة الاسلامية في نيجيريا"، مضيفا، أن الرئيس النيجيري "بوهاري"، كان مكلف من قبل أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية لقتل الشيخ "الزكزاكي". وأوضح "اسحاق ادم اسحاق"، أن الوضع الصحي للشيخ متدهور للغاية، مضيفا أن امريكا والكيان الصهيوني والنظام السعودي، أوعزوا للنظام النيجيري بقتل الشيخ "ابراهيم الزكزاكي".
واعتقل الشيخ "الزكزاكي" زعيم الحركة الاسلامية في نيجيريا، في عام 2015، إثر هجوم وحشي شنته قوات الجيش والشرطة على محل اقامته في ولاية "كادونا" شمال نيجيريا، حيث أسفر هذا الهجوم الوحشي عن استشهاد عدد كبير من انصاره واصابة آخرين. ومن بين الشهداء 6 من أولاد الشيخ. كما تم اعتقال زوجته "زينت ابراهيم". وخلال الاعتقال تعرض الشيخ "الزكزاكي" للتعامل القاسي وأصيب بعدة جراح وفقد إحدى عينيه. وفي الفترة الاخيرة تدهورت اوضاعه الصحية. ورغم اصدار المحكمة العليا حكما بالافراج عنه، الا ان السلطات النيجيرية تواصل اعتقاله دون مبرر قانوني. الجدير بالذكر، أن الحركة الاسلامية في نيجيريا حركة سلمية تهتم بالتوعية الدينية بين الجماهير، ولم تقم بأي نشاط مسلح ضد الحكومة مطلقا.