الوقت- أعلنت خارجية الكيان الإسرائيلي عن تأسيس رابطة للمجتمعات اليهودية في دول الخليج الفارسي. وأوردت تغريدة نشرها حساب "إسرائيل بالعربية" الذي تديره الوزارة، الاثنين الماضي، خبر الإعلان عن تأسيس "رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية" في دول الإمارات والبحرين والكويت وقطر وسلطنة عمان والسعودية.
وقالت الرابطة، ضمن ذات التغريدة "نحن ملتزمون بنمو وازدهار الحياة اليهودية، في دول الخليج".
ومن جهتها، قالت هيئة البث في الكيان الإسرائيلي، الإثنين "الغرض من الرابطة الجامعة، هو تقديم الخدمات الدينية لليهود الذين يأتون إلى البلدان المعنية في الخليج الفارسي ، سواء للاستقرار أو السياحة".
ستتولى هذه الرابطة أمور وشؤون اليهود في دول الخليج الفارسي فيما يخص النواحي الدينية والعقائدية والطقوس والمناسبات الاجتماعية والدينية وأيضاً الأمور التي لها علاقة بالتربية والتثقيف اليهودي لاسيما لدى الأطفال .
وللرابطة حساب على تويتر أنشئ في كانون الثاني الماضي، أي بعد أشهر من توقيع اتفاق التطبيع بين كل من الإمارات والبحرين وإسرائيل في البيت الأبيض العام الماضي، كما أن لديها صفحة على الانترنت لشرح أهداف الرابطة و للتعريف بالقائمين عليها.
يتولى أمور الرابطة الحاخام إيلي عبادي ومن المنتظر أن يترأس الحاخام عبادي مراسم الزواج والبلوغ والختان وسيشرف على المسلخ اليهودي المقرر افتتاحه في الأشهر المقبلة.
أما رئيس هذه الرابطة فهو إبراهيم داوود نونو وهو بحريني من أصل عراقي وصلت عائلته إلى البحرين منذ عقود.
وكان نونو عضواً في مجلس الشورى البحريني سابقاً وهو رئيس الجالية اليهودية في البحرين التي يبلغ عدد أفرادها خمسون شخصاً.
مهمة هذه الرابطة
قال رئيس الرابطة ابراهيم داوود نونو أن أبرز مهام الرابطة ستتعلق بالأمور الحياتية ومن المفترض أن تسهّل حياة الكثيرين من اليهود في الخليج الفارسي.
ومن أبرز مهام هذه الرابطة: إنشاء محكمة يهودية تنظر في النزاعات المدنية والأحوال الشخصية والميراث والطقوس اليهودية.
وستدير ايضاً وكالة ترخيص الكوشير أي الأطعمة اليهودية الحلال في الدول المطبعة كما أنها لن تفرّق في متابعة شؤون اليهود الأشكناز والسفارديم وستعمل على بناء نظام تعليمي يهودي، كما تأمل في أن تتمكّن من دمج العادات الخليجية في الحياة الدينية اليهودية.
وتتقلى الرابطة الأموال من جهات مانحة خاصة ومن أعضاء في المجتمع المحلي، وتملك صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي وستنشر تباعاً أخبارها وتفاصيل أكثر حول أنشطتها.
من الجدير ذكره أن عدد اليهود في الخليج الفارسي يقدر بحوالي ألف شخص، غير أنه لا توجد إحصاءات دقيقة حول عددهم في كل دولة على حدا إلا البلد الخليجي الذي يضم أكبر عدد منهم وهو الإمارات العربية المتحدة .
اختراق على كافة الأصعدة للدول المطبعة
حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خطورة تأسيس حكومة الاحتلال الصهيوني ما يسمى "رابطة المجتمعات اليهودية في دول الخليج الفارسي"، معتبرة ذلك خرقاً صهيونياً واضحاً وتكريساً للحضور في المجتمعات الخليجية.
ومن جهته قال رئيس الدائرة الإعلامية لـ"حماس" في الخارج رأفت مرة، في بيان: الخطوة "الصهيونية" تهدف إلى تكريس الحضور "الإسرائيلي" في منطقة الخليج الفارسي وتؤدي إلى مزيد من التخريب الأمني والاجتماعي في مجتمعاتنا.
كما شددت حركة "حماس" على أن التطبيع يُلحق خسائر كبيرة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وأن المصوغات التي أعطيت لعمل الرابطة تبريرات مخادعة لا تخفي حقيقة الدور الصهيوني التخريبي في المنطقة.
وفيما يبدو تأكيد لمخاوف حركة حماس، قال إيلي عبادي، رئيس الرابطة اليهودية لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل": إنها فرصة لأن تنفتح هذه المنطقة على وجود المجتمع اليهودي، مؤكداً: سنحاول الحصول على البنية التحتية اللازمة للمجتمع اليهودي في دول الخليج الفارسي! على حد زعمه.
كما أشار إلى أن السلطات الإماراتية كانت داعمة لفكرة إنشاء رابطة للمجتمع اليهودي، موضحاً: أخبروني أنهم مستعدون للدعم بكل ما أحتاجه، حسب قوله
تاريخ اليهود في الخليج
أثار مسلسل "أم هارون"، وهو تأليف بحريني وتصوير إماراتي وبثته في رمضان الماضي قناة "MBC" السعودية، جدلاً لأنه أعتُبر تطبيعاً مبكراً للعلاقات مع الاحتلال، لأنه يدور حول قرابة 100 يهودي عاشوا في منطقة الخليج الفارسي في أربعينيات القرن الماضي.
وخلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كان الخليج العربي مقصداً لجاليات يهودية فرّت من مناطق مجاورة بسبب سوء معاملة بعض الحكام، أو من كوارث طبيعية وقعت حيث تقيم، أو رغبة منها في تحسين أحوالها المعيشية.
وبحسب مراجع تتحدث عن يهود الخليج الفارسي، استضافت البحرين في النصف الثاني من القرن الثامن عشر مجموعة من يهود اليمن والهند تراوح عدد أفرادها بين 9 و10 آلاف، وبنوا معبداً صغيراً.
كما هاجر يهود من العراق إلى عُمان في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وكذلك خلال العقد الثالث من القرن التاسع عشر، بسبب الشدة التي استخدمها معهم والي بغداد داوود باشا، وتلتها هجرات أخرى عام 1830م بسبب تفشي مرض الطاعون، وعام 1831م بسبب فيضان نهر دجلة.
الموقف الرسمي في الكويت وقطر لا يزال يرفض التطبيع وأما السعودية فهي لا تزال تختبئ في ظلال الإمارات والبحرين وتمارس تطبيعها الخاص على طريقتها وعمان لم يصدر منها أي موقف عن التطبيع.
ويبدو أن الصهاينة يحاولون النغراس في المجتمعات العربية من بوابة الدول المطبعة ليمارسوا المزيد من التأثير والضغط على الشعب الفلسطيني ويراهنون أن القضية الفلسطينية ستصبح منسية وفي طيات التاريخ بعد نشاطهم هذا وهذا ما يثير خوف وقلق حركة حماس وكافة الأحرار في المنطقة.