الوقت_ كما هو معروف فإنّ الكيان الصهيونيّ الغاصب للأرض للعربيّة، طلب مؤخراً بشكل رسميّ من روسيا التراجع عن رفضها نشر كافة التفاصيل المتعلقة بصفقة التبادل التي تم التوصل إليها مع دمشق بوساطة روسيّة، ولا سيما فيما يتعلق بما حصلت عليه الجمهوريّة العربيّة السوريّة مقابل الإفراج عن الشابة الإسرائيليّة التي اقتحمت الحد الفاصل بين الأراضي المُحتلة التي يسيطر عليها العدو والأرض الأم، لأسباب لا تزال غامضة حتى اللحظة.
طلب صهيونيّ
تشير المصادر الإعلاميّة، إلى أنّ الطلب الصهيونيّ قيد النظر حالياً في روسيا، إلاّ أنّه لم يطرأ أي تغيير على موقف موسكو في هذا الشأن حتى الآن، فيما لم تنفذ تل أبيب لم تنفذ التزاماتها مع سوريا بموجب الصفقة إذ من المتوقع أن يتم ذلك في الأيام القادمة، في الوقت الذي طالبت فيه حركة “من أجل نزاهة الحكم” في الكيان الصهيونيّ الجهات الرسميّة بالشفافية والكشف عن كافة تفاصيل الصفقة مع دمشق.
وفي هذا الخصوص، دعت الحركة رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش الصهيونيّ، بيني غانتس، بالكشف الفوريّ عن كل تفاصيل الصفقة مع سوريا التي تم بموجبها إعادة الشابة الإسرائيلية من سوريا إلى الأراضي المحتلة، وأفادت الحركة نقلاً عن وسائل الإعلام، أنّ الأمر لا يتعلق بجوانب أمنيّة إلا أن حكومة العدو تمتنع عن نشر التفاصيل لتجنب "اندلاع خلافات داخل الجمهور"، بحسب زعمها.
وقبل يومين، عادت الشابة الإسرائيلية التي تسللت إلى الأراضي السوريّة قبل نحو أسبوعين إلى الأراضي المحتلة، وخضعت لفحص طبيّ عند وصولها وأقرت النتيجة بحالتها الجيدة، ومقابل ذلك أعيد إلى سوريا اثنين من رعاة الأغنام اللذان اعتقلتهم قوات العدو المُسيطرة على هضبة الجولان السوريّة، وستقصر مدة عقوبة الإقامة الجبريّة المنزليّة المفروضة على نهال المقت، شقيقة الأسيرين صدقي المقت عميد الأسرى السوريين، وبشر المقت، التي وُجّهت إليها تهمة بمساعدة الأسرى والتحريض على جيش العدو، بثلاثة أشهر وذلك من خلال سحب العفو من الكيان.
يشار إلى أنّ وسائل الإعلام العبريّة، قد اعترفت بأنّ الفتاة تجاوزت الحدود السوريّة مع الجولان المحتل وأنّه تم اعتقالها، إلا أنّ إعلام العدو لم يوضح كيف تم ذلك ولأيّ أهداف وغايات، في الوقت الذي ترجح فيه بعض المصادر بأنّها عضو في جهاز الاستخبارات التابع للعدو ودخلت إلى سوريا لتنفيذ مهمة مجهولة وتم اعتقالها.
وقد بيّنت مصادر إعلاميّة أنّ تكتم بنيامين نتنياهو وحكومته على تفاصيل القبض على الفتاة في سورية، يشبه تكتمهم يوم فشل عملية وحدة “سييرت ميتكال” في غزة عام 2019، وهي الوحدة التي تتولى المهام الأمنيّة الصعبة في كيان الاحتلال الغاشم، وتنكر ضباطها وعناصرها باحتراف عالٍ، ووقتها دخلوا إلى قطاع غزة لزرع أجهزة تجسس على الاتصالات تحت الأرض، لكنهم وقعوا في شباك استخبارات كتائب القسام على أحد الحواجز، واشتبكوا معهم ما أدى لمقتل ضابط في الوحدة، وتمكنوا من الفرار وإجلاء الجثة والجرحى بأعجوبة عبر طائرة “يسعور”، تحت غطاء ناري كثيف من السماء في أحراش المدينة.
ومن الجدير بالذكر، أنّ رئيس الوزراء الصهيونيّ دعا إلى اجتماع طارئ للحكومة، الثلاثاء الفائت، وقد تصاعدت التوقعات باحتمال أن يكون ذلك مرتبطاً بصفقة تبادل توسط فيها الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتين، تتضمن إطلاق سراح إسرائيلية اُعتُقلت بعد تجاوزها إلى القنيطرة والحصول على معلومات عن رفات صهاينة في سوريا، مقابل إفراج العدو المٌجرم عن سجناء سوريين في معتقلاته، كما حصل في صفقة سابقة رعتها روسيا بين الكيان الإرهابيّ والحكومة السوريّة عام 2019.
وعقب ذلك الاجتماع، فرض وزير الدفاع الصهيونيّ، بيني غانتس، حظراً عن نشر أيّ معلومات حول الاجتماع، وادعت وسائل إعلام العدو، أنّ الأمر يخص "ملفاً إنسانيّاً" توسطت روسيا في شأنه، وزعمت صحيفة "هآرتس" العبريّة، أنّ الاجتماع تناول "مسألة أمنيّة حساسة".
إضافة إلى ما ذُكر تلقى نتنياهو اتصالاً من بوتين، وتحدث غانتس ووزير الخارجيّة، غابي أشكنازي، مع نظيريهما الروسيين سيرغي شويغو وسيرغي لافروف، وكتب غانتس في العاشر من الشهر الجاري على موقع "تويتر"، أنّه بحث مع نظيره الروسيّ استمرار الحوار المهم بين روسيا والكيان المُستبد بهدف ضمان أمن العسكريين، بالإضافة إلى مناقشة «الجهود الإنسانيّة في المنطقة ومحاربة الإرهاب».
بند سريّ
نفت سوريا ما تداولته وسائل بعض وسائل الإعلام حول وجود بند سريّ في عملية التبادل الأخيرة التي أسفرت عن تحرير عدد من الأسرى السوريين مقابل فتاة صهيونية، وبحسب وكالة الأنباء السوريّة "سانا"، نقلاً عن مصدر إعلاميّ، نفت دمشق ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول وجود بند سريّ في عملية التبادل التي أفضت إلى تحرير الأسيرين السوريين، محمد حسين وطارق العبيدان، من سجون الاحتلال إلى جانب المناضلة نهال المقت.
وذكر المصدر أنّ ترويج تلك المعلومات الملفقة حول وجود بند في عملية التبادل يتعلق بالحصول على لقاحات كورونا من سلطات العدو، هدفه الإساءة إلى عملية تحرير الأسرى السوريين من السجون الإسرائيليّة والإساءة لسوريا وتشويه الجانب الوطنيّ والإنسانيّ للعملية، مضيفاً أنّ سوريا كانت واضحة في تعاملها مع عملية التبادل التي أسفرت عن تحرير 3 من أسراها.
وفي هذا الصدد، أشار المصدر إلى أنّ وسائل الإعلام التي تتناقل هذه المعلومات هدفها تلميع صورة الاحتلال الصهيونيّ ومنحه صفات إنسانيّة يفتقدها بدليل احتلاله الأرض العربيّة وتشريد شعبها ومواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطينيّ والسوريّ واللبنانيّ.
وما ينبغي ذكره أنّ صحيفة "هآرتس" العبريّة زعمت أنّ الكيان الصهيونيّ وافق على اقتناء مئات آلاف الجرعات من اللقاحات الروسيّة ضد فيروس كورونا المستجد لإمداد سوريا بها، ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، وادعت أنّ هذا الاتفاق السريّ تم التوصل إليه بموجب الصفقة التي أفرجت بموجبها الحكومة السورية عن الفتاة الإسرائيلية، وأكّدت قناة "كان" العبريّة أنّ حكومة العدو صادقت بالإجماع على دفع "ثمن إضافيّ" مقابل الإفراج عن الفتاة التي ألقي القبض عليها في سوريا.