الوقت – تعتبر القضية الفلسطينية من اهم القضايا التي تعاطت معها الحكومات والحركات والجماعات الاسلامية باساليب مختلفة خلال السبعين عاما الماضية ولم يكن تنظمي القاعدة وداعش استثناء في هذا المجال لكن هناك فرق بين اسلوب القاعدة واسلوب داعش في التعاطي مع القضية الفلسطينية ويمكن مشاهدة هذا الفرق عند دراسة "دور ومكانة الفلسطينيين في تنظيمي القاعدة وداعش" وكذلك "نظرة الفلسطينيين الى هذين التنظيمين" و"كيفية تعاطي الکیان الاسرائیلی مع هذين التنظيمين" و"خدمة أو خيانة القاعدة وداعش للقضية الفلسطينية".
ان لبعض الفلسطينيين مكانة في تنظيم القاعدة مثل عبدالله عزام المولود في جنين وابو محمد المقدسي المولود في نابلس وابو قتادة الفلسطيني المولود في بيت لحم، وفي المقابل لايحظى الفلسطينيون بمكانة تنظيمية في تنظيم داعش رغم وجود بعض اسماء الفلسطينيين في تنظيم ابوبكر البغدادي لكن هذا التواجد والحضور يعتبر قليلا ولايمكن قياسه مع مكانة الفلسطينيين في القاعدة.
ويحرص الفلسطينيون من جانبهم على الابتعاد من تنظيمي القاعدة وداعش لأن داعش تعاطى بقسوة مع الفلسطينيين في مخيم اليرموك في سوريا واعدم عددا من المجاهدين الفلسطينيين وهذا ما اثار سخط الفلسطينيين، ويشير استطلاع للرأي جرى في فلسطين ان 93 بالمئة من الفلسطينيين لايعتبر الدواعش ممثلين حقيقيين للاسلام.
ومن جهة اخرى تشير الحقائق ان الكيان الاسرائيلي يستخدم هذه الجماعات الارهابية كأداة لتنفيذ مآربه فالكيان الاسرائيلي شن حملة دعاية واسعة بعد هجمات الحادي عشرمن سبتمبر لتوصيف الفلسطينيين بانهم يشبهون القاعدة كما شبه الاسرائيليون بن لادن بياسر عرفات ومن ثم شنوا هجمات كبيرة ووحشية على الفلسطينيين في الضفة الغربية تحت عنوان "الدرع الواقي"، وقد اصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الزمان ارييل شارون اوامره لاستهداف الشيخ احمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وهما من قادة حماس وكذلك فرض الحصار على رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.
ويبدو ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو هو راض تماما عن اداء داعش في العراق وسوريا كما يعتبر قادة الكيان الاسرائيلي ان استمرار الاوضاع الحالية في سوريا هو المطلوب لان هذه الاوضاع تنهك قوى الرئيس الاسد والحكومة السورية اللذين يعتبران عدوا للكيان الاسرائيلي وتشغلهما بالحرب الداخلية.
اما فيما يتعلق بخدمة او خيانة القاعدة وداعش للقضية الفلسطينية فيجب القول ان القاعدة يركز اهتمامه على الدول الغربية ويسخر قسما كبيرا من قوته للاضرار بمصالح الغربيين فيما يسخر داعش كل قوته لاحتلال اراضي الدول الاسلامية مثل العراق وسوريا ولبنان وهو يتلقى الدعم في ذلك من بعض الدول الاقليمية وغير الاقليمية.
وقد نفى داعش بشكل رسمي اي نوع من المواجهة مع الكيان الاسرائيلي قائلا ان اعلان الجهاد ضد الكيان الاسرائيلي يعارض التعاليم الاسلامية حسب نظرية "العدو البعيد والعدو القريب"!!
ويمكن القول ان تنظيم القاعدة يحرض بسياساته وافعاله الدول الغربية على الفلسطينيين لكن داعش يريد القضاء مباشرة على القضية الفلسطينية، وما يدعم هذا القول هو اعلان قادة الكيان الاسرائيلي ان اي خطر لن يهددهم من الشرق بعد قيام داعش باحتلال اجزاء واسعة من العراق وسوريا لأن عددا من جيوش الدول العربية قد دمرت، وهكذا بات الفلسطينيون ينظرون كيف اصبحت قضيتهم قضية هامشية في المحافل الدولية.
ويعتبر قيام جماعات تابعة لداعش مثل سرية الشيخ عمر حديد باطلاق بعض الصواريخ من قطاع غزة على الاراضي المحتلة في عام 1948 مجرد استعراض لتأزيم الاوضاع في غزة ضمن الدور التخريبي الذي يقوم به داعش.