الوقت- في ذكرى الانتصار التاريخيّ الذي حققه الشعب والجيش والمقاومة اللبنانيّة في حرب تموز عام 2006، على مدى 33 يوماً ضد العدو الصهيونيّ الغاشم، المدعوم بشكل غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكيّة خاصة على الصعيد العسكريّ، توعد الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، السيد حسن نصر الله، الجمعة المنصرم، الكيان الصهيونيّ بدفع الثمن في حال ثبت تورطه في انفجار مرفأ بيروت، مبيّناً أنّ حزبه لا يمكن أن يسكت على جريمة بهذا الحجم.
انتصار تموز
أثبتت المقاومة اللبنانيّة خلال عدوان تموز جدارتها وقدراتها على تحطيم ما يصفه العدو بـ "الجيش الذي لا يقهر"، خلال العدوان على لبنان عام 2006 والذي استمر لمدة 33 يوماً، ولم تستطع حكومة الكيان تحقيق أي من أهدافها آنذاك، وعلى رأسها جعل لبنان منطلقاً لولادة ما يسمى "مشروع الشرق الأوسط الجديد" الذي وعدت به حينها وزيرة الخارجيّة الاميركيّة، كوندوليزا رايس، بالرغم من كل المؤامرات التي حيكت ضد المقاومة اللبنانيّة وجمهورها، في تلك الفترة والتي تتكرر اليوم.
وفي الوقت الذي تمكنت فيه المقاومة من تحقيق انتصارها على الآلة العسكريّة العدوانيّة للعدو، استطاعت تغيير موازين القوى لصالح محور المقاومة، وخلقت تغييراً استراتيجيّاً وجيو سياسياً فريداً في المنطقة مازالت نتائجه مشاهدة إلى يومنا هذا.
وفي هذا الصدد، اقر زعماء العدو الغاصب في ذلك الحين بالانتصار الذي حققته المقاومة، حيث شكلوا ما سميت وقتها "لجنة فينوغراد" لدراسة أسباب هزيمتهم أمام أبطال المقاومة الذين فضحوا مدى تخبط وعجز جيش وحكومة الاحتلال عن إدارة ساحة الحرب والجبهة الخلفية للكيان الغاشم.
كذلك، فإنّ انهيار حكومة "ايهود أولمرت" كان أحد نتائج هزيمة النكراء للكيان الصهيونيّ في حرب تموز، بالإضافة إلى أنّ انتصار المقاومة اللبنانيّة عزز الثقة لدى الشعوب المسلمة والأحرار في كل بقاع الأرض بأنّهم يستطعيون تحقيق الانتصار بالرغم من عدم تكافؤ القوة، وذلك من خلال إصرارهم وصمودهم وتحديهم.
وعد صادق
واضحة جاءت رسالة حزب الله على لسان أمينه العام، السيد حسن نصر الله، في ذكرى تموز، خلال كلمة متلفزة الجمعة المنصرم، حيث أوضح أنّه إذا كان العدو الإسرائيليّ وراء كارثة انفجار مرفأ بيروت فإن حزبه لا يمكن أن يسكت على جريمة بهذا الحجم، مضيفاً أنّه سينتظر نتائج التحقيق في الانفجار، وشدد على أنّ الكيان الصهيونيّ سيدفع الثمن إذا ثبت وقوفه الكيان خلف العمل التخريبي.
ويدرك العدو جيداً مدى جدية التهديد في حال ثبت تورطه في الانفجار، كما يدرك جيداً حجم الثمن الذي سيدفعه إن صحت تلك الفرضيّة، رغم ادعائه عدم وجود أي علاقة له بالانفجار الكارثيّ الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الجاري.
وحول قضية التطبيع الإماراتيّ مع العدو وصف نصر الله الخيانة الإمارتيّة بأنّها خدمة للرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب قبيل الانتخابات الأمريكيّة، حيث ندد باتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والاحتلال الصهيونيّ واصفاً إياه بأنّه خيانة للإسلام والعرب، وتوقع أن تحذو عدة دول عربيّة حذو الإمارات العربيّة المتحدة من أجل إرضاء واشنطن.
تخطي الأزمة
الان، وبعد حادثة انفجار بيروت، وفي الذكرى الـ14 لانتصار تموز، يدرك اللبنانيون بأنّ اعتمادهم على ذاتهم قبل أيّ شيء، سيكون نقطة انطلاق جديدة لهم خاصة في ظل الظروف الاستثنائيّة التي تعيشها المنطقة ولبنان على وجه الخصوص، وبالتأكيد سيستطيع الشعب اللبنانيّ التغلب على كارثة المرفأ بشكل كامل خاصة إذا صدقت الوعود الدوليّة بمسألة تقديم الدعم اللازم لتحقيق النهوض الاقتصاديّ والماليّ في البلاد، فيما يجب على السلطات اللبنانيّة أن تقوم بالإجراءات والإصلاحات المطلوبة لضمان أمن واستقرار لبنان لصالح الشعب اللبناني.
ومما ينبغي ذكره أنّ قضية تشكيل الحكومة اللبنانيّة يجب أن تكون على قائمة الأولويات، بعد أن قدمت الحكومة السابقة استقالتها بسبب الاحتجاجات الغاضبة بعد الانفجار الذي أدى إلى مقتل أكثر من 172 شخصاً وإصابة 6 آلاف وشرد 300 ألف شخص ودمر مناطق واسعة في بيروت.
وعلى هذا الأساس، ومع ازدياد حدة الأزمة الماليّة تحتاج البلاد لتحقيق الاستقرار السياسيّ بشكل عاجل في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها، للنهوض من الأزمات التي أثقلت كاهل المواطن اللبنانيّ، خاصة وأنّ قضية تشكيل الحكومة مرتبطة بشكل وثيق بالمساعدات الدوليّة المقدمة للبنان.