الوقت- كشفت العديد من التقارير الطبية أن فيروس "كورونا" اجتاح حوالي 200 دولة حول العالم خلال الاشهر القليلة الماضية ووفقا لأحدث الإحصاءات، تجاوز عدد المرضى في جميع أنحاء العالم 2 مليون شخص، ولفتت تلك الإحصاءات إلى أن هذا الفيروس التاجي الخطير أدى إلى وفاة 134 ألف شخص حول العالم. وأشارت تلك التقارير إلى أن بعض البلدان أبلغت خلال الايام الماضية عن انخفاض في معدل الوفيات من هذا الفيروس الخطير وعلى سبيل المثال، في إيران، ولأول مرة منذ أكثر من شهر، وصل عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس إلى عدد منخفض مقارنة بالاسابيع الماضية.
وفي سياق متصل، ذكر العديد من الخبراء الصحيين أن نموذج إيران وخبرتها في التعامل مع فيروس "كورونا" فريدة من نوعها وذلك عندما نقارن مستوى السيطرة على تفشي هذا الفيروس داخل إيران و ما نراه في البلدان الأخرى، فبينما لعبت الحكومات في دول أخرى، دورًا حصريًا في مكافحة فيروس "كورونا"، رأينا في إيران، أن المعركة ضد هذا الفيروس شملت مجموعة من النقابات واللجان والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، حيث كان للمؤسسات واللجان غير الحكومية دور بارز في تقديم يد المساعدة لأبناء الشعب الإيراني إلى جانب وزارة الصحة بصفتها الوصي الرئيس لإدارة الأزمات وانتشار الاوبئة الهالة، وقد أدّى ذلك التعاون إلى تقديم إيران طريقة ونموذج جديد في إدارة الأزمات للعالم.
الجماعات الجهادية واللجان الشعبية كانت رائدة في مكافحة فيروس "كورونا"
مع انتشار فيروس "كورونا" في منطقة الشرق الاوسط ولا سيما دول محور المقاومة، نرى بأن رجال محور المقاومة على عكس الاوروبيين، قاموا بالتوجه إلى الصفوف الاولى للتضحية بأنفسهم ولتقديم يد المساعدة ومواجه فيروس "كورونا". وفي هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن قوات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أعلنت قبل عدة أسابيع، عن استعداد كوادرها الطبية في الجامعات والمستشفيات للتعاون مع وزارة الصحة للحد من انتشار فيروس "كورونا" في البلاد وفي إطار المساعي للتصدي لانتشار هذا الفيروس، قامت قوات "الباسيج" خلال الايام الماضية بعمليات تعقيم قطارات الأنفاق في عدد من المدن الإيرانية. يذكر أن السلطات الإيرانية قررت أيضا إغلاق كل الجامعات والكليات في عدد من محافظات البلاد.
وفي سياق متصل، وقال "علي رضا رئيسي" نائب وزير الصحة، إنه بالتعاون مع قوات "الباسيج" الإيرانية، تم نشر 300 ألف كادر صحي في كل أنحاء البلاد، لمواجهة انتشار فيروس كورونا، والذي تسبب حتى الآن في وفاة المئات من الاشخاص في إيران. الجدير بالذكر، أن دور قوات "الباسيج" في إيران لا يقتصر على الأعمال الحربية، بل يقوم خلال الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والزلازل، بدور الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين.
الحرس الثوري يقوم بإنشاء معسكرات لمواجهة فيروس "كورونا"
أعلن المتحدث باسم قوات الحرس الثوري الإيراني عقب ظهور وتفشي فيروس "كورونا" في عدد من المدن والمحافظات الإيرانية عن تشكيل فروع جديدة له مهمتها مواجهة فيروس "كورونا". وحول هذا السياق، قال العميد بالحرس الثوري "أحمد عبداللهي"، لقد وضعنا العديد من الخطط لإيجاد 2000 إلى 5000 سرير في طهران، وألف سرير في محافظة "كيلان"، ومستشفيات متنقلة في مدن "قم"، و"رشت"، و"كاشان"، و"قلستان". وأوضح بيان الحرس أن الحرس الثوري سينشيء فروعا لمواجهة فيروس كورونا تتبع لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وتعمل أيضاً في عدد من الجامعات والمؤسسات الصحية.
أفراد وقادة الحرس الثوري الإيراني يخصصون عشرين في المئة من رواتبهم للعاطلين بسبب "كورونا"
ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أن قادة وأفراد الحرس الثوري الإيراني خصّصوا 20 بالمئة من رواتبهم الشهرية لمصلحة المشروع الايماني المتمثل في دعم العاطلين عن العمل بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد. وحول هذا السياق، أعرب المتحدث باسم قوات الحرس الثوري العميد "رمضان شريف" قبل عدة أيام، انه في ضوء المناورة التي اطلقتها قوات التعبئة الشعبية "الباسيج" والتي جاءت تحت عنوان "المساعدات الايمانية" وتلبية لتوجيهات سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي "دام ظله" لدعم الفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان المبارك، فقد قرر قادة الحرس الثوري ان يخصصوا 20 بالمئة من رواتبهم الشهرية لمساعدة الاشخاص الذين فقدوا اعمالهم جراء انتشار فيروس كورونا داخل البلاد. ولفت المتحدث باسم الحرس الثوري، الى ان جميع المنتسبين الى الحرس اكدوا استعدادهم ايضا للمساهمة في هذه المناورة الايمانية.
أهمية المشاركة التطوعية
إن قضية مشاركة الناس في إدارة الأزمات تعتبر إحدى القضايا التي أثيرت في علم إدارة الأزمات، وتهدف هذه المشاركة إلى زيادة القدرة التنفيذية للوكالات في مختلف مراحل إدارة الأزمات. في الواقع، لقد لعبت الجماعات الجهادية واللجان الشعبية في إيران دائمًا خلال السنوات الماضية دوراً بارزاُ في مساعدة الحكومة في أوقات الأزمات وفي مختلف المجالات، ومن دون أي توقعات، فقد تحملوا عبء المجتمع وأثبتوا أن الاعتماد على قوة هذا الشعب يمكن أن يحل العديد من المشكلات.
وبناءً على ذلك ، فإن الدور المهم للمشاركة الشعبية في إيران في شكل الباسيج والجماعات الجهادية لم يؤد فقط إلى زيادة قدرة ابناء الشعب الإيراني على التعامل مع أزمة كورونا، بل قدم أيضًا إطارًا ونموذجًا إيرانيًا لكيفية التعامل مع الأزمة، بما في ذلك تفشي فيروس "كورونا".
منظمة الصحة العالمية تشيد بإجراءات إيران في مكافحة فيروس "كورونا"
أشادت منظمة الصحة العالمية في ختام زيارة استمرت 5 أيام بإجراءات إيران في مكافحة فيروس "كورونا" وجاء في بيان صدر عن المنظمة قولها إن "استراتيجيات وأولويات إيران للسيطرة على كورونا تتطور في الاتجاه الصحيح، وإنها تطبق نهجاً شاملاً ومنسقاً والعمل جاد وخاصة في مجال إدارة الحالات". وعبّرت الصحة العالمية عن إعجابها بمشاركة قطاعات أخرى من المجتمع الإيراني في مكافحة فيروس "كورونا"، وأشارت إلى أن القطاع الصحي الإيراني يعمل بجدية وملتزم بالسيطرة على هذا الوباء وإنقاذ الأرواح. كما قالت إن "الحكومة الإيرانية تستفيد من النظام الصحي الوطني القوي وقدرات إدارة الكوارث للاستجابة للوباء، ومثل كل البلدان المتضررة من الوباء، نظام إيران الصحي يواجه تحدياً كبيراً". ولفتت إلى أن "وزارة الصحة الإيرانية أطلقت حملة وطنية لمواجهة الوباء من خلال الكشف المبكر وتتبع الحالات والعزل". هذا وأثنى رئيس وفد منظمة الصحة العالمية إلى إيران "ريتشارد برنان" قبل عدة أيام على دور المرشد الإيراني سماحة السيد "علي خامنئي"، في توجيه الرأي العام في الطريق الصحيح لمواجهة كورونا. يذكر أن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيراني "كيانوش جهانبور" قال يوم الأربعاء الماضي إن "هناك تحسّناً نسبياً لبعض العوارض الوخيمة التي يسببها فيروس كورونا عند بعض المرضى.