الوقت- أفاد موقع "الخليج اونلاين" الاخباري بأن دولة قطر احتفلت يوم أمس الاربعاء، بيومها الوطني تحت شعار "المعالي كايده"، وهو مقتبس من أحد الأبيات الشعرية للمؤسس الراحل، الشيخ "جاسم بن محمد بن ثاني". ولفت ذلك الموقع الاخباري بأن أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، غرّد عبر حسابه بموقع "تويتر" قائلاً: "إلى إخواني وأخواتي في وطننا الغالي .. كل عام وأنتم وكل من يعيش في رحاب هذا البلد بألف خير بمناسبة اليوم الوطني. كل عام وقطر أكثر منعة وقوة وازدهاراً. أدام الله عليكم نعم الأمن والرخاء والاستقرار". ولقد بدأ الاحتفال عبر عدد من الفعاليات؛ أبرزها المسيرات الوطنية التي تُقام في كورنيش الدوحة، حيث شهدت مشاركة من الأمير وعروضاً جوية. وجاء العرض الجوي لأسراب من طائرات "العاديات"، وهي التسمية التي أطلقتها قطر على طائرات "رافال" الفرنسية التي تسلمتها في وقت سابق هذا العام. وشاركت القوات المسلحة القطرية كعادتها بفعاليات اليوم الوطني عبر مسيرات لافتة، وشهدت أيضاً عرضاً من كلية "أحمد بن محمد" العسكرية.
وحمل شعار اليوم الوطني لعام 2019 اسم "المعالي كايده"، مرفقاً ببيت شعري: "حوى المجد والآداب في عشر سنّه .. ونال المعالي كلها والمراجل". ويعّبر شعار الاحتفال بيوم قطر الوطني عن إيمانه بالأجيال المتعاقبة من الشباب القطري، و"أن طريق المعالي شاق.. يُدرك بسلاحَي العلم واﻷخلاق". واليوم الوطني القطري هو إحياء لذكرى تأسيس دولة قطر على يد المؤسس، الشيخ "جاسم بن محمد بن ثاني"، في 18 ديسمبر من عام 1878، الذي أرسى قواعد دولة قطر الحديثة، وأصبحت قطر في ظل زعامته كياناً واحداً متماسكاً.
وحول هذا السياق، ذكر العديد من الخبراء العسكريين بأن القوات المسلحة القطرية شهدت نمواً سريعاً في ضوء التحديات التي تواجهها والحصار الجائر الذي فرضته عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر قبل عدة سنوات. كما اكد الخبراء بأن الدوحة عملت باستمرار على تعزيز قواتها المسلحة وتوسيع شراكتها العسكرية لضمان أقصى قدر ممكن من حالة الامن والاستقرار داخل حدودها. يذكر أن الحصار الجائر على قطر، ساعد هذه الدولة الخليجية الصغيرة على تعزيز قدراتها العسكرية استجابة للتغيرات والتهديدات الإقليمية، وهذا الامر يؤكده العرض العسكري الكبير الذي شاركت فيه القوات المسلحة القطرية يوم أمس الاربعاء خلال مراسم الاحتفال باليوم الوطني القطري.
وفي السياق نفسه، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن الحكومة القطرية قامت بأكبر عرض عسكري في تاريخها في 18 ديسمبر 2018 الماضي، حضره أمير قطر ووالده الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني". كما شارك في ذلك العرض جميع أفراد القوات المسلحة ووزارة الداخلية وقوات الأمن الوطني (لاخويا) وقوات الحرس الأميري، وللمرة الأولى شاركت أيضا القوات الجوية في ذلك العرض بمشاركة مسؤولين عسكريين من دول مختلفة. وتميز ذلك العرض العسكري بازاحة الستار عن مجموعة متنوعة من الأسلحة، تم عرض 90٪ منها لأول مرة.
وفي سياق متصل، ذكر موقع الأبحاث العسكرية الخاص "جلوبال فاير باور" أنه تم تشكيل القوات المسلحة القطرية في عام 1971 وفي وقتنا الحالي أصبحت هذه القوات تضم حوالي 12 ألف مقاتل. ووفقًا لتقديرات عام 2015، فلقد تجاوز الإنفاق العسكري القطري 19 مليار دولار. ولفت ذلك الموقع إلى أن الدوحة وقعت في تسعينيات القرن الماضي على اتفاقيات دفاعية مع بريطانيا وفرنسا، وأيضاً وقعت الدوحة على اتفاقيات مماثلة مع الولايات المتحدة في عام 2002 ومع تركيا في عام 2014.
يذكر أن قطر تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة تدعى قاعدة "العديد" العسكرية وتتكون القوات البحرية القطرية أيضًا من 1800 جندي ولديها حوالي 35 قاربًا و 13 سفينة عسكرية حاملة للصواريخ ولقد تأسس سلاح الجو القطري في عام 1947 ويتألف حالياً من 1500 جندي و 75 طائرة مقاتلة.
ووفقا للعديد من الخبراء العسكريين فإن قطر قامت خلال السنوات الماضية بزيادة عمليات شرائها من الأسلحة وحول هذا السياق، قال "بيتر زيزمان"، الباحث البارز في برنامج الأسلحة والعسكرية التابع لمركز "ستوكهولم" الدولي للسلام، إن "عقود الأسلحة هذه حوّلت قطر من بلد صغير بسبب مساحتها الصغيرة إلى بلد يمتلك أقوى وأكبر الجيوش المسلحة في العالم". وفي تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية أكد "زيزمان" أن القوة العسكرية لقطر "تشهد تحولاً كاملاً من قوات مسلحة صغيرة جداً، كما هو متوقع من بلد صغير المساحة، إلى قوة مسلحة سوف تكون من بين أكبر القوات المسلحة"، مضيفاً: "قطر تحولت من مستورد صغير للأسلحة قبل 2014 إلى مستورد كبير، ومن المتوقع أن تزداد وارداتها في السنوات المقبلة". يذكر أن واردات الأسلحة القطرية أرتفعت بنسبة 245% بين عامي 2007 و2011، كما تضاعفت أصولها العسكرية بين 2012-2016 عدة مرات.
وفي سياق متصل، ذكرت العديد من التقارير الاخبارية بأن قطر عملت على تعزيز قوتها الجوية الأميرية؛ من خلال تزيدوها بأكثر الطائرات دقة في العالم، والتي كان آخرها تسلمها الدفعة الأولى من طائرات "رافال" الفرنسية المقاتلة، بحضور أميرها، الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، خلال حفل أقيم في يونيو الماضي، في قاعدة "دخان" الجوية في الدوحة. ويأتي تسليم الدفعة الأولى من هذه الطائرات ضمن اتفاقية موقعة بين قطر وفرنسا عام 2015، وتقضي بتزويد القوات الجوية القطرية بـ24طائرة منها، ثم ألحق بها لاحقاً بند لإضافة 12 طائرة.
ولفتت تلك التقارير أيضا إلى أن الدوحة تسلمت في مارس الماضي الدفعة الأولى من أحدث طراز لطائرات الأباتشي القتالية، حيث اشترت قطر 24 طائرة بموجب عقد مع شركة "بوينغ" وافق عليه الكونغرس ووزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان، إضافة إلى معدات وأجهزة دعم أرضي وتدريب لعشرات الطيارين والفنيين. وأشارت تلك التقارير إلى أن الدوحة تستعد في وقتنا الحالي لإنشاء مدينة تعليمية عسكرية متكاملة تضم جميع الكليات والمعاهد والمراكز والمؤسسات التعليمية العسكرية، مع مرافقها التدريبية والقتالية والرياضية. وحول هذا السياق، قال اللواء الركن "حمد النعيمي"، رئيس هيئة الكليات والمعاهد بالقوات المسلحة القطرية: إن مشروع المدينة التعليمية "نقلة نوعية في صفوف القوات المسلحة". وكشف "النعيمي" في حوار له مع مديرية التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع القطرية، في مارس الماضي، عن عددٍ من المشاريع المستقبلية الطموحة، منها إنشاء أكاديمية عليا للعلوم العسكرية.
كما وقعت قطر، في ديسمبر 2017، اتفاقاً مع بريطانيا لشراء 24 مقاتلة من طراز "تايفون"، وذلك بعد اتفاقين متعاقبين مع أمريكا لشراء 36 طائرة من طراز بوينغ "إف-15 كيو إيه"، ومع فرنسا لشراء 12 مقاتلة إضافية من طراز "رافال". ونقل موقع "ديفنس نيوز" الأمريكي عن مصدر مطلع أن عدد طائرات القوات الجوية القطرية سيرتفع إلى 96 طائرة جديدة، بالمقارنة مع أسطولها الحالي من طراز "ميراج -2000" الذي يبلغ 12 طائرة. وفي أغسطس 2017، زار وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، "خالد العطية"، العاصمة الروسية موسكو لاستعراض قدرات منظومات "إس-400"، وقال إن بلاده مهتمة بأنظمة الدفاع الجوي الروسية، وإنها تريد نقل تكنولوجيا صناعة تلك الأنظمة إلى قطر.
وفي يونيو 2017، دخلت اتفاقية التعاون العسكري التي وقعتها قطر وتركيا حيز التنفيذ، بعد تصديق البرلمان التركي عليها واعتماد الرئيس التركي "رجب طيب" أردوغان لها. وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وسط أزمة سياسية خليجية تسعى لعزل قطر ومحاصرتها.