الوقت- لم تكن وسائل الإعلام هي الوحيدة التي أدارت ظهرها لرئيس الوزراء الإسرائيلي فحسب، بل حتى الرئيس الأمريكي "ترامب" الذي يُعدّ الحليف الأكثر أهمية، لم يهمه هزيمة "نتنياهو"، وقال بأن لديه علاقات جيدة مع "إسرائيل"، وليس مع شخص معيّن في هذا البلد، وهذا الأمر يكشف النقاب عن اقتراب موعد نهاية حياة "نتنياهو" السياسية.
يذكر أن قضية انتهاء عهد "نتنياهو" أصبحت موضوعاً ساخناً بالنسبة للإعلام الصهيوني هذه الأيام، وعند إلقاء نظرة على بعض عناوين وسائل الإعلام هذه، نرى بأن "نتنياهو" يمرّ بأوقات صعبة للغاية.
ولكن الشيء الأكثر أهمية هنا، يتمثّل في أنه بعد هزيمته في الانتخابات، اتهم "نتنياهو" الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والبيت الأبيض بعدم تقديم دعم كافٍ له في الانتخابات.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن رئيس الوزراء الصهيوني رفض الاتصال بـ"ترامب" أو حتى بصهره "جاريد كوشنر" بعد الانتخابات، ولفتت تلك المصادر إلى أن "نتنياهو" قام بنقل غضبه وسخطه إلى الرئيس "ترامب" وإلى البيت الأبيض من خلال اللوبي "أيباك".
وعلى الرغم من أن "نتنياهو" أعلن أنه لن يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بحجة وجود الكثير من التوترات في الأراضي المحتلة (بعد الانتخابات)، إلا أن السبب الرئيس وراء غياب رئيس الوزراء الصهيوني هو غضبه من "ترامب" و"كوشنر".
وفي سياق متصل، شبّه "يوسي فيتر"، محلل شؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، وضع "نتنياهو" بالساحر الذي لم يتبق سوى أرنب واحد في قبعته.
ولفت إلى أن ساعة "نتنياهو" السياسية تقترب من نهايتها، مضيفاً بأنه مع اقتراب موعد استجواب "بنيامين نتنياهو" في المكتب الاستشاري القضائي، فإنه ينبغي على الحكومة أن تنتظر صدور جميع التُهم الموجهة إليه لأن لديه الكثير من الاتهامات القديمة في حقيبته، وقد يكون قادراً على الخروج من ضغوط هذه الاتهامات للمرة الثالثة عن طريق إجراء انتخابات ثالثة.
وفي سياق متصل، أكد "ماكر" الخبير الاقتصادي لهذه الصحيفة الإسرائيلية، على أن "نتنياهو" وقع في الحفرة التي حفرها هو بنفسه! وليس لديه شيء أفضل ليقدّمه للشعب اليهودي في المستقبل وذلك لأنه أخرج كل ما كان في جعبته خلال السنوات الماضية.
وقال أيضاً أن قادة الليكود مارسوا الكثير من الضغوط على "نتنياهو" لكي يتنازل على السلطة ويتقاعد من منصبه ومن عمله السياسي.
وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن نتائج فرز 88% من أصوات الناخبين في انتخابات الكنيست، أظهرت فوز حزب "أزرق - أبيض" بزعامة "بانى جانتس" على حزب الليكود بزعامة "بنيامين نتنياهو"، ولفتت هذه الصحيفة إلى إنه في حال إعلان النتائج الرسمية بتفوق حزب" جانتس"، فإن هذا يعنى انتهاء عهد نتنياهو الذى ظل يحكم "إسرائيل" 10 سنوات كاملة منذ انتخابات 2009 ، مشيرة إلى أن فترة حكم نتنياهو كانت أطول من حكم ديفيد بن غوريون مؤسس دولة "إسرائيل" التي استمرت 9 أعوام ونصف.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة ""يسرائيل هيوم" الموالية لـ"نتنياهو" في تقرير كتبته تحت عنوان "انتهاء لعبة بي بي إسرائيل"، كيف قامت وسائل الإعلام الإيرانية بتسليط الضوء على هزيمة "نتنياهو" في الانتخابات ونقلت عن أستاذ جامعي متخصص في الشؤون الإيرانية، أنه قرأ الكثير من عناوين الصحف الإيرانية مثل "كيهان"، و"ابتكار" و"إيران" التي كتبت العديد من التقارير حول هزيمة "نتنياهو" وصعود حزب "أزرق - أبيض" إلى رأس الهرم الحكومي الإسرائيلي.
وفي المقابل، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن انسحاب "نتنياهو" من رأس الهرم الحكومي هو السبيل الوحيد للخروج من المعضلة والأزمة التي تعيش فيها "إسرائيل".
وحول هذا السياق، كتب "بن كاسبيث"، المحلل في صحيفة "معاريف" الناطقة باللغة العبرية: "لقد انتهى عهد نتنياهو، لقد دمّر نفسه بيديه، لقد كان لديه كل شيء، والآن سيكون من الواضح أنه ليس لديه شيء".
وتابع هذا المحلل الإسرائيلي بالقول: "كان نتنياهو هو الفائز، لكنه أصبح خاسراً حتى مع وجود أعضاء الليكود خلفه وذلك لأن العديد من مؤيديه فضّلوا عدم التصويت أو البقاء في المنزل أو الذهاب إلى الشاطئ للتسلية".
وأضاف "بن كاسبيت": "كان الناس يتحدثون عن هذا الأمر، بأن نتنياهو أنهى عهده التاريخي بيديه".
كما استخدم الإسرائيلي "ماكو" الصحفي في شبكة التلفزيون الصهيونية الـ 12 في أحد برامجه التلفزيونية عنوان "من المرجّح أن نرى نهاية نتنياهو".
كما كتبت بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العبرية في تقارير لها تحدّثت حول انتخابات الكنيست: "هل انتهى سحر نتنياهو في الليكود؟ اليوم، توصل اليمين واليسار إلى حقيقة مذهلة مفادها، لقد اقترب بنيامين نتنياهو من مغادرة الساحة السياسية أكثر من أي وقت مضى".
وهنا تجدر الإشارة إلى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الذي قال إنه لم يتحدّث إلى "نتنياهو"، ولفت إلى أن الانتخابات الإسرائيلية تعتبر حدثاً مهماً، في حين قلّل من أهمية نتنياهو بالنسبة للتحالف بين أمريكا و"إسرائيل".
وكشف "ترامب" للصحفيين: "علاقاتنا مع دولة إسرائيل وليست مع أشخاص، لذلك سنرى ما سيحدث".
ومن جانبه، صرّح "دان شابيرو"، سفير أمريكا السابق لدى "إسرائيل" بأن تصريحات "ترامب"، أظهرت أنه يشمّ رائحة مرحلة الضعف لنتنياهو، ويريد أن ينأى بنفسه عنه.
وقال "شابيرو" إن "ترامب" لا يريد إلا فعل القليل تجاه نتنياهو الخاسر، وذكر أنه في الأسبوع الماضي، رفض "ترامب" التأييد العلني لتعهد "نتنياهو" بضم أجزاء من الضفة الغربية إذا أُعيد انتخابه.