الوقت- شنّت قوات الجيش السوري عملية عسكرية صباح الأربعاء الماضي بالقرب من ضواحي بلدة "سكيك" ومرتفعاتها القريبة من المحور الشرقي لمدينة "خان شيخون" لمحاصرة الجماعات الإرهابية جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة.
وبعد ساعات من القتال العنيف، نجحت القوات السورية في تحرير جميع المرتفعات والحقول الزراعية، ومصنع السكر، ومنطقة "السوسة"، و"الخزانات" من قبضة العناصر الإرهابية والوصول إلى المدخل الشرقي لمدينة "خان شيخون" بتقدم ميداني بلغ نحو ثمانية كيلومترات.
وبوصول قوات الجيش السوري إلى المدخل الشرقي لمدينة "خان شيخون"، تمّ فرض حصار خانق على فلول العناصر الإرهابية في منطقة تبلغ مساحتها 350 كيلومتراً مربعاً تقع جنوب محافظة "إدلب" وشمال محافظة حماة.
وبعدما أحكمت قوات الجيش السوري قبضتها على الإرهابيين، بدأت بالتقدّم شرقاً وغرباً للوصول إلى مدينة "خان شيخون" الاستراتيجية والمهمة، وفي الوقت الراهن يقوم أبطال الجيش السوري بعمليات تفتيش لكل المناطق المحررة لنزع فتيل المتفجرات واكتشاف مخابئ الأسلحة والأنفاق السرية التي كان يختبئ فيها الإرهابيون.
وبعد تحرير مدينة "خان شيخون" الواقعة جنوب محافظة "إدلب"، فتحت قوات الجيش السوري يوم الجمعة الماضي معبراً آمناً على أطراف بلدة "صوران" الواقعة في شمال محافظة حماة لكي يتمكّن السكان المحاصرون من الخروج والانتقال إلى مناطق آمنة.
ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية، فلقد نفّذت القوات السورية العديد من العمليات العسكرية الواسعة في المناطق الجنوبية لمحافظة إدلب وفي المناطق الشمالية لمحافظة حماة، وتمكّنت من تطهير الكثير من البلدات الواحدة تلو الأخرى من مستنقع الجماعات الإرهابية.
وخلال تلك العمليات العسكرية، تم تطهير الكثير من البلدات السورية المهمة مثل "مورك، وكفريزيتا، واللحايا، ومعركبة، ولطمين، والمنطار، ولطمانة، و..." مع عشرات من المناطق الأخرى التي تبلغ مساحتها 350 كيلومتراً مربعاً والواقعة إلى الجنوب من محافظة إدلب وشمال محافظة حماة.
ووفقاً لآخر المعلومات التي تم الحصول عليها، لا تزال القوات التركية متمركزة في نقطة المراقبة في بلدة مورك جنوب محافظة إدلب، ولكن أبطال الجيش السوري يقومون في الوقت الحالي بمحاصرة تلك النقطة التركية وبمراقبة تحركات عناصر القوات التركية المتمركزة في نقطة المراقبة تلك.
وفي الوقت الحالي، لا تنوي القوات التركية مغادرة نقطة التفتيش تلك والانتقال إلى عاصمة محافظة إدلب، لكن هناك محادثات مكثفة بين موسكو وأنقرة حول كيفية سحب القوات التركية من تلك النقطة المحاصرة.
وفي سياق متصل، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن الجيش السوري تمكّن من محاصرة نقطة المراقبة التركية الواقعة جنوب "إدلب"، بعد إحرازها المزيد من التقدّم الميداني في المنطقة، لكن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" قال: إن "قوات بلاده ليست محاصرة، وباقية في موقع المراقبة رقم 9 في إدلب انطلاقاً من اختيار وليس كضرورة فرضت عليها".
وأضاف "أوغلو" خلال زيارة إلى لبنان إن القوات التركية لن تخرج ليس لأنه لا يمكنها ذلك ولكن لأنها لا ترغب في ذلك.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" أن بلاده لا تعتزم إخلاء نقطة مورك.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه النقطة التركية تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن أقرب منطقة تسيطر عليها الجماعات الإرهابية جنوب شرق مدينة "إدلب".
كما أن كل الممرات والطرق الأرضية المؤدية إلى هذه النقطة، تقع تحت سيطرة الجيش السوري، ولا يمكن لطائرات الهليكوبتر التركية تقديم الدعم لنقطة المراقبة تلك بسبب رفض القوات الجوية السورية لهذا الشيء.
ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية فلقد أبدت روسيا دعمها الكامل لعملية إدلب في الأشهر الأخيرة، وخاصةً بعد استهداف القاعدة الجوية الروسية في حميميم بواسطة طائرات جبهة النصرة من دون طيار، الأمر الذي يدل على حصولهم على معدات متطوّرة خلال وقف إطلاق النار الفاشل الذي أقرّه اتفاق سبتمبر 2018 بين أردوغان وبوتين.
حتى إن بعض الصحف الإخبارية قد ذكرت في العديد من التقارير أنه في حادثة الأسبوع الماضي المتمثلة في استهداف الجيش السوري للرتل العسكري التركي، لم تسمح المقاتلات الروسية للطائرات التركية التي انطلقت لدعمهم بالتدخل.
وعلى هذا الأساس يمكن التنبؤ بأن تسفر المحادثات بين المسؤولين الأتراك والروس عن السماح للقوات التركية بمغادرة بلدة مورك نحو المناطق الشمالية وأحد حواجزهم للمراقبة في محافظة إدلب، وهكذا ستضاف محافظة حماة إلى قائمة المحافظات التي استعادتها الحكومة السورية بشكل كامل، وستتخلص من الجماعات الإرهابية.
وحتى الآن لم يُعرف بعد مصير رفات الجماعات الإرهابية الذين قتلوا في المناطق الجنوبية لمحافظة إدلب الجنوبية وفي المناطق الشمالية لمحافظة حماة، لكن بعض المصادر الميدانية قالت إن من تبقى من الإرهابيين فرّوا إلى نقطة مراقبة الجيش التركي.
كما تزعم بعض المصادر الميدانية الأخرى أن فلول الجماعات الإرهابية قد اتفقت مع قوات الجيش السوري وانسحبت من المناطق المحاصرة ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن عمليات التحرير السريعة لتلك الأراضي التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية لخير دليل على ذلك الاتفاق.
وفي وسط التكهنات حول مصير جثث العناصر الإرهابية، كشفت بعض المصادر الإخبارية بأن قوات الجيش السوري تمكّنت يوم الثلاثاء الماضي، من دخول المناطق الشمالية لمدينة "خان شيخون"، بعدما قام عدد كبير من الإرهابيين بالهرب من تلك المناطق الواقعة جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة والتمركز على بعض التلال الموجودة في تلك النواحي القريبة من محافظة إدلب.
وفي سياق متصل، ذكرت بعض المصادر الميدانية بأن قوات الجيش السوري تمكّنت من تحرير منطقة تبلغ مساحتها 500 كيلومتر مربعاً من أيدي العناصر الإرهابية منذ بداية عملياتها العسكرية قبل أسبوعين وتمكّنت أيضاً من تطهير كل المناطق الشمالية لمحافظة حماة وأغلب المناطق الجنوبية لمحافظة إدلب.
وحسب المعلومات التي تمّ الحصول عليها، فلقد اشتدت المعارك والمشاحنات بين الجماعات الإرهابية بعدما حقق أبطال الجيش السوري الكثير من الانتصارات على الساحة الميدانية، وحول هذا السياق، كشفت مصادر ميدانية بأن الإرهابي "صهيب أبو خالد المهندس" قائد جماعة "حرّاس الدين" الإرهابية لقي مصرعه إثر انفجار قنبلة في حي "الجامعة" في إدلب.