الوقت- تمكّنت قوات الجيش السوري مؤخراً من دخول مدينة "خان شيخون" الاستراتيجية الواقعة شمال غرب سوريا بعد أيام من الاشتباكات العنيفة مع العناصر الإرهابية.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات الجيش السوري بذلت الكثير من الجهود منذ عدة أيام للتقدّم باتجاه مدينة "خان شيخون"، كبرى مدن ريف "إدلب" الجنوبي، التي يعبرها طريق سريع استراتيجي يربط مدينة "حلب" بالعاصمة "دمشق"، وأكدت تلك المصادر الإخبارية أن قوات الجيش السوري ترغب باستكمال سيطرتها على جميع تلك المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية.
أهمية عمليات الجيش السوري العسكرية الواسعة في محافظة "إدلب"
تعدّ العملية العسكرية الضخمة التي قام بها أبطال الجيش السوري في محافظة "إدلب" مهمة للغاية وذلك لأن هذه المدينة تعتبر المحطة الأخيرة التي لا يزال يوجد فيها الإرهابيون في سوريا، ومن جهة أخرى أضاف لها موقعها القريب من الحدود مع تركيا أهمية ومكانة أخرى.
ولقد استخدمت العناصر الإرهابية مراراً محافظة "إدلب"، لمهاجمة الأحياء السكنية في جميع أنحاء البلاد، ولهذا فإنه يمكن القول هنا بأن انتصار أبطال الجيش السوري في عملية تحرير مدنية "إدلب" يعني في الواقع القضاء التام على من تبقّى من الإرهابيين على الأراضي السورية ووقف هجماتهم الوحشية على المدنيين.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال الفترة الماضية تم التوصل إلى اتفاقات لوقف عمليات إطلاق النار مع الجماعات المسلحة، ولكن في كل مرة تقوم تلك العناصر المسلحة والإرهابية بانتهاك هذه الاتفاقيات.
وفي وقتنا الحالي، تمكّن الجيش السوري من تحرير مساحة كبيرة من الضواحي الغربية والشمالية لمحافظة "حماة" من العناصر الإرهابية وذلك بعدما تمكّنوا خلال الفترة الماضية من تحرير مدينة "مورك" الاستراتيجية والتي كانت مقدّمة لهذا الإنجاز العظيم وتقع مدينة "مورك" في الضواحي الشمالية لمحافظة "حماة" وتشرف بشكل مباشر على مدينة "خان شيخون" ولهذا يعتبرها الكثيرون بأنها موقع استراتيجي.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الانتصار في معركة "مورك" ساعد قوات الجيش السوري على التقدّم إلى مدنية "إدلب" ومحاصرة مدينة "خان شيخون" الاستراتيجية.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية السورية، بأن دخول الجيش السوري إلى مدينة "خان شيخون" الاستراتيجية كان متوقعاً بعد الانتصارات والتقدّم الكبير الذي أحرزه مؤخراً على تخوم هذه المدينة الاستراتيجية التي يمّر بها طريق "دمشق – حلب" الدولي والذي يُقال إن السيطرة عليه هي هدف العملية العسكرية التي يقودها الجيش السوري منذ أكثر من شهرين.
ولفتت تلك المصادر إلى أن الاشتباكات العنيفة لاتزال مستمرة داخل المدينة وعدة جبهات أخرى في أطرافها حيث يحاول الإرهابيون عدم السماح للجيش السوري بدخول المدينة بشراسة كبيرة، لكنها لا تنفع مع السيل الكبير لقوات الجيش العربي السوري، وحتى مع الهجمات الانتحارية التي لجأت إليها هيئة "تحرير الشام" أو ما كانت تسمى "جبهة النصرة" سابقاً، فإن وقف تقدّم الجيش السوري يبدو أحد أحلام الإرهابيين بعيد المنال جداً.
الموقع الاستراتيجي لمدينة "خان شيخون" على خريطة الجيش العسكرية
إن لمدنية "خان شيخون" أهمية كبيرة لدى أبطال لجيش السوري على خريطة العمليات العسكرية التي ينفذونها ضد الجماعات المسلحة والإرهابية المنتشرة في العديد من مناطق هذه المدينة الاستراتيجية.
وتعتبر هذه المدينة مفتاح السيطرة على مناطق أخرى في محافظة "إدلب" ولطالما ارتبط اسم مدنية "خان شيخون" بالحكاية الملفقة لهجوم الحكومة السورية الكيميائي على المدينة وقيام أمريكا باستغلال هذه الحكاية الملفقة وتنفيذ هجوم صاروخي أمريكي عام 2017 على قاعدة الشيرات.
وتكتسب مدينة "خان شيخون" أهمية استراتيجية كبيرة نظراً لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف "إدلب" الشرقية والغربية والشمالية، كما تعدّ السيطرة عليها الخطوة الأولى في إعادة فتح الطريق الحيوية التي تصل بين العاصمة الاقتصادية حلب والسياسية دمشق، ومن الناحية العسكرية فإن سيطرة الجيش السوري على مدينة "خان شيخون" ستمهّد الطريق أمام قواته لتحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة على الأرض باتجاه "التح" و"كفرسجنة" و"معرة النعمان".
وفي وقتنا الحالي يحاول الجيش السوري تخفيف الضغط على الحصار المفروض على مطار "أبو الظهور" العسكري والوصول إلى الضواحي الغربية لمدينة "إدلب" عن طريق المرور بجسر "الشغور" وإذا تم تحقيق هذه الخطة، فإن الجيش السوري سيتمكن من السيطرة على سلسلة من الأهداف الاستراتيجية في محافظة "إدلب".
ومع تحرير مدينة "خان شيخون"، سوف تتمكن قوات الجيش السوري من الانتقال إلى المناطق الشمالية، والوصول إلى كفر "سجنة" ومنطقة "معرة النعمان" والتي هي في الحقيقة تعتبر نقطة محورية في الطريق الدولية وذلك لأنها تصل المناطق الشمالية بالمناطق الجنوبية.
وعلى الرغم من أن الجيش السوري قد تأخر في تنفيذ عمليته العسكرية في مدنية "إدلب"، إلا أنه يبدو أن العملية قد تسارعت في ضوء الإنجازات الاستراتيجية الأخيرة التي حققها أبطال الجيش السوري في تلك المناطق.
وهنا يمكن القول بأن انتصار الجيش السوري في عملية تحرير مدينة "إدلب" من أيدي الجماعات المسلحة الإرهابية، سيحدد في الواقع المصير النهائي لعملياته العسكرية ضد الإرهابيين في سوريا.
الجدير بالذكر هنا بأن رتلاً عسكرياً تركياً توقف بالقرب من منطقة "معرة النعمان" الواقعة جنوب محافظة "إدلب" جرّاء غارات للطائرات الحربية السورية.
وكان رتلان عسكريان تركيان دخلا الأراضي السورية قبل عدة أيام أحدهما يضم 28 آلية ثقيلة بينها 7 دبابات و6 عربات وشاحنات باتجاه ريف إدلب الجنوبي، فيما دخل رتل آخر باتجاه مدينة "سراقب" شرق المحافظة.
من جانبها دانت وزارة الدفاع التركية تعرّض رتل تابع لها لغارة جوية أثناء انتقاله من نقطة مراقبة تركية في المحافظة، ما أدّى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين.