الوقت- يوم الجمعة، أطلق الجيش السوري عملية تطهير واسعة للمناطق المحاصرة في محافظة حماة الشمالية، وذلك بعد تحرير مدينة "خان شيخون" من الجماعات الإرهابية، وتمكّن أبطال الجيش السوري أيضاً من إحكام سيطرتهم على مدن مثل "كفرزيتا" و"لطمين" و"الطامنة" و"الحايا"، التي كانت قابعة تحت سيطرة الإرهابيين منذ حوالي سبع سنوات، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الميدانية بأن جماعة "جيش العزة" الإرهابية انسحبت إلى المناطق الشمالية من محافظة "إدلب" والبعض منها هرب نحو نقطة التفتيش العسكرية التركية الواقعة في منطقة "مورك".
وفي سياق متصل، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن الجيش السوري تمكّن من محاصرة نقطة المراقبة التركية رقم 9 الواقعة جنوب "إدلب"، بعد إحرازها المزيد من التقدّم الميداني في المنطقة، لكن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" قال: إن "قوات بلاده ليست محاصرة، وباقية في موقع المراقبة رقم 9 في إدلب انطلاقاً من اختيار وليس كضرورة فرضت عليها".
وأضاف "أوغلو" خلال زيارة إلى لبنان إن القوات التركية لن تخرج ليس لأنها لا يمكنها ذلك ولكن لأنها لا ترغب في ذلك.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" أن بلاده لا تعتزم إخلاء نقطة مورك.
وفي نفس السياق، قال متحدث الرئاسة التركية، "إبراهيم قالن"، خلال مؤتمر صحفي عقده منتصف الليلة الماضية، أن بلاده لن تغلق أو تنقل موقع نقطة المراقبة التاسعة التركية في مورك بريف حماة الشمالي إلى مكان آخر، مشيراً إلى أن النقاط ستواصل مهامها من مكان وجودها.
وأضاف: إن تركيا أبلغت الجانب الروسي استياءها من الهجمات على إدلب، مشيراً إلى أن الرئيس "رجب طيب أردوغان" سيجري محادثة هاتفية مع نظيره "فلاديمير بوتين" بهذا الخصوص، داعياً الحكومة السورية وحليفتها روسيا إلى إيقاف العمليات العسكرية في إدلب.
صورة لنقطة المراقبة التابعة للجيش التركي في بلدة مورك
هل من الممكن أن تواصل قوات الجيش التركي تمركزها في نقطة مراقبة مورك؟
تبعد نقطة المراقبة هذه في وقتنا الحالي حوالي عشرة كيلومترات عن أقرب منطقة تسيطر عليها الجماعات الإرهابية جنوب شرق مدينة "إدلب".
وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل الممرات والطرق الأرضية المؤدية إلى هذه النقطة، تقع تحت سيطرة الجيش السوري، ولا يمكن لطائرات الهليكوبتر التركية تقديم الدعم لنقطة المراقبة تلك بسبب رفض القوات الجوية السورية لهذا الشيء.
ونظراً إلى أن عدداً كبيراً من الإرهابيين قد لجؤوا أيضاً إلى هذه النقطة التركية، فمن المؤكد أن يواجه الجنود الذين يتمركزون هناك في القريب العاجل العديد من المشكلات ولا سيما في الوقود والغذاء ومياه الشرب.
صورة سلفي لقوات الجيش السوري في نقطة المراقبة التركية القابعة تحت الحصار
ما هي خطة تركيا لإنقاذ نقطة مراقبة مورك؟
عندما وصل الجيش السوري إلى أبواب مدينة "خان شيخون" جنوب مدينة "إدلب"، اعتقد الكثيرون أن القوات التركية ستُخلي مقرها العسكري في مورك بسبب الحصار الوشيك على المناطق الشمالية من محافظة حماة، لكن القوات التركية رفضت القيام بذلك.
وفي الخطوة الأولى، كانت القوات التركية تأمل إنقاذ الجماعات الإرهابية من شمال إدلب وحلب ولهذا فلقد قامت بالدخول إلى مناطق النزاع وقامت بتنفيذ هجوم مضاد كبير في جنوب إدلب وخان شيخون والمناطق الشمالية من محافظة حماة لإنقاذ تلك الجماعات الإرهابية من الهلاك.
وتوجد في مورك أكبر نقطة مراقبة للقوات التركية، وهي واحدة من بين 12 نقطة مراقبة نشرتها أنقرة الداعمة للفصائل في إدلب ومحيطها، بموجب اتفاقات مع موسكو وطهران، حليفتي دمشق.
يذكر أن قوات من الجماعات الإرهابية المختلفة، مثل أحرار الشرقية وفيلق الشام وفيلق الرحمن (الذين كانوا لسنوات في منطقة الغوطة الشرقية) اقتربت بشكل ملحوظ من منطقة المعركة، لكن التقدم السريع للجيش السوري شمال مدينة "خان شيخون" ووصلوهم إلى طريق "حلب – دمشق" الدولي، عزل الإرهابيين المتمركزين في مدينة "خان شيخون" تماماً، والقصف الكثيف الذي قامت به القوات الجوية الروسية والسورية على هذا الطريق الدولي حال دون وصول الإمدادات لتلك الجماعات الإرهابية.
أنفاق تحت الأرض للجماعات الإرهابية في المناطق الشمالية من محافظة حماة
ولهذا فلقد أرسل الجيش التركي المحبط من تصرفات الإرهابيين الموالين له، العديد من القوافل العسكرية المدرعة والمعدات الثقيلة إلى مدينة "خان شيخون"، لكن القوات الجوية السورية قامت بقصف طريق القافلة مرتين، وذلك لمنع وصول تلك القوافل العسكرية إلى أيدي الجماعات الإرهابية، وللتأكيد بأن الحكومة السورية لن تغضّ الطرف عن التجاوزات التي يقوم بها الأتراك على الأراضي السورية.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن قوات الجيش السوري قامت قبل أربعة أيام بقصف الطريق التي كانت تمرّ منها قافلة عسكرية للجيش التركي بين مدينتي "مهران العمان" و"خان شيخون"، ما أجبرها على التوقف.
حيث اعتبرت وسائل إعلام سورية، أن نشر الرتل في سوريا "عمل عدواني" وأنه دخل البلاد ليساعد الإرهابيين في التصدي لتقدّم الجيش السوري في خان شيخون.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه حتى الاحتجاجات الضخمة التي قام بها المسؤولون الأتراك ضد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لم تؤت ثمارها لأن الرئيس "بوتين" أيّد بشكل كامل عمليات الجيش السوري في المنطقة، قائلاً إن العمليات ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة لن تتوقف حتى يتم القضاء على كل الجماعات الإرهابية بالكامل.
مروحية "إم 128 إن" الهجومية الروسية تقدّم الدعم للجيش السوري
في النهاية، يمكن القول أنه من المتوقع أن تسمح المحادثات بين السلطات التركية والروسية للقوات التركية بمغادرة بلدة مورك إلى المناطق الشمالية وإقامة نقاط مراقبة في محافظة إدلب، وبهذا الأمر ستنضم محافظة حماة إلى المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة السورية بنسبة 100٪ والتي تم تطهيرها من الجماعات الإرهابية بشكل كامل.