الوقت- في إطار متابعة موقع "الوقت" الإخباري للأحداث التي تجري في فنزويلا، كان لنا لقاء مع الدكتور أحمد سبحاني، السفير الإيراني السابق في فنزويلا، الذي تناول في حديثه نتائج الانتخابات والأوضاع المقبلة عليها كاراكاس بعد تجديد الشعب الفنزويلي الثقة بالرئيس مادورو.
لقد كانت نتائج الانتخابات الفنزويلية مقبولة وشرعية
وفي تقييم نتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية، يعتقد أحمد سبحاني أن نسبة مشاركة المواطنين في الانتخابات الفنزويلية كانت مقبولة حيث وصلت نسبة الاقتراع إلى ما بين 46 إلى 48 بالمئة من السكان الأصليين في البلاد، وقد فاز مادورو بنسبة 68 في المئة من هذه الأصوات، ووفقاً لنظام الاقتراع في فنزويلا، والذي يجري هذا العام عبر الاستفادة من النظام الالكتروني، على المواطنين الحضور إلى مراكز الاقتراع قبل افتتاحها وإبداء رأيهم بكل حرية دون مضايقة أحد، وكان واضحاً هذه المرة وبعد استخدام التكنولوجيا في عملية الاقتراع استحالة التلاعب في الأصوات، وتعدّ المشاركة بنسبة 46 بالمئة معقولة ومقبولة خاصة وإن قمنا بمقارنتها بنسب انتخابات دول أخرى جرت في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، في الانتخابات الأذربيجانية عام 2010، كانت نسبة الاقتراع 49 بالمئة، وفي الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2012 وصلت نسبة الاقتراع إلى 57 بالمئة، وفي البرتغال عام 2011 وصلت نسبة الاقتراع إلى 46 %، وفي سويسرا 49% وفي الانتخابات البرلمانية الكولومبية الأخيرة، كانت النسبة 43٪، وبناءً عليه يمكن القول إن الانتخابات الرئاسية في فنزويلا شرعية بامتياز، وإذا عارضت بعض الدول، مثل أمريكا، شرعية هذه الانتخابات، فيمكن اعتبار ذلك ضمن الخلافات السياسية بين البلدين، لأن واشنطن تعترف بسيادة بعض البلدان التي لا تجري فيها انتخابات على الإطلاق مثل السعودية، وتقوم بالتشكيك في شرعية الدولة التي تجري فيها انتخابات بشكل قانوني وديمقراطي.
الشعب الفنزويلي يجدد الثقة بالرئيس مادورو
وفي جزء آخر من حديثنا مع الدبلوماسي السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية في فنزويلا، أكد أهمية رسالة انتصار مادورو في الانتخابات حيث قال: على الرغم من كل الصعوبات والمشكلات التي عانى منها المواطنون الفنزويليون خلال السنوات القليلة الماضية، قام الفنزويليون بانتخاب مادورو مرة أخرى حيث صوّت له أكثر من 68 % من سكان البلاد، وهذا يدلّ على أنه على الرغم من جميع المحن، لا يزال معظم المجتمع يثق بحكومة مادورو.
أمريكا لا تريد حكومة خصومها في فنزويلا
وكشف سبحاني سبب معارضة أمريكا لنتائج الانتخابات الفنزويلية حيث قال: فنزويلا هي واحدة من أقدم بلدان أمريكا اللاتينية، ولعقود من الزمن كان يعتبرها الأمريكيون " الحديقة الخلفية " لأمريكا، فهذه الدولة لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم، وهي أيضاً واحدة من أهم المخازن الطبيعية للمياه والألماس والذهب والمعادن، والحقيقة هي أنه من الصعب جداً على الأمريكيين ألّا يكون هذا الكم الهائل من الثروة والموارد بعيداً عن أيديهم وأن يكون هناك حكومة معارضة وبشكل علني (مادورو) لسياسات واشنطن على الساحة العالمية، وهذا أمر مزعج للغاية بالنسبة للأمريكيين ولا يمكنهم قبوله. وبالتالي، فإنهم يعارضون بقوة نتائج الانتخابات وانتصار مادورو.
أمريكا لا تريد التفاوض مع الحكومة الفنزويلية
وحول تصريحات مادورو السابقة عن استعداد بلاده للتفاوض مع أمريكا، أكد السفير الإيراني السابق أن " تأكيد السياسيين الفنزويليين على التفاوض مع الأمريكيين ليس بجديد، حتى إذا نظرنا إلى التاريخ الكوبي والذي يعدّ أكثر ثوريةً من فنزويلا، كان لديهم رغبة بالتفاوض والحوار مع الأمريكيين إلا أنّ واشنطن كانت دائماً تعبّر عن عدم رضاها ورفضها لأي تفاوض مع هذه الدول، وعلى هذا الأساس لن تجري المفاوضات بين هذين البلدين في المستقبل القريب، لكن ورغم ذلك حافظت فنزويلا على علاقاتها السطحية مع أمريكا، وعلى سبيل المثال هذه الدولة لديها تقريباً 15 ألف محطة بنزين وثماني مصافي تكرير نفط موزّعة على جميع الأراضي الأمريكية، وهناك أيضاً عدد كبير من الرحلات الجوية من كاراكاس إلى أمريكا يومياً.
لذلك، يمكن القول إن واشنطن لا تريد التفاوض بأي شكل من الأشكال، وهي تعتزم من خلال سياسة العقوبات إجبار فنزويلا على التخلي عن مطالبها.
في المستقبل، ستتحسن الظروف الاقتصادية والسياسية في فنزويلا
وختم أحمد سبحاني حديثه حول مستقبل كاراكاس بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في البلاد، قائلاً إن فنزويلا بلد ثنائي القطبية، وما نشهده اليوم هو نتاج سنوات من القمع المفروض من الطبقة العليا على الفقراء، لدرجة أن العديد من الناس ليس لديهم بطاقة هوية حتى اليوم ويعيشون في أدنى مستويات الرفاهية، اليوم نرى أن أغلبية الطبقة الفقيرة والذين هم أكثرية يدعمون حكومة مادورو، في المقابل الطبقة الغنية (الذين هم أقلية) يعملون ضدّ الحكومة، إذاً وبشكل عام، يبدو أننا سوف نرى تحسّناً في الظروف السياسية والاقتصادية في البلاد مع المبادرات والإصلاحات التي تقوم بها حكومة مادورو إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط.