الوقت -يتزامن الحديث عن إعصار "ماكونو" الذي ضرب جزيرة سقطرى اليمنية، وخلّف ضحايا ومفقودين؛ مع إعصار مختلف على أيدي الجيش اليمني ولجانه الشعبية، ضرب قوى العدوان ومرتزقته الجدد، الذين منّوا أنفسهم بالحديدة؛ فغرقوا في متاهات الساحل الغربي، انتصارات متتالية مع بركات الشهر الكريم في رحاب الصيام والصمود، وتآكل سريع لقوى العدوان التي غرقت هي الأخرى في مآربها ومغازيها، وباتت تعدّ النكسات وتتجرّع الهزائم.
الساحل الغربي يلتهم الغزاة
أكد مصدر في وزارة الدفاع اليمنية لـ "الوقت"، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكّنوا من صدّ أكبر زحف للعدوان، مدعوم بغطاء جوي وبحري في قطاع الساحل الغربي استمر ليومين، وتكبّد فيه الغزاة والمرتزقة أكثر من 120 قتيلاً ومئات الجرحى. وأكد المصدر أن كسر الزحف استمر من مساء الخميس حتى مساء الجمعة، بعد فرار القوة المهاجمة التي تكبّدت مئات القتلى والجرحى الذين اكتظّت بهم مستشفيات محافظة عدن، بعد أن نقلتهم عشر حافلات من مناطق الإخلاء الطبي في خطوط العدو الخلفية صوب عدن، وأشار المصدر إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية دمّروا أكثر من خمس آليات عسكرية متنوعة بالإضافة إلى اغتنام عتاد حربي تركه الغزاة والمرتزقة خلفهم.
تكتيكات عسكرية
يؤكد المصدر أن المعركة التي خاضها أبطال الجيش واللجان الشعبية، وكسروا واحداً من أهم الزحوف التي خطط ونسق لها العدو خلال الفترة الماضية، تمثل واحدة من التكتيكات العسكرية التي ستجعل الساحل الغربي لليمن يعود إلى وعي العالم بحقيقة أن اليمن مقبرة حقيقية للغزاة، وكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن واستقرار اليمن ووحدة أراضيه، مشيداً بالصمود الأسطوري، والبطولات التي يسطّرها الجيش واللجان الشعبية في جميع الجبهات، وفي جبهة الساحل الغربي، انتصاراً لمظلومية الشعب اليمني، ورداً بسيطاً على ما يرتكبه العدوان السعودي الأمريكي بحق المدنيين الأبرياء من مجازر واستهداف الأعيان المدنية، وتهديد أمن اليمن وشعبه الحرّ الذي لن يركع أو يستسلم، وجدد المصدر التأكيد على أن معركة الساحل الغربي ستشهد مفاجآت نوعية ستمثل درساً لكل الغزاة والمعتدين على اليمن وأعداء السلام وحرية الشعوب.
توثيق ورصد الجريمة
أطلق المجلس اليمني للحقوق والحريات بمحافظة صعدة "الجمعة" التقرير الأولي عن جرائم العدوان بالمحافظة خلال ثلاث سنوات، وفي المؤتمر الصحفي لإطلاق التقرير أكد محافظ محافظة صعدة أن المحافظة تعرّضت لجرائم حرب وإبادة جماعية، وتدمير ممنهج للبنى التحتية، وكل مقومات الحياة خلال ثلاث سنوات من العدوان في ظل صمت دولي مريب، من جانبه أوضح رئيس المجلس اليمني للحقوق والحريات "علي المتميز" أن محافظة صعدة تعرضت لأبشع الجرائم والانتهاكات من قبل تحالف العدوان، مبيناً أن العدوان ارتكب على مدى ثلاث سنوات أكثر من سبعين مجزرة مروّعة في المحافظة. وقال: "إن أحداً لم يتمكن حتى الآن من حصر أعداد الشهداء والجرحى بالمحافظة، والتي فاقت الثمانية آلاف شهيد وجريح " وأضاف: "ما تم رصده حتى الآن بالاسم والإصابة نصف العدد نتيجة تعمد العدوان استهداف الاتصالات والمواصلات، وهو ما شكّل عائقاً أمام استكمال الحصر".
لغة الأرقام
بيّن التقرير أن عدد المرافق الصحية التي دمرت كلياً وجزئياً 51 مركزاً صحياً ومستشفى، فيما بلغ عدد المدارس المدمرة جزئياً وكلياً 267 مدرسة، وبلغ عدد المولدات والمحطات والأصناف المرتبطة بقطاع الكهرباء 84 مولداً ومحطة وملحقاتهما.
الأعيان المدنية
تطرق التقرير إلى الخسائر المهولة في قطاع الأعيان المدنية والبنى التحتية التي تعرضت لها شبكات الاتصالات والبنوك والخدمات المصرفية وكذا الطرق والجسور والحدائق العامة والإعلام والمنشآت الشبابية والرياضية. وفي الجانب الزراعي ذكر التقرير أن عدد المزارع والمباني الزراعية التي استهدفها العدوان بلغت 578 مزرعة ومبنى، تضررت بشكل كلي وجزئي، لافتاً إلى أن خسائر النفط بلغت نحو تسعة مليارات ريال، وقدرت الخسائر في قطاع الصناعة والتجارة، والأعيان الدينية والأثرية والمياه بعشرات المليارات.
لا بوادر للتسوية
رصد "الوقت" تغريدة لرئيس اللجنة الثورية العليا تعليقاً على الدعوة الأمريكية للتعاون مع المبعوث الأممي إلى اليمن، وقال الحوثي في تغريدته: "الأمريكان يدعون للتعاون مع المبعوث الدولي لليمن؛ فيما هم من يعملون على إعاقته في الواقع سلوكاً وعملاً، لذا ستبقى تصريحاتهم مزايدات سياسية حتى يوقفوا العدوان، وبمراجعة تصريحات اشتراكهم بفرق القبعات الميدانية، وما يقومون به من أعمال لقتل الشعب اليمني وحصاره، سيتبين لكل منصف من يعوق السلام".